تفاعل

أمن الوطن مهمتنا جميعا

محمد إبراهيم فايع
يبقى الوطن هو «الملاذ» والحب الكبير الذي يوفر الأمن والسلام لساكنه، فيه ملاعب الطفولة، وحياة الشباب، وذكريات العمر، ومهما كان جمال الأوطان الأخرى، فإن الإنسان المحب لوطنه لا يمكنه أن ينساه، أو يطيق الابتعاد عنه، أو يصبر على هجرانه ومفارقته؛ إلا لأسباب وظروف تدعوه لذلك لفترة من الزمن، كظروف السفر أو الدراسة.

لكن مهما شطت بالإنسان الرحال، وحملته الظروف الحياتية على الابتعاد عنه، ونأى بعيدا عن بلاده، فسيبقى الحنين إليه ينازعه، ولسان حاله كلما طافت به صورة الوطن وهو في خارجه، قول الشاعر «ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي.. بشوق إلى عهد الصبا المتقادم» فما بالكم إذا كان الوطن هو «المملكة العربية السعودية» التي شرفها الله أن تحتضن أشرف البقاع وأقدسها، وأن تكون قبلة كل مسلم أينما كان، وقد رزقها الله باستقرار وأمن وأمان، وبوحدة تعانقت فيها جهاتها ومناطقها وقبائلها، فتشابكت في كيان موحد قوي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، وله منهج قويم لن يحيد عنه قيد أنملة.

وطن متجدد، لكنه ثابت على مبادئه وأسسه ومنهجه الإسلامي، وطن جاهد الأجداد والآباء من أجل بنائه، وجاء دور الأحفاد والأبناء ليحفظوا مقدرات ومكتسبات تعب الآباء والأجداد في إيجادها، وهذا من أوجب واجبات الوفاء، ومن صادق الانتماء للوطن، وكذلك الولاء للقيادة الذين لهم في عنق كل مواطن بيعة على السمع والطاعة.

ولذلك من أجل أن يدوم للوطن أمنه، ويعيش المواطن بداخله في سلام ووئام، الوطن الذي يشهد نموا في جميع المجالات والبناء، لا شك أن أبناءه وبناته قادرون على مقارعة الآخرين في علومهم، والتفوق عليهم في ميادين كثيرة.

وقد شاهدنا كيف احتفت بهم منصات العمل والعلم في كل مكان في العالم، وكيف احتفلت الجامعات العالمية بنبوغهم، واحتضنتهم المختبرات العلمية التي فتحت لهم أبوابها، وتوقفت عند بحوثهم وتناولتهم في وكالات أخبارهم، وكرمتهم تقديرا لمنجزاتهم.

هذا الوطن حينما نقول إنه أصدق البلدان لقضاياه العربية والإسلامية، فنحن لا نبالغ، والمنصفون في العالم يشهدون له بذلك، وحينما نقول بأنه البلد الذي تعرض أكثر من غيره للإرهاب، ومن أصدقها في مواجهته ومحاربته والتصدي له فنحن لا نبالغ، وكذلك حينما نقول إن الوطن قدم لأبنائه الكثير، وأن المواطن الذي يؤمن بحبه للوطن، ويؤمن بأن في رقبته بيعة لولاة أمره، فإنه لا يتوانى في تقديم التضحيات الجسيمة فداء لوطنه، فالمواطن المخلص لقادته «ولاء» ولوطنه «انتماء» يجب أن يعي دوره ومسؤوليته، وأن يكون يقظا لحماية وطنه من تربصات الأعداء وكيدهم.

ولا يخفى عليكم بأن «بلادنا مستهدفة في أمنها وشبابها»، وليس سرا بأن نقول ما يدور في منطقتنا من قرابة عقد من الزمن ليس سوى «مخططات تآمرية» كلها تستهدف بلادنا، فعمليات استغلال شبابنا في مناطق الصراع، ومحاولات إغراقها بالمخدرات التي تتحطم على سدود منافذنا من خلال بطولة رجالات حرس الحدود، والعمليات الإرهابية في الداخل التي تواجه بيقظة رجال أمننا وضرباتها الاستباقية التي تميتها في مهدها.

وخروج أذناب العدو في وسائل التواصل الاجتماعي، بمقالات وتغريدات تستهدف إثارة بذور الشقاق بين أبناء الوطن، وخروج «جرذان لندن» تحت مسمى معارضة، وناشطين في الفضائيات تحت دعاوى الإصلاح، واستعانتهم بالمنظمات الدولية، وخروج بعض «الساذجين» على الفضائيات لتشويه بلدهم، والحديث عنه بسوء تحت مزاعم «أنشطة حكوكية» جميعها ليست إلا مؤامرات يجب أن تجعلنا كمجتمع محب لوطنه، موال لقادته «صفا موحدا» في مواجهتها، وتفويت الفرص على كل عدو يستهدف وطنا، وإفشال كل مؤامراتهم التي تستهدف تخريب أمننا وزعزعة استقرارنا.