شهدت محافظة جازان تكاثر أسراب الجراد 'الدبا' الذي هاجم محاصيل قرى المحافظات وانتشر بكثرة في محافظة الدرب ومراكز الشقيق وعتود وريم وأوضح مدير فرع وزارة الزراعة بجازان المهندس محمد الشريم، أن الجراد 'الدبا' ليس من الجراد المهاجر وإنما جاء نتيجة الأمطار التي شهدتها محافظات جازان، ووجود الغطاء النباتي الذي يوفر بيئة ملائمة لتكاثره وانتشاره

*فرق للبحث

أبان مدير فرع الزراعة بالشقيق والمشرف على فرق الرش الميدانية حمد مستور، أن فرق عمليات الرش قد بدأت منذ نحو شهرين في الميدان، ووصلت إلى 6 فرق بالإضافة إلى فرق البحث، مشيراً إلى أن ظهور الجراد كان في جبل عكاد بالقرب من مركز عتود، وبدأ في الانتشار على الخط الدولي إلى أن وصل العديد من قرى مراكز الدرب وهي عتود وريم والشقيق وقراها وأضاف أن وجود المناحل والأغنام، صعّب القضاء على الجراد باستخدام طائرات الرش، واقتصر على الفرق الميدانية والتي بدأت بفرقتين ووصلت إلى 6 فرق بعد اتساع رقعة وجود الجراد 'الدبا'، وأخذ تعهدات على أصحاب المناحل لنقل مناحلهم وكذلك أصحاب الأغنام، لاستخدام الرش بواسطة الطيران في مركز عتود

*مطالبة بمكافحتها

طالب عضو هيئة التدريس بقسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة جازان الدكتور طارق عبدالغني، باستخدام بيانات الأرصاد الجوية والاستشعار عن بعد من خلال الأقمار الصناعية، وتنظيم عمليات المسح الجوي والأرضي في المناطق التي أصبحت مناسبة لنمو وتكاثر الجراد عقب هطول الأمطار، بالإضافة إلى مكافحة جميع تجمعات الجراد الرحال وأشار أن طقس المنطقة ملائم لتكاثر الجراد، حيث يستطيع الطيران لمسافات طويلة حيث تقدر سرعته 20كلم في الساعة، ويستطيع الطيران لمدة تتراوح بين 6- 18 ساعة في اليوم يقطع خلالها أكثر من 150كلم، كما أن له قدرة عالية على التكاثر حيث تضع الأنثى في حالة الجراد التجمعي المهاجر من 2-3 أكياس من البيض ويحتوي كل كيس 70-90 بيضة، بينما الأنثى في الطور الانفرادي تضع 4-5 أكياس من البيض يحتوي كل كيس 60-150 بيضة ويحتوي السرب المتوسط الحجم والذي يحتل 1كلم2، ما يقارب 50 مليون جرادة

*ضررها على المحاصيل

وذكر عبدالغني، أن الجراد يسبب أضرارا جسيمة في المحاصيل الزراعية حيث يلتهم سرب الجراد في كيلو متر واحد نحو 100 000 طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة، ويتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم، وكذلك تكسير أغصان الأشجار بسبب الثقل عندما تستقر أعداد كبيرة من الجراد على أغصان الأشجار وقال إن الدراسات أثبتت أن 60% من الأضرار والخسائر يسببها الجراد الصغير الذي لم يكتمل نموه، وأن 38% من الأضرار تسببها أسراب الجراد مكتملة النمو، داعياً إلى أن تتكاتف الدول جميعا لمحاربته كما يجب التعاون بين وزارة الزراعة والأرصاد الجوية لأنه كما هو معروف تظهر أسراب الجراد من خلال الأقمار الصناعية ويجب مقاومتها قبل وصولها للحدود