القدس.. أتبع الصوت صوتا تسلم
الخميس / 26 / ربيع الأول / 1439 هـ - 20:00 - الخميس 14 ديسمبر 2017 20:00
عندما اعترف الرئيس الأمريكي ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونادى بنقل سفارة بلاده إليها، كان موقف المملكة واضحا، حيث خرج بيانها الرسمي بالرفض التام والطلب من الأمريكان التراجع وإعادة التقييم، وفيه حذرت المملكة من تداعيات القرار الخطيرة على المستويين الإقليمي والدولي، بحسب المفهوم النفعي البراجماتي الذي يفهمه ترمب.
ورغم الأهمية الرمزية للقدس كعاصمة، إلا أن الاعتراف بالكيان كدولة هو الأساس الذي يبنى عليه كل ما يأتي لاحقا من أحداث، وطالما أن مشكلة الاحتلال لا تزال قائمة دون تسوية، فلن يكون لقضية نقل السفارات تأثير أعظم من تبعات الاحتلال والقتل والتشريد، وحيث إن هناك دولا عربية وإسلامية اعترفت بإسرائيل وأقامت معها علاقات قوية، ويتباكى بعضها الآن على القدس ويلوم الآخرين ويتهمهم بالتقصير أو التواطؤ، يبقى السؤال المهم: ماذا قدمت تلك الدول لقضية فلسطين؟ خاصة أن لديها علاقات دبلوماسية واقتصادية متينة مع الكيان الإسرائيلي، وهل عادت تلك العلاقات بفائدة ما للقضية؟ وأين نتائجها على أرض الواقع؟ أم إنها أضرت بها وأعادتها إلى الوراء، وكانت فقط لمصالح خاصة لمن يقيم تلك العلاقات؟ وهل ينطبق معنى المثل الشعبي: أتبع الصوت صوتا لتسلم على من يتهجم على المملكة ويشكك في مواقفها الداعمة لقضية فلسطين ويلومها على ما تقوم به أمريكا وإسرائيل! وكأن السعوديين هم من زار إسرائيل وأبرم معها الصفقات والاتفاقيات، أو أن للسعودية سفارة في إسرائيل وستنقلها للقدس! أو أن المملكة لا تدعم القضية الفلسطينية ولا تطالب بحقوق الفلسطينيين!
إن المتتبع للتاريخ يدرك تماما أن القضية الفلسطينية حاضرة لدى القيادة والشعب السعودي منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، وكانت السعودية من أوائل من اعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وما زالت تمارس أدوارا حقيقية في دعم دولة فلسطين ماديا وسياسيا ولوجستيا، وكان للمملكة دور كبير في تسوية الخلافات البينية ومواجهة العقبات وتوحيد الصفوف وبذل جهود المصالحة بين فصائل الشعب الفلسطيني، كما حدث في اتفاق مكة وغيرها من المبادرات. وبذلت المملكة الدعم السخي للحكومة والشعب في وقت كانوا في أمس الحاجة إليه. ولم تتأخر يوما ما في دعم قضية فلسطين في مختلف المحافل الدولية، وكانت ولم تزل تستخدم ثقلها السياسي وتتصرف ببراعة دبلوماسية في أكثر من موقف للمطالبة بحقوق الفلسطينيين المشروعة.
ولا شك في أهمية المصالح المتبادلة في توجيه العلاقات الدولية، وأن معايير القوة متغيرة، فلا عداء دائم أو صداقة دائمة في السياسة، ولكن يتم توجيه المواقف لخدمة مصالح الأمم والشعوب، وهذا هو الفارق بين من يصنع التاريخ ويغير مسار الأحداث، وبين من يمارس الهياط السياسي ليخفي قبح ما يقوم به من كذب وحقد وتبعية.
وقفة: حتى لا يصبح الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها هما الهاجس الذي عندما لا يتحقق نعتقد أننا منتصرون، لا بد من التركيز على قضية الأرض الأساسية والبحث عن حلول وفق تقدير حقيقي للواقع والعمل على تطوير الإمكانات واستغلال الموارد في ضوء خيارات أوسع وأشمل.
ورغم الأهمية الرمزية للقدس كعاصمة، إلا أن الاعتراف بالكيان كدولة هو الأساس الذي يبنى عليه كل ما يأتي لاحقا من أحداث، وطالما أن مشكلة الاحتلال لا تزال قائمة دون تسوية، فلن يكون لقضية نقل السفارات تأثير أعظم من تبعات الاحتلال والقتل والتشريد، وحيث إن هناك دولا عربية وإسلامية اعترفت بإسرائيل وأقامت معها علاقات قوية، ويتباكى بعضها الآن على القدس ويلوم الآخرين ويتهمهم بالتقصير أو التواطؤ، يبقى السؤال المهم: ماذا قدمت تلك الدول لقضية فلسطين؟ خاصة أن لديها علاقات دبلوماسية واقتصادية متينة مع الكيان الإسرائيلي، وهل عادت تلك العلاقات بفائدة ما للقضية؟ وأين نتائجها على أرض الواقع؟ أم إنها أضرت بها وأعادتها إلى الوراء، وكانت فقط لمصالح خاصة لمن يقيم تلك العلاقات؟ وهل ينطبق معنى المثل الشعبي: أتبع الصوت صوتا لتسلم على من يتهجم على المملكة ويشكك في مواقفها الداعمة لقضية فلسطين ويلومها على ما تقوم به أمريكا وإسرائيل! وكأن السعوديين هم من زار إسرائيل وأبرم معها الصفقات والاتفاقيات، أو أن للسعودية سفارة في إسرائيل وستنقلها للقدس! أو أن المملكة لا تدعم القضية الفلسطينية ولا تطالب بحقوق الفلسطينيين!
إن المتتبع للتاريخ يدرك تماما أن القضية الفلسطينية حاضرة لدى القيادة والشعب السعودي منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، وكانت السعودية من أوائل من اعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وما زالت تمارس أدوارا حقيقية في دعم دولة فلسطين ماديا وسياسيا ولوجستيا، وكان للمملكة دور كبير في تسوية الخلافات البينية ومواجهة العقبات وتوحيد الصفوف وبذل جهود المصالحة بين فصائل الشعب الفلسطيني، كما حدث في اتفاق مكة وغيرها من المبادرات. وبذلت المملكة الدعم السخي للحكومة والشعب في وقت كانوا في أمس الحاجة إليه. ولم تتأخر يوما ما في دعم قضية فلسطين في مختلف المحافل الدولية، وكانت ولم تزل تستخدم ثقلها السياسي وتتصرف ببراعة دبلوماسية في أكثر من موقف للمطالبة بحقوق الفلسطينيين المشروعة.
ولا شك في أهمية المصالح المتبادلة في توجيه العلاقات الدولية، وأن معايير القوة متغيرة، فلا عداء دائم أو صداقة دائمة في السياسة، ولكن يتم توجيه المواقف لخدمة مصالح الأمم والشعوب، وهذا هو الفارق بين من يصنع التاريخ ويغير مسار الأحداث، وبين من يمارس الهياط السياسي ليخفي قبح ما يقوم به من كذب وحقد وتبعية.
وقفة: حتى لا يصبح الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها هما الهاجس الذي عندما لا يتحقق نعتقد أننا منتصرون، لا بد من التركيز على قضية الأرض الأساسية والبحث عن حلول وفق تقدير حقيقي للواقع والعمل على تطوير الإمكانات واستغلال الموارد في ضوء خيارات أوسع وأشمل.