تفاعل

مهارة التخطيط وحساب المواطن

ناصر عليان الخياري
يقال إن تخطيط ساعتين يعادل عمل سنتين، إشارة إلى أهمية التخطيط في كل شيء، بدءا من الأعمال اليومية وصولا إلى الأهداف الكبرى في حياة الإنسان.

من لا يخطط ويترك الأمور على عواهنها تفاجئه الأحداث بما لا يخطر على البال. النجاح دائما وليد التخطيط الجيد، ومن النادر أن تتحقق الأهداف دون تخطيط مسبق، وإن حدث فمجرد صدفة لا تتكرر.

البعض يمارس التخطيط بالفطرة، وبعملية ذهنية بسيطة، لكنه يتبنى مبادئ التخطيط الجيد، ويلتزم بها بعيدا عن الممارسة العلمية المقصودة. بينما الأكثرية - للأسف - لا يمارسون التخطيط، وتسير حياتهم بحسب اتجاه الريح.

تمتلئ حياتهم بالعثرات، وتتراكم في طريقهم الأحجار، ويصبح الفشل رفيقا لهم. فالحياة بلا تخطيط مضيعة للوقت، ومضيعة للجهود، ومعها يصبح المستقبل بلا فائدة.

لو نظرت إلى من حولك لرأيت كثيرين مرت السنوات دون أن يحققوا إنجازا في حياتهم، بينما تجد أقرانهم قد حصدوا العديد من النجاحات والإنجازات. لن تصدق لو تأملت مسيرتهم، ستجد أن السبب الرئيس وراء ذلك هي عملية التخطيط التي يلتزمون بها. بينما فشل الآخرون لأنهم أهملوا التخطيط في حياتهم، ولم يمارسوه ولم يعتنوا به. تشهد البلاد إصلاحات اقتصادية جوهرية، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الحياة المعيشية للمواطنين، لذلك جاء حساب المواطن ليخفف من تأثيرات رفع الدعم، ومن فرض الضريبة المضافة؛ وكمساندة لذوي الدخل المتوسط والأقل.

المهم هنا هو كيف سيتعامل الناس مع هذه المرحلة؟ في هذه المرحلة من المهم جدا أن يتعلم الناس ثقافة التخطيط لحياتهم، خاصة فيما يتعلق بالإدارة المالية، وما تتضمنه من نمط الاستهلاك والادخار. فالإفراط بالاستهلاك سلوك سيئ لا يمكن التخلص منه بسهولة.

إن حساب المواطن وغيره من البرامج، لن يكون حلا مفصلا لكل حالة فرد. ففي حقيقة الأمر أن الفرد هو المسؤول عن كيفية الاستفادة من هذه البرامج، وتوجيهها توجيها صحيحا بما يخدم ظروفه. اللجوء للحلول السريعة السهلة لمعالجة المشاكل المالية، كالاقتراض من البنوك، وإعادة التمويل، واستخدام بطاقات الائتمان، هي إدارة مالية سيئة، وأغلب من يقعون بهذه الدوامة من الديون هم الذين لا يمارسون التخطيط لحياتهم.

لا يمكن أن تسير الحياة بدون صعوبات، فلا بد منها؛ لكن الناس يختلفون في إدارة الذات، وفي عملية التحكم بها، وفي عملية اتخاذ القرار، وبناء عليه تختلف طريقتهم في حل المشكلة. تظل المشكلات المالية أم المشاكل في حياة الناس، فمنها تتوالد بقية المشاكل، لكنها تبقى مشكلة قابلة للحل، وربما قابلة لعدم الحدوث متى ما سبقها تخطيط فعال. الخلاصة، لن تجدي أي برامج دعم، إذا لم يحسن الفرد التخطيط الشخصي، وإذا لم يحسن الإدارة المالية فسيبقى عالقا في المشكلات المالية، انشروا ثقافة التخطيط لبناء حياة أفضل.. ولنتعلم التخطيط لحياة أفضل.

ومضة: أين مناهجنا وتعليمنا من مهارات التخطيط والإدارة المالية؟