تفاعل

رفقا وزارة التعليم

ممدوح محمد سبحي
كثر القيل والقال عما يصدره وزير التعليم ووزارة التعليم من تصريحات يراها الكثير من المعلمين بالمحبطة والمجحفة في حقهم! وهذه الأسطر تعبر عن وجهة نظري الشخصية في هذا الموضوع.

مجتمعنا في التعليم – بدون تربية - مثله مثل أي مجتمع ليس مجتمعا ملائكيا، فهناك فروق فردية وقدرات متفاوتة بين شاغلي الوظائف التعليمية، فقبل أن أحاسب المعلم يجب محاسبة من أعدهم لسوق العمل، ومن صرح لهم وقبلهم في هذه المهنة الشريفة.

لا ألقي اللوم على المعلمين، فمنهم من يستحق التكريم والإشادة لما يبذلونه من جهد وتعب يبتغون به وجه الله ورضاه، وليس رضا الوزارة. فكم من معلم بذل من جيبه الخاص لكي يحول فصلا كان مطبخا في مبنى مستأجر، لكي يكون بيئة جاذبة وليست طاردة للطلاب، مع العلم أن هذا عمل الوزارة.

وكما لا يخفى أن ميزانية وزارة التعليم ثاني أو ثالث أكبر ميزانية في الدولة رعاها الله. كم من معلم قطع إجازته المرضية أو رفض أن يتمتع بها حفاظا على مصلحة طلابه. والصور المضيئة كثيرة، ولأنها مضيئة يتم تناقلها على استحياء! لكن عند أي هفوة أو خطأ سواء كان متعمدا أو غير متعمد تجد الخبر انتشر كما النار في الهشيم!

وزيرنا المؤتمن، ما هو شعورك حين تجد الثناء مقابل جهدك وتعبك، وإن أخطأت عن غير عمد؟ ألا تشعر بالغبطة والسعادة وتشعر بالرضا حتى وإن كان هذا الثناء عبارة عن كلمات قليلة لكنها تترك أثرا كبيرا في النفس؟ وهذه الكلمات تكون حافزا ودافعا لبذل المزيد من الجهد والعطاء... ولكن ما شعورك إن كان مقابل الجهد والعطاء والجد والاجتهاد عبارات محبطة وتهم مجحفة تثبط الهمم؟

يقول المثل – أنا من قاله – «لولا الهمم لما وصلنا إلى القمم».

وزارتنا الموقرة، أرجو مراجعة ما تغردون به تجاه المعلمين.. وإن العبد ليتكلم بالكلمة – من سخط الله – لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم.. أخرجه البخاري ومسلم. وأنتم كذلك، رب كلمة واحدة تجاه المعلم أو مجموعة من المعلمين تؤدي إلى إحباط عام ينعكس على أداء المعلم في الفصل، ويكون المتضرر الأول والأخير أبناءنا الطلاب.. رفقا، وزارة التعليم!