تفاعل

علا الفارس ضحية مغالطة رجل القش

حمود الباهلي
بعد قرار ترمب نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، علق آلاف العرب في تويتر حول القرار، كان من ضمنهم الإعلامية علا الفارس، حيث كتبت ما مضمونه أننا سوف نستنكر الحدث الآن ثم نلهو عنه غدا. ما كتبته علا لا يختلف عن كثيرين يتألمون من أن تعامل العرب مع الأحداث من حولهم مجرد شجب واستنكار.

لسبب ما، ظهر هاشتاق يتهم علا الفارس بالإساءة للسعوديين! ما حدث لعلا هو مثال جيد لمغالطة إنسان القش!

مغالطة رجل القش، تتخذ صورا عديدة لكن الجامع بينها أن المحاور لا يناقش القضية التي تستحق النقاش، إنما يغير مجرى الحوار ليناقش قضية ثانوية لها ارتباط بالقضية الأساسية، لأن القضية الثانوية أسهل عليه في خوض النقاش.

اسم المغالطة مأخوذ من رجل القش الذي يوضع في المزارع ليبعد الطيور عن الاقتراب منها، يتجنب من يقع في المغالطة مناقشة القضية الأساسية (الرجل الحقيقي) ليناقش القضية الثانوية (رجل القش).

بدلا من النقاش الجاد والعميق حول قرار نقل السفارة، توجه البعض لفتح نقاش حول إساءة علا الفارس للسعوديين.

هل كانت علا الفارس مصيبة في ما كتبته أم لا، ليس لذلك علاقة بمناقشة قرار ترمب، هما قضيتان منفصلتان تماما، توجيه الرأي العام لمهاجمة علا الفارس والمطالبة بإنهاء عملها من مجموعة الإم بي سي، ليس له علاقة من قريب أو بعيد بحل مشكلة فلسطين.

مثال آخر لمغالطة رجل القش، قبل سنوات، انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لشاب سعودي (ع) يتحدث بكلام جنسي عن طفل أمريكي مستغلا كون الطفل لا يفهم العربية.

انتقد كثيرون تصرف (ع) وكان من ضمنهم الممثل السعودي (ف). ماذا فعل (ع)؟ بدلا من أن يدافع عن نفسه، هاجم (ف) واتهمه أنه مثل في أفلام بها مشاهد خادشة للحياء.

سلوك (ف) التمثيلي ليس له علاقة بسلوك (ع)، لكنها مغالطة رجل القش التي تعمي كثيرين عن تحليل الأمور منطقيا.

حالة الغضب والضعف لدى الجمهور العربي من قرار ترمب، تجعله يبحث عن أهداف صغيرة لكي يهاجمها ويوهم نفسه أنه حقق شيئا.

للأسف، مغالطة رجل القش هي الأكثر رواجا في حواراتنا، والتنبه لها سيحسن كثيرا من نقاشاتنا.