تفاعل

موقف السعودية ثابت من القضية الفلسطينية

عبدالمطلوب مبارك البدراني
دويلة إسرائيل التي زرعها الاستعمار الغربي بقيادة أوروبا في أرض العرب والإسلام هي بمثابة النصل الذي غرس في جسد الأمة العربية والإسلامية لاغتيالها، وهذا هدفهم الأساسي، أو جعلها تعاني من عاهة مستديمة أو شلل لا تستطيع معه الحركة والنهوض لأداء دورها الحضاري الذي نالت به إعجاب العالم عندما كان العالم أجمع وبما فيه الغرب يعيش في تخلف وجهل ومرض وظلام.. إسرائيل هي سبب التخلف السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعاني منه أمتنا العربية بصفة خاصة والإسلامية بصفة عامة، لأنها جعلت شغلنا الشاغل إرجاع ما احتلته من أراض عربية، سواء بالمفاوضات التي ستطول، وذلك بقصد منهم، أو بالحرب كما حصل في جميع حروبنا معها.. العالم كله يحارب الإرهاب وإسرائيل هي قلعة الإرهاب، وبدون شك أن قرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (ترمب) بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها قرار سلبي، وله تداعيات خطيرة، مما يجعل الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة ملزمة بحماية الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني في القدس، وإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة، والمبادرة العربية للسلام.

مملكتنا الغالية والعالية بإذن الله تعالى منذ تأسيسها على يد المغفور له المؤسس لهذا الكيان الكبير الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، إلى يومنا هذا وقضية فلسطين هي القضية الأهم لديها وموقفها ثابت تجاهها، ولا ينكر ذلك إلا مغرض أو حاقد، ولن تسمح بأي قرار يسيء إلى الشعب الفلسطيني أو يضر بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والتي لا تشد الرحال إلا إليها. وفي هذا العهد الزاهر عهد سلمان الحزم والعزم قضية فلسطين الشغل الشاغل لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وقد أعربت المملكة عن استنكارها وأسفها الشديد للقرار الأمريكي بشأن القدس لما يمثله من انحياز كبير ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس، وحقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها القرارات الدولية ذات الصلة وحظيت باعتراف وتأييد المجتمع الدولي. جميعنا قلبا وقالبا شعبا وحكومة مع قيادتنا الرشيدة ومع قراراتها المؤازرة للقضية الفلسطينية، ومع ملكنا المفدى الذي يؤكد دائما في خطاباته على حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته وعاصمتها القدس، ويؤكد على نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في استقلاله.

وأما الحملات المغرضة والغربان الناعقة التي تروج للأكاذيب والإشاعات ضد موقف السعودية من القضية الفلسطينية فنقول لهم موتوا بغيظكم... إن ما تقومون به سيظل دافعا لتماسك الشعب حول قيادته ومواقفه المشرفة مع قضايا الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة.

والمملكة عزيزة شامخة بعقيدتها السمحة وقيادتها الرشيدة وشعبها الوفي.. وأسأل الله التوفيق والسداد.