تفاعل

كف أيها العابث!

بحثت في قواميس الغرب والعرب، لأجد عبارة لطيفة تتناسب مع ما اقترفته أيديكم، ورضيت به أنفسكم، فرغم أنكم علينا أعزة وإلينا أحبة، لكن الحق يقال إن الفعل هو من يصف صاحبه، كائنا من كان، فـ «العابثون» هي ألطف وأنسب كلمة وجدتها وأنعتكم بها، فما شاهدناه وسمعنا به، وجد في قلوبنا وجدا عظيما، ومبلغا أليما، لما كنا نرجوه منكم فأنتم الخلف لسلف، والأمل لقيادة العباد والبلاد مستقبلا، وأنتم القدوة لمن بعدكم، ولكن لا تنم تلك الأفعال العبثية عن الصورة الحضارية التي تزعمونها، وتدعونها، ولا على الأخلاق الفاضلة التي تربيتم عليها وتعلمتموها وورثتموها كابرا عن كابر.

معشر العابثين، لو أنكم تعلمون كم من الوقت والجهد والأموال التي لا تعد ولا تحصى، بذلت لإقامة هذه المنشآت والمرافق، لأصابكم الهلع، ولغمرتكم الدهشة، واعترتكم الحسرة.

فكل ما نتمناه الكف عن العبث، قبل أن يأتيكم كف لا تحمد عاقبته، ولا تستطيعون معه صبرا، ولا لكم به مقدرة.

معشر العابثين، لن يكفر تلك الخطايا التي اقترفتموها إلا الكف عن سبق فعلكم، والمحافظة على مقدرات البلاد والعباد، والاهتمام بها، وأن تتناصحوا فيما بينكم بحسن الاستخدام، وتوجهوا المخطئين للصواب، وتتركوا قاعدة «يا دنيا ما فيك إلا أنا»، فعندئذ سترون المجتمع يهش لكم ويبش وتغفر لكم الخطيئة، وتعفى لكم الزلة، وتحمد لكم العاقبة.

كل ما أود قوله على لسان الجميع من مسؤولين ومجتمع، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، فقط اتركوا المكان كما كان.