العالمية صعبة قوية!
سنابل موقوتة
الثلاثاء / 10 / ربيع الأول / 1439 هـ - 21:00 - الثلاثاء 28 نوفمبر 2017 21:00
بعد نهاية مباراة سيدني الشهيرة التي خسر فيها الهلال نهائي كأس القارة، أذكر أني حينها قلت ـ لا كسر لي قلم ولا جفت لي محبرة ـ وانتهت المباراة، لم يتغير شيء، في اليوم التالي أشرقت الشمس من ذات المكان، وغربت آخر النهار بنفس الطريقة التي تغرب بها يوميا.
أصبح الفقراء فقراء في اليوم التالي، والمحرومون لم يتغير حالهم، والذين باتوا أغنياء أصبحوا في اليوم التالي وهم كذلك، الذي بات بلا مأوى أصبح وهو لا يزال يفترش أحلامه التي لا تتحقق.
لم يقرر لص بعد أن أطلق الحكم صافرته أن تكون هذه المباراة هي نقطة تحول في حياته ويعزم على التوبة، ولم يقرر أحدهم فجأة أن ينحرف وأن يصبح لصا أو مرتشيا، أو ظالما.
وكما قال البدر يوما وهو يتحدث عن خسارة ما «لا طاحت نجوم السما.. ولا تاه في الظلما قمر».
والحال يتكرر هذا العام مع منافس جديد، لكن الثابت هو الهلال، وهذا شيء يفترض أن يفتخر به الهلاليون، لكنهم يجب أن يؤمنوا أيضا بأن فريقهم سيخسر في مرات قادمة، وسيفوز بهذه البطولة يوما ما وستستمر الحياة، فلم تتوقف من أجل كوارث حقيقية حتى تتوقف من أجل «لعبة»، فقد خسر الاتفاق ـ في الحقيقة أنه يمارس الخسارة كأسلوب حياة ـ وهو أهم من كل الأندية التي تخسر ولم تتوقف الحياة!
كنت أتحدث مع صديق هلالي وكان يعيب على المشجعين السعوديين الذين تمنوا خسارة الهلال ويقول إن هذا دليل على انعدام الحس الوطني، وسألته لو أن أحد نجوم الهلال ـ العابد على سبيل المثال ـ كان محترفا في الفريق الياباني فهل تسجيله في مرمى الهلال أو أي فريق سعودي يقلل من وطنيته؟ أجابني بأن هذا احتراف ولا علاقة له بالانتماء الوطني. وهذا مبدأ غريب عجيب، فهو يعني أنه يمكنك التخلي عن وطنيتك بما أنك تتقاضى الكثير من الأموال، أما المشجع العادي الذي لا يؤثر في نتيجة المباراة و»يدفع» من ماله الخاص لمجرد المشاهدة فإن وطنيته على المحك إذا لم يساند فريقا بعينه.
استمتعوا بكرة القدم، وافرحوا بانتصاراتكم، واحزنوا قليلا من أجل خسائركم، كما تحزنون حين تخسرون لعبة تلعبونها مع صديق تحبونه أكثر من اللعبة ذاتها، واحتفظوا بأحبتكم فهم انتصاراتكم على الحياة التي من الصعب أن يسلبها منكم حكم «بجح» أو حظ عاثر!
وعلى أي حال..
جزء من جمال لعبة كرة القدم يكمن في إثارتها والمماحكات بين جماهيرها، تحولها إلى لعبة مثالية يتبادل فيها الجمهور المتنافس الورود يجعلها شيئا مملا والحديث عنها سيكون كأحاديث الغرباء في مجالس العزاء، وهذا شيء لا يشبه جنون كرة القدم.
@agrni
أصبح الفقراء فقراء في اليوم التالي، والمحرومون لم يتغير حالهم، والذين باتوا أغنياء أصبحوا في اليوم التالي وهم كذلك، الذي بات بلا مأوى أصبح وهو لا يزال يفترش أحلامه التي لا تتحقق.
لم يقرر لص بعد أن أطلق الحكم صافرته أن تكون هذه المباراة هي نقطة تحول في حياته ويعزم على التوبة، ولم يقرر أحدهم فجأة أن ينحرف وأن يصبح لصا أو مرتشيا، أو ظالما.
وكما قال البدر يوما وهو يتحدث عن خسارة ما «لا طاحت نجوم السما.. ولا تاه في الظلما قمر».
والحال يتكرر هذا العام مع منافس جديد، لكن الثابت هو الهلال، وهذا شيء يفترض أن يفتخر به الهلاليون، لكنهم يجب أن يؤمنوا أيضا بأن فريقهم سيخسر في مرات قادمة، وسيفوز بهذه البطولة يوما ما وستستمر الحياة، فلم تتوقف من أجل كوارث حقيقية حتى تتوقف من أجل «لعبة»، فقد خسر الاتفاق ـ في الحقيقة أنه يمارس الخسارة كأسلوب حياة ـ وهو أهم من كل الأندية التي تخسر ولم تتوقف الحياة!
كنت أتحدث مع صديق هلالي وكان يعيب على المشجعين السعوديين الذين تمنوا خسارة الهلال ويقول إن هذا دليل على انعدام الحس الوطني، وسألته لو أن أحد نجوم الهلال ـ العابد على سبيل المثال ـ كان محترفا في الفريق الياباني فهل تسجيله في مرمى الهلال أو أي فريق سعودي يقلل من وطنيته؟ أجابني بأن هذا احتراف ولا علاقة له بالانتماء الوطني. وهذا مبدأ غريب عجيب، فهو يعني أنه يمكنك التخلي عن وطنيتك بما أنك تتقاضى الكثير من الأموال، أما المشجع العادي الذي لا يؤثر في نتيجة المباراة و»يدفع» من ماله الخاص لمجرد المشاهدة فإن وطنيته على المحك إذا لم يساند فريقا بعينه.
استمتعوا بكرة القدم، وافرحوا بانتصاراتكم، واحزنوا قليلا من أجل خسائركم، كما تحزنون حين تخسرون لعبة تلعبونها مع صديق تحبونه أكثر من اللعبة ذاتها، واحتفظوا بأحبتكم فهم انتصاراتكم على الحياة التي من الصعب أن يسلبها منكم حكم «بجح» أو حظ عاثر!
وعلى أي حال..
جزء من جمال لعبة كرة القدم يكمن في إثارتها والمماحكات بين جماهيرها، تحولها إلى لعبة مثالية يتبادل فيها الجمهور المتنافس الورود يجعلها شيئا مملا والحديث عنها سيكون كأحاديث الغرباء في مجالس العزاء، وهذا شيء لا يشبه جنون كرة القدم.
@agrni