عقول أكاديمية "للتأميم" وتسجيلها تراثا عالميا!
مع ثورة العلم بقيادة الملك عبدالله حفظه الله، نشارف الآن على عصر تنويري سعودي تولد من رحم الفوضى الخلاقة في العالم العربي وطحنها السياسي. فالأفكار الثائرة من بين لهيب النيران السياسية في العالم العربي تلوت بعقول الناس من خلال سلبيات تأويلات النصوص الدينية الإسلامية، لكن اختبار الأفكار(الجهاد/ الخلافة/ التغريب..إلخ) على مشرحة التجربة (حرب السوفييت/ طالبان/ ثورات الربيع العربي/ داعش) أظهر مدى صدق الفكرة، ومن ثم استنتج المجتمع أن رهان صدق الفكرة يكون بإفادتها للإنسان.
الاحد / 26 / ذو القعدة / 1435 هـ - 16:30 - الاحد 21 سبتمبر 2014 16:30
مع ثورة العلم بقيادة الملك عبدالله حفظه الله، نشارف الآن على عصر تنويري سعودي تولد من رحم الفوضى الخلاقة في العالم العربي وطحنها السياسي. فالأفكار الثائرة من بين لهيب النيران السياسية في العالم العربي تلوت بعقول الناس من خلال سلبيات تأويلات النصوص الدينية الإسلامية، لكن اختبار الأفكار(الجهاد/ الخلافة/ التغريب..إلخ) على مشرحة التجربة (حرب السوفييت/ طالبان/ ثورات الربيع العربي/ داعش) أظهر مدى صدق الفكرة، ومن ثم استنتج المجتمع أن رهان صدق الفكرة يكون بإفادتها للإنسان. التنوير الحاصل في المجتمع السعودي خلال هذه المرحلة التاريخية شكل هجمة مرتدة على كل سلوك سلبي اكتوى المجتمع من جمره بعدما حددته أفكار فلسفية عقيمة، شكلت خطابا دينيا متطرفا، بدأ في التحول إلى تراث، نجومه ليسوا إلا الحثالة في المجتمع الأكاديمي السعودي. إلا أن ما ساندهم على اعتلاء منصة النجومية وإزاحة الخصوم هو دور مدروس مواز للهيمنة. في حقب تاريخية مضت تم توطين مصطلح الاستغراب على أرضية الخواء الفكري الاجتماعي وسذاجة بديهته بسبب الجهل وعدم انتشار التعليم، والاستغراب (التغريب) رسخ صورة نمطية مشوهة ساعدت على تقبل المجتمع للانغلاق والاستغراق في الجهل فحُصر الخلاص الفكري في تلك الحثالة الأكاديمية باعتبارها الصفوة المنظرة في عالمها العلمي واهتمامها الفلسفي الديني! لذلك آتت فكرة التغريب أكلها في المجتمع الساذج بديهيا آنذاك لأنها ارتكزت على رؤى اديولوجية تجاه العلم، وساعدت في عزل العقل المجتمعي عن تقبل التنوع الثقافي والحضاري، هذا بحد ذاته هو ما خدم تلك الحثالة الأكاديمية في تسلطها على عقل المجتمع وتوجيهه بما لم يخدمه لكن أثره على “الثورة التنويرية” الآن ملموس. اليوم طلائع التنوير الملموس في ردود أفعال المجتمع تزلزل أركان ما كاد أن يتشكل في صلب تراثنا من الفهم المعاق للدين من تلك العقول الأكاديمية العقيمة، كما أن ردود الأفعال المجتمعية، التي اختنقت لعقود من هيمنة الفلسفة العقلية الأكاديمية الوصائية، تهزم كل يوم أفكار الغلو، كما ترفض المزيد من الإسراف المحدث في استنزاف التفسيرات الدينية والثقافية بعدما أوغلت في الضرر الاجتماعي وجعلت المجتمع في فترات سابقة ضحية للإرهاب واليوم عادت لتجعله هدفا للإرهاب مرة أخرى! لا يمكن إنكار أن الأمم أكثر ما تتأثر به فكريا هو الطبقة الأكاديمية. لكن الازدواجية التي تعاني منها حثالة العقول الأكاديمية المحلية بعد قياس النفع والضرر المستنتج من أفكارهم الفلسفية على منصة العقود السابقة هو ما يجعلنا اليوم على محك المطالبة بتأميم عقولهم التراثية العقيمة والرفع لمن يهمه الشأن بتسجيلها كآثار متحجرة من وطننا لضمها إلى لائحة التراث العالمي.