هذا الوقت صعب على «ذيبان»!
سنابل موقوتة
الاحد / 16 / صفر / 1439 هـ - 21:30 - الاحد 5 نوفمبر 2017 21:30
أظن أنه لا بد أن أتفاءل، وأن نفعل ذلك جميعا، وإذا لم تكن هذه القرارات التي تضرب مفاصل الفساد سببا وجيها للتفاؤل فإن وجود كلمة التفاؤل في المعاجم أمر غير مبرر ولا ضرورة له.
كثيرون نادوا وتحدثوا ولمحوا وصرحوا مرارا وتكرارا أن بدء عملية تنظيف السلم من الأسفل هدر للوقت والجهد وللموارد. وأن محاربة الفساد بهذه الطريقة ليست أكثر من فساد متنكر على هيئة مكافحة فساد.
ولذلك فإن أول عامل نظافة في التاريخ قد اكتشف من تلقاء نفسه أن تنظيف السلم من الأعلى هو الذي يحقق نتائج إيجابية ونظافة ساطعة ناصعة، أما البدء في تنظيفه من الأسفل فقد كان أمرا سيجعله يبدو كالمهرج وهو يوسخ في الخطوة الثانية ما نظفه في الخطوة الأولى في عملية لا تنتهي وتعطل حركة مستخدمي السلالم.
البدء من الأعلى هي الطريقة الصحيحة التي تحقق الهدف بأقل مجهود. ليس لأن الفاسدين في الأعلى فقط، بل لأن هذه الطريقة أكبر رادع لكل الفاسدين في كافة مستويات السلم. حين يعلم الفاسد الصغير أن الفاسد الكبير لن ينجو ولن يكون اسمه ولا لقبه ولا وضعه درعا يتحصن خلفه فإن في ذلك عبرة لأولي الألباب الأقل حجما ووزنا ومكانة.
هذا الوقت صعب جدا على «ذيبان» الذي كان يؤمن إيمانا راسخا بأن وضع يده على المال العام شيء من الدهاء والحنكة والمرجلة، وأظن أن المجتمع شريك بشكل أو بآخر في صنع شخصية «ذيبان» الذي كان ينظر إليه نظره إعجاب لأنه استطاع أن يكون انتهازيا وصوليا يأخذ من أموال «الناس» التي في عهدة الدولة دون أن يسأله أحد، أو حتى يلمح له بأنه قد يسأله «من أين لك هذا؟»
وأتمنى أن يكون صعبا أيضا على أولئك الذين لمعوا الفاسدين وجعلوا منهم أيقونات للصلاح والتقى والزهد والورع، مع أن الله والناس وكافة الخلق يعلمون إنهم لكاذبون. هذه الآفات الإعلامية هي العصا التي يتوكأ عليها الفاسد المقتدر ويهش بها على عقول الناس وله فيها مآرب أخرى. وهذه الفئة تظن أن للناس ذاكرة ذباب، ولذلك فإنهم سيركبون موجة محاربة الفساد كما يفعلون مع كل موجة، هذه الكائنات الوصولية المتسلقة من أقبح ما ينتجه الفساد.
وعلى أي حال..
قد يكون بعض هؤلاء أبرياء، وقد ينجو بعض الفاسدين بطريقة أو بأخرى لأنهم كانوا أكثر حيطة وحذرا من غيرهم، لكن هذا لن يحد من حجم تفاؤلي. فمجرد المساءلة وتسليط الضوء على كبار الفاسدين والاعتراف بوجودهم لم يكن ضمن أحلام أكثر المتفائلين قبل يوم واحد فقط. ولكن المهمات الصعبة والقرارات الجريئة تحتاج لقادة استثنائيين، يختصرون طريق الأحلام.. وقد كان!
@agrni
كثيرون نادوا وتحدثوا ولمحوا وصرحوا مرارا وتكرارا أن بدء عملية تنظيف السلم من الأسفل هدر للوقت والجهد وللموارد. وأن محاربة الفساد بهذه الطريقة ليست أكثر من فساد متنكر على هيئة مكافحة فساد.
ولذلك فإن أول عامل نظافة في التاريخ قد اكتشف من تلقاء نفسه أن تنظيف السلم من الأعلى هو الذي يحقق نتائج إيجابية ونظافة ساطعة ناصعة، أما البدء في تنظيفه من الأسفل فقد كان أمرا سيجعله يبدو كالمهرج وهو يوسخ في الخطوة الثانية ما نظفه في الخطوة الأولى في عملية لا تنتهي وتعطل حركة مستخدمي السلالم.
البدء من الأعلى هي الطريقة الصحيحة التي تحقق الهدف بأقل مجهود. ليس لأن الفاسدين في الأعلى فقط، بل لأن هذه الطريقة أكبر رادع لكل الفاسدين في كافة مستويات السلم. حين يعلم الفاسد الصغير أن الفاسد الكبير لن ينجو ولن يكون اسمه ولا لقبه ولا وضعه درعا يتحصن خلفه فإن في ذلك عبرة لأولي الألباب الأقل حجما ووزنا ومكانة.
هذا الوقت صعب جدا على «ذيبان» الذي كان يؤمن إيمانا راسخا بأن وضع يده على المال العام شيء من الدهاء والحنكة والمرجلة، وأظن أن المجتمع شريك بشكل أو بآخر في صنع شخصية «ذيبان» الذي كان ينظر إليه نظره إعجاب لأنه استطاع أن يكون انتهازيا وصوليا يأخذ من أموال «الناس» التي في عهدة الدولة دون أن يسأله أحد، أو حتى يلمح له بأنه قد يسأله «من أين لك هذا؟»
وأتمنى أن يكون صعبا أيضا على أولئك الذين لمعوا الفاسدين وجعلوا منهم أيقونات للصلاح والتقى والزهد والورع، مع أن الله والناس وكافة الخلق يعلمون إنهم لكاذبون. هذه الآفات الإعلامية هي العصا التي يتوكأ عليها الفاسد المقتدر ويهش بها على عقول الناس وله فيها مآرب أخرى. وهذه الفئة تظن أن للناس ذاكرة ذباب، ولذلك فإنهم سيركبون موجة محاربة الفساد كما يفعلون مع كل موجة، هذه الكائنات الوصولية المتسلقة من أقبح ما ينتجه الفساد.
وعلى أي حال..
قد يكون بعض هؤلاء أبرياء، وقد ينجو بعض الفاسدين بطريقة أو بأخرى لأنهم كانوا أكثر حيطة وحذرا من غيرهم، لكن هذا لن يحد من حجم تفاؤلي. فمجرد المساءلة وتسليط الضوء على كبار الفاسدين والاعتراف بوجودهم لم يكن ضمن أحلام أكثر المتفائلين قبل يوم واحد فقط. ولكن المهمات الصعبة والقرارات الجريئة تحتاج لقادة استثنائيين، يختصرون طريق الأحلام.. وقد كان!
@agrni