عيرف الحصن الرقيب لحائل

 

u0642u0644u0639u0629 u0639u064au0631u0641 u0627u0644u062au0627u0631u064au062eu064au0629 u0628u062du0627u0626u0644 (u0645u0643u0629)

لم تمح السنوات أثرها التاريخي العميق، ولم تغير الأيام جمال بنائها وتفاصيل تشييدها، كما لم يغنِ توسع المدينة عن كونها مرتفعا يمكن لمعتليه مراقبة تفاصيل «حائل» من جميع الجهات. إنها قلعة «عيرف» التاريخية التي أطلت برأسها من إحدى قمم الجبال التي تلف «عروس الشمال». وقبل ما يزيد عن 200 عام عندما كانت الجزيرة العربية تعج بالحروب والغزوات، وحينما كان الحاكم أكثر ما يهتم به هو جيشه وحصنه ومراقبة الخصوم والأعداء، كانت أسرة العلي تحكم منطقة حائل (شمال السعودية)، وكغيرها من الأسر الحاكمة آنذاك في مشارق الجزيرة ومغاربها اهتمت بالمحافظة على الحكم وتحصين منطقتها من الأعداء، وكانت أهم الخطوات تشييد قلاع المراقبة خارج المدن لمراقبة حركات الأعداء المتربصين بالمنطقة في ذلك الحين. تم بناء القلعة على مرتفع خارج الحيز السكاني بالطين واللبن والأحجار، كما زودت الأبراج بفتحات للرصد والمراقبة ليتمكن العسكر من مراقبة القادمين للمنطقة، لتكون بذلك ثكنة الدفاع الأولى. وتتميز القلعة بوقوعها في أعلى تلة صخرية مستطيلة الشكل، تسمح لقاطنيها بمشاهدة المنطقة من جميع جهاتها، كما يتوفر بالقلعة جميع ما يحتاجه المراقب، من مكان للإقامة والمصلى، والحمام، ومكان التخزين، مما يشير إلى أنها القلعة الرئيسة للمدينة وقت بنائها، كما يلفت انتباه الزائر أبواب القلعة المنقوشة والأحجار الصخرية المحيطة بها إلى جانب كثرة أعداد أبراجها. وتعود قصة تسمية القلعة بهذا الاسم نسبة إلى الجبل الذي تعتليه والمعروف بـ «عيرف». وكانت القلعة المذكورة قد تم تشييدها في عهد أسرة العلي قبل ما يقارب 200عام في نهاية القرن الـ 11 وبداية القرن الـ 12، وتقع على مساحة 440 مترا مربعا وبارتفاع يصل إلى 650 مترا. وتوالت على «عيرف» الإضافات في عصر آل الرشيد، حيث اهتموا بموقعها الاستراتيجي نظرا لقربها من قصر برزان مقر الحكم، ولارتفاعها الذي يمكن القوات من مشاهدة القادمين إلى المنطقة. وحتى وقت قريب كان ينطلق من عيرف «مدفع رمضان» في مطلع الشهر الكريم، وعند دخول وقتي الفطور والإمساك، إلا أنها أصبحت أخيرا مزارا ومتحفا سياحيا يتوجه إليه زوار المنطقة، كما كانت «عيرف» تتميز بقربها من وسط المنطقة، لتوسطها أحياء الزبارة و»الحدريين»وبرزان والعليا ولبدة.