الرأي

شكرا أمريكا

أثناء التراشق الإعلامي المرئي أو حتى من خلال برامج التواصل الاجتماعي، والذي بدأه لبنان الشقيق أولا على حكومة المملكة وشعبها، لفتت انتباهي بضع تغريدات لمواطنين سعوديين، أشاروا فيها إلى أنهم عاشوا فترة طويلة من الزمن في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يجدوا ولو صوتا واحدا يعايرهم بأنهم نقلوا المجتمع الخليجي، وليس فقط السعودي، من الخيم والبيوت الطينية إلى المنازل الفسيحة، وأنهم أسهموا في بناء دول الخليج، وتحويل مجتمعنا البدوي الصحراوي إلى مجتمع لا يعرف المستحيل، ليقف قدما بقدم أمام تقدم العالم سواء من الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي والثقافي.

لا أنكر أنني توقفت طويلا أمام هذه التغريدات التي وضعت أصبعها على الجرح، فقد مللنا من سماع الأسطوانة المشروخة التي لا تزال ترن في آذاننا، بأن بعض الشعوب العربية تدين بالفضل علينا لا لنا، وبأنهم هم من امتلكوا العصا السحرية التي استطاعت أن تنقل المجتمعات الخليجية إلى الحضارة والتقدم، بل أنهم قدموا من بلادهم لتعليمنا في المدارس والجامعات، وأنهم تكاتفوا من أجل بناء دول الخليج.

ولنعد إلى التغريدات التي أشارت إلى أن أمريكا التي نبشت أرض المملكة لكي تخرج النفط، لم يسمع لأحدهم صوت واحد يقول إنهم السبب في انتقالنا من حياة الضيق إلى أوسع الطريق، ولسعادة الحظ فقد وقع في يدي مصادفة كتاب في غاية الأهمية، يتحدث عن إنتاج وصناعة النفط، وقد انبهرت بالصور والمعلومات التي حملها هذا الكتاب، وقد كان شاهدا على دور علماء ومهندسي وجيولوجيي أمريكا الفاعل في اكتشاف النفط، وفي رعايتهم للمواطنين السعوديين حتى وصل بهم الحال إلى تعليمهم اللغة الإنجليزية.

مثل هؤلاء المهندسين والجيولوجيين والجيوفيزيائيين الذين تركوا بلادهم، وعاشوا في وطن صحراوي شديد الحرارة بلا كهرباء ولا حياة مترفة، أسهموا وناضلوا من أجل تفجير ينابيع الأرض من الذهب الأسود، منهم الجيولوجي الشهير كاسوك ماكس ستاينكي ويبيرت ميلر، وسليم ويليامز الذي بدأ مع فريق الحفر الاستكشافي في حفر البئر رقم 1 في قبة الدمام، وهي البئر الأولى على نطاق المملكة العربية السعودية، ورغم شدة الحرارة إلا أن عمال الحفر الاستكشافي ومنهم ويليام إلتيست وجاك سكلويسلن وإرنست سميث لم يتوقفوا عن الحفر، حيث بدؤوا في أغسطس 1935.

الكتاب الذي شعرت بكم من الإعجاب به شرح كيف جاءت شركات الحفر الأمريكية، ممثلة بشركة ستاندرد أويل أف كاليفورنيا، واستعدادها لاستكشاف مناطق الامتياز الواسعة في عام 1933، ولم يكن منهم أي شخص من الدول العربية التي لا تزال تعايرنا بأنها من صنعت بلادنا!

ذكريات الكشف عن النفط
  • في 23 سبتمبر 1933 وصل إلى ميناء الجبيل في السعودية اثنان من جيولوجيي شركة سوكال، وهما ميلر وشويلر ب
  • 10 آلاف متر مربع كانت مساحة المجمع السكني الذي تمركز فيه فريق التنقيب في الجبيل وقدمته عائلة القصيبي الثرية في عالم التجارة.
  • في 28 سبتمبر 1933 أجرى هنري وميلر فحصا سريعا للقبة الجيولوجية
  • في النصف الثاني من 1934 لبس موظفو شركة كاسوك الزي السعودي التقليدي احتراما للتقاليد المحلية
  • يونيو 1934 تم تصوير ورسم خرائط لمساحات شاسعة شملت القطاع الساحلي كله من رأس تنورة إلى ما قبل سلوى


SarahMatar@