تفاعل

السياحة السعودية تنطلق بقوة نحو العالمية

سالم بالخير
‏تحظى السياحة اليوم بأهمية كبيرة ومميزة لكونها أهم الصناعات في العالم، وإحدى أكبر الدعائم الأساسية التي تعزز النمو الاقتصادي وتسهم في إنعاش الحركة الاستثمارية، وتوفير الفرص الوظيفية. ونلاحظ أن أكثر الدول تطورا هي التي حظيت بالنصيب الأكبر من السياحة العالمية من حيث المواقع السياحية، وسهولة التنقل داخل مدنها، وأسعارها المنخفضة، مما جعلها تصل لدرجة تنافسية عالمية عالية.

‏‏وتعد السياحة في المملكة العربية السعودية من أكثر القطاعات النامية التي شكلت تطورا واهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة، وضمن الرؤية الوطنية 2030 قررت المملكة العربية السعودية الاتجاه للاستثمار في القطاع السياحي، وجعله أحد أهم الركائز التي تقوم عليها الرؤية للتغلب على المعوقات، ولتغيير مفهوم السياحة الداخلية التقليدية، وجعلها منافسة للسياحة الخارجية لتحقق صناعة سياحية عالمية تصب في تنمية الاقتصاد الدولي بعيدا عن النفط.‏

‏وهذا العام بالتحديد شهدت المملكة مشاريع عالمية سياحية وترفيهية عملاقة ستغير من مفهوم السياحة في المملكة، وستنعكس إيجابيا على اقتصاد الدولة لتحقق التطوير المأمول الذي ينشده الوطن والمواطن.

‏‏أحد أهم تلك المشاريع الطموحة مشروع تطوير البحر الأحمر الذي تم الإعلان عنه من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، والقائم على امتداد شاطئ البحر الأحمر بين مدينتي أملج والوجه، والذي سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى منه خلال الربع الأخير من عام 2022. وسيتم تطوير هذا المشروع على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بالتعاون مع أكبر وأهم الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة للمحافظة على الموارد الطبيعية وفقا لأفضل المعايير العالمية، وسيتضمن المشروع سواحل وشواطئ وبراكين خامدة ومحميات طبيعية للاستكشاف، ومواقع جبلية شاهقة وأخرى أثرية قديمة تتسم بالتنوع التراثي، كما تقع بالقرب من منطقة آثار مدائن صالح التي سجلت في عام 2008 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهذا سيعزز من حضور المملكة التراثي والثقافي عالميا، وسيجعلها مركزا متكاملا لكل ما يتعلق بالترفيه والصحة والاسترخاء، كما أن المشروع سيحدث تغيرا اقتصاديا وترفيهيا كبيرا في البلاد، إضافة للعوائد الاقتصادية الضخمة التي يمكن تحقيقها من أنشطته السياحية المختلفة، مشروع البحر الأحمر الواعد المنتظر سيضع المملكة على خريطة السياحة العالمية لتصبح وجهة رائدة وفقا لأعلى معايير الجودة العالمية.

‏‏وثاني تلك المشاريع العملاقة هو إنشاء أكبر مدينة ترفيهية ثقافية ورياضية متنوعة على مستوى العالم، وتقع هذه المدينة في منطقة القدية جنوب غرب العاصمة الرياض، وسيتم وضع حجر الأساس له بداية عام 2018 وافتتاح المرحلة الأولى خلال عام 2022 لتصبح عاصمة الترفيه المستقبلية الأولى من نوعها بالمملكة العربية السعودية، والأكبر على مستوى العالم، وستشتمل كذلك على منطقة سفاري كبرى لتصبح مدينة متكاملة تسهم في تلبية احتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية الرياضية بالمملكة، وتضمن بقاء المواطن السائح داخل موطنه.

‏تلك المشاريع الطموحة التي لمست الكثير من الانبهار والدهشة، يليها طموح آخر استثماري فريد من نوعه اتسم بجرأة الطرح والتخطيط الجيد المبتكر مع العزيمة والتفاؤل، مما سيجعل من وطننا تجربة تختصر أشواطا مديدة تقودنا نحو السياحة العالمية، (مشروع نيوم) الذي أطلقه ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خلال مبادرة مستقبل الاستثمار، والذي يحتل موقعا استراتيجيا مميزا شمال غرب المملكة بالشراكة مع أفضل الشركات الاستثمارية والعالمية. هذه المدينة العالمية والممتدة بين ثلاث دول والتي تربط القارات مع بعضها ستتيح لسكان العالم سهولة الوصول للمنطقة خلال 8 ساعات كحد أقصى، كما أن الموقع الجغرافي للمشروع يحوي تضاريس مذهلة من شواطئ ممتدة وطبيعة جبلية وصحاري شاسعة وأجواء رائعة حيث يشكل بيئة مثالية تخدم القطاع السياحي وقطاع الترفيه والضيافة والفندقة لجذب الشركات العالمية للاستثمار السياحي، هذا المشروع يعد نقلة نوعية في قطاع السياحة والترفيه بالمملكة داعما لعجلة الاقتصاد بالمملكة ومؤثرا على مختلف القطاعات الأخرى مما سيسهم في خلق فرص عمل وزيادة في إجمالي الناتج المحلي لنمو الاقتصاد بالمملكة وفقا لرؤية 2030.

‏هذه المشاريع الضخمة التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة تتماشى وفقا للرؤية الوطنية 2030 التي تهدف لاستقطاب وجذب المواطن للسياحة الداخلية، بالإضافة إلى مساهمتها في تهيئة الإمكانيات البشرية وتوفير آلاف فرص العمل، بجانب اجتذاب الاستثمارات المحلية والأجنبية لتصبح هذه المشاريع السياحية قائدة لخطة التحول الطموحة لمستقبل سعودي مزدهر خلال السنوات القادمة بإذن الله.