تفاعل

الطعن في الأشخاص.. التشخيص والعلاج

من المتعارف عليه بين البشر على اختلاف وتنوع ألوانهم ومشاربهم وأوطانهم وأديانهم أن الطعن في الناس وأعراضهم وذواتهم من مساوئ الأخلاق وأرذل العادات! كيف لا؟

وديننا الحنيف ورسوله الموسوم بالخلق العظيم صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الطبع المذموم من الغيبة والطعن في ذوات وأعراض الناس بما يكرهون وينكرون.

ووصف القرآن الكريم هذا الفاعل بآكل لحم أخيه ميتا، فقال الله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه...) «الحجرات:12»، فالنفس البشرية تستنكف وتأنف من أكل لحم الميتة، فما بالك بلحم أخيك ميتا.

والنفس البشرية في غيها وهواها تتكبر وتزهو وتغتر قائلة: إنما هو فيه ما قلت، ولكن الحبيب صلى الله عليه وسلم يؤدبها ويهذبها ويرد عليها قائلا (إن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته) «رواه مسلم». يا له من تشخيص نبوي كريم، يجلي للنفس مكنوناتها ويبصرها بأحوالها.

قال بعض السلف «أدركنا من لا يرون العبادة في الصلاة والصيام ولكن في الكف عن الطعن في أعراض الناس». فالأمر جد عظيم ومزالقه مفسدة للمجتمع والناس والأعراض ومن ثم للأمن الاجتماعي.

فما السبيل لعلاج ناجع شاف شفاء يذهب بأعراض المرض وتبعاته ويحفظ المجتمع وأفراده وأعراضه؟

على العلماء والدعاة والمفكرين والمصلحين والمسؤولين إدارة نقاش بناء فاعل مجتمعي ينتج لنا علاجا يقضي على أعراض المرض ويحفظ الأعراض ويرقى بالمجتمعات. ولا بد من تشريع وتنظيم وأنظمة وتعازير تضمن للمجتمع أمانه من تلك الآفات، وللأشخاص السلامة من الطعن في الذوات، وما دعانا لنكء هذه الثآليل إلا انتشارها عبر وسائل الاتصال الالكترونية والمنتديات الاجتماعية والفضائيات العالمية من غير ضابط من عقل ولا وازع من دين ولا رادع من عقاب.

فكانت الحاجة الماسة والضرورة الملحة لهذا الموضوع. حفظ الله تعالى العبادة والأعراض والبلاد والأوطان. والله من وراء القصد.