تفاعل

لن نطبع

مها الحريب
الصراع العربي الإسرائيلي يعود إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية بعد موافقة الأمم المتحدة على تقسيم الأراضي الفلسطينية عام 1947، ومنذ ذلك الحين والدولة الصهيونية تعمل وفق خطط مدروسة إجرامية لتشريد الفلسطينيين والاستحواذ على أراضيهم بكل الوسائل بما فيها القتل والسجن.

تاريخ طويل وفصول من قصص الألم والقهر والعدوان تكتب بدماء الشهداء الأبطال، قد يظن البعض أن قضية القدس تخص الفلسطينيين وحدهم، وهذا من الجهل المركب، فبيننا وبينهم المسجد الأقصى ثالث الحرمين الذي يسعى الصهاينة لهدمه وبناء الهيكل المزعوم عليه وفق رواياتهم المكذوبة.

صراع المبادئ والقيم التي ظلت الدولة السعودية تتبناها منذ إعلانها دولة وتبذل الغالي والنفيس لحماية المسجد الأقصى وحتى يومنا الحاضر وحكومة خادم الحرمين الشريفين تعتبر القدس أولوية وقضية لم ولن تتنازل عنها. وبين جهود حكومتنا ودعمها اللا محدود تظهر أصوات شاذة بين الحين والآخر تدعو لشرعنة التطبيع مع الصهاينة، ومحاولة إظهارهم وكأنهم دعاة سلام وعدل، ويحاولون تصدر المشهد الثقافي والإعلامي لتمرير هذه الرسائل المسمومة لتخدير جيل جديد بأكمله لم يدرك تفاصيل القضية الفلسطينية، والصراع العربي وتاريخ العصر النبوي وقصص الغدر والخيانة اليهودية منذ عصر النبي عليه الصلاة والسلام، جميعهم ينافحون عن إسرائيل وكأنها دولة صديقة ترمي العرب بالورود، ويظهرونها وكأنها تدفع العدوان عنها، بينما هي في الحقيقة دولة مغتصبة معتدية لا يردعها مبدأ إنساني أو خوف من غضب عالمي، مبررين هذه الدعوات بموقف بعض الأصوات الفلسطينية الناكرة للجميل ولدور المملكة.

إسرائيل التي يستميتون في الدفاع عنها لا يتوانى جيشها المجرم عن حماية الجماعات اليهودية التي تدنس المسجد الأقصى، وتقيم احتفالات العربدة والطقوس العبرية دون أي اعتبار لمشاعر مليار مسلم، إسرائيل التي تقتل العزل من شيوخ وأطفال ونساء، إسرائيل التي لو كتبت آلاف المقالات عن تاريخها الإجرامي ضد العرب والمسلمين فلن أنتهي، وبنظرة بسيطة لطبيعة المجتمع الإسرائيلي تراه يتربى على كره العربي والمسلم في المدرسة وفي المعبد وفي كل وسيلة يصل صداها للمجتمع اليهودي.

المضحك أن أحد الناعقين يلقي اللائمة على الذين ملؤوا رؤوسنا ضد اليهودي المسكين فأصبحنا بفضلهم نكره اليهودي المسكين الطيب.

وأقول التاريخ وحده هو الشاهد على الإجرام الإسرائيلي وبطشه بالعزل وطردهم للاستحواذ على بيوتهم لبناء المستوطنات. لا يمكن لذوي الفطرة السوية والمبادئ التي تحترم الإنسان وحقه في الأرض التي أفنى عمره في الدفاع عنها أن يقبل بالتطبيع مع إسرائيل أو اعتبارها دولة صديقة أو راعية للسلام. وفي سياق هذا الحديث أشعر بالفخر والاعتزاز بوزير خارجيتنا النبيل عادل الجبير حين رفض الإجابة على سؤال صحفي إسرائيلي، هؤلاء هم رجال المملكة، وهؤلاء هم من يمثلون وجهة نظر حكومتنا، وليس هؤلاء التافهين.

ختاما، صراعنا مع إسرائيل عقدي، صراع بين الخير والشر، والحق والباطل، بين الإنسانية والتوحش، فاختر أي الفريقين أنت.

ورحم الله شاعرنا الكبير غازي القصيبي حين قال:

أي سلم ترتجي من رجل

يده بالخنجر الدامي تمد

أي سلم ترتجي من رجل

ضج في أعماقه الحقد الألد.