أمير القصيم يتفاعل مع حوادث الإبل السائبة
الجمعة / 20 / ربيع الأول / 1439 هـ - 21:30 - الجمعة 8 ديسمبر 2017 21:30
في 29 صفر 1439 نشرت إحدى صحفنا الالكترونية أن أمير منطقة القصيم فيصل بن مشعل وجه بتشكيل لجنة للنظر في مشكلة الإبل السائبة لما تسببه من خطر على مرتادي الطرق، بالإضافة إلى ما يتطلبه الأمر من وضع ضوابط تؤدي إلى إزالة خطورتها في أنحاء المنطقة كافة، وقد جاء التوجيه بتشكيل اللجنة نظرا لتواصل مسلسل حوادث الإبل السائبة وتسببها بإزهاق أرواح الكثير من الأبرياء.. إلخ. الحقيقة وقول الحقيقة مر إن حوادث الإبل المسيبة «وليست السائبة» لا تنقطع، فكم من أرواح البشر أزهقتها فرادى وجماعات، بل لقد ذهبت ضحيتها أسر بكاملها، آباء وأمهات وأطفال وشباب وشابات، والعجيب أنه سبق وأن أصدر وزير الداخلية الأسبق، الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، توجيها نشرته الصحف في أول يوم من شهر ذي الحجة عام 1424 موجها إلى إمارات المناطق والمراكز لتتولى ضبط وحجز الإبل التي تشكل خطورة على مرتادي الطرق، وأخذ تعهدات على أصحابها باستخدام الحزام العاكس على جميع الإبل، وإشعار المالك بمسؤوليته إذا ترتب على إبله حادث، وقد مضى على هذا التوجيه أكثر من 14 عاما، ولكن من المؤسف أن هذا التوجيه ذهب أدراج الرياح، فكم يتمت تلك الإبل من الأطفال، وكم رملت من النساء، وكم أقفلت من البيوت، ولا حس ولا خبر، وتقيد حوادثها ضد مجهول، وإلى اليوم لم نسمع أو نقرأ عن أن هناك صاحب إبل «مسيبة» تسببت بحادث قدم نفسه ليقتص منه، ولن يحصل، والمعنى ببطن مسيبيها، ولو حصل أن حادثا من مسيبة فسرعان ما يهرول صاحبها إلى الموقع ليسلخ الوسم من مسبب الحادث حتى لا يقع في الشرك، ويحمل المسؤولية. والأقبح من هذا الفعل أنه قد يرى الضحايا يتضرجون بدمائهم دون أن يلقي على أي منهم نظرة رحمة، وكأنه لم ير ولم يسمع صياحا أو عويلا من كبير ولا صغير، وقد يكون أحد الضحايا يتمنى شربة ماء قد تنقذ حياته فلا يعره انتباها. ومن الحوادث المأساوية ما وقع في 27 صفر 1439 على طريق المدينة المنورة ومهد الذهب، نتج عنه مقتل رجل وطفلة وإصابة امرأة بإصابات خطيرة، فأين صاحب تلك الإبل؟ أجزم أن الحادث قيد ضد مجهول، حسبي الله ونعم الوكيل. من هنا أتمنى أن يكون توجيه الأمير فيصل، وفقه الله، نواة للقضاء على تسييب الإبل ليس بمنطقة القصيم فحسب، بل في كل مناطق الوطن. ولا شك أن الإصرار على تنفيذ توجيهات سموه سيكون سببا في الحفاظ على حياة الكثير من أبناء الوطن بصفة عامة، وأبناء منطقة القصيم بصفة خاصة، وعسى أن يكون هذا التوجيه بمثابة الضربة القاضية على إرهاب تلك الإبل الذي طالما عانى منه أبناء الوطن في سفرياتهم، وبالله التوفيق.