تفاعل

فضاء النشاط غير الصفي كخيار استراتيجي

توالي قرارات وزارة التعليم بما يخص النشاط الطلابي من زيادة ساعات النشاط الحر، وإطلاق جائزة التميز في النشاط، ومن ثم التأكيد من قبل وزارة التعليم بأن «النشاط خيار استراتيجي»، يجعلني كتربوية عملت في الأنشطة غير الصفية 27 عاما أطرح مقترحات للميدان المدرسي للاستفادة من هذه الفرص لتسريع عجلة التحول الوطني لتحقيق رؤية التعليم في الأنشطة غير الصفية:

1. مبادرة كل المدرسة في إعداد وصياغة نموذج مقترح لوثيقة النشاط التي ترتكز في الغالب على أربعة أسس أساسية، ترتبط أولا بأسس المعرفة المتعلقة بطبيعة النشاط المتاح تطبيقه ومجالاته المتعددة، مع مراعاة مستجدات النشاط وفق البرامج والمشروعات المركزية، وعلاقة كل ذلك مع فروع المعرفة المرتبطة بالمناهج الدراسية، والاتجاهات والقيم والمهارات المعززة لتلك المعارف. ثانيا الأسس النفسية المرتبطة بالطالب وخصائصه العمرية واحتياجاته النفسية والفكرية. ثالثا الأسس الاجتماعية المرتبطة بحاجات هذا المتعلم في هذه البيئة المحيطة، وتطوره في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والتقنية. ثم أخيرا بلورة وصياغة الأهداف بناء على هذه الأسس بما يتناسب مع خصائص نمو المتعلم.

2. أن تراعي المدرسة التوعية والدعم والتدريب لمهارات القرن الواحد والعشرين المناسبة للبيئة المحلية وتحديدها واقتراح البرامج والمشروعات المنفذة لها لا سيما في مجال التفكير النقدي وفكر النظم وثقافة الاتصالات وتقنية المعلومات.

3. تحديد الإطار الزمني لتنفيذ الأنشطة وفق برنامج زمني مقترح ومتنوع مع مراعاة محددات عامة كمراعاة أهداف المرحلة الدراسية، وإشباع احتياج واقعي لطلبة المدرسة، وإسهام حقيقي في تحسين جوانب شخصية ومدرسية ومجتمعية للطلبة، وأخيرا خضوع جميع الأنشطة لمبادئ التخطيط والمتابعة والتقويم، وشمولها لعناصر التجديد والابتكار. على أن تنطلق تلك البرامج من واقع المدرسة وطلبتها ومعلميها وتنفيذ العديد من البرامج الزمنية المقترحة: إما يومية لمدة 45 دقيقة، أو أسبوعية لمدة 180 دقيقة، أو شهرية لمدة 720 دقيقة.

4. اقتراح البرامج المناسبة لكل فترة زمنية، ويعتمد ذلك على الاحتياج الفعلي للمدرسة. فمثلا البرنامج الشهري المكتمل والمكون من 12 ساعة (بمعدل يومين) قد يكون في تنفيذ احتياج حقيقي في تنمية مهارات الطلبة في مهارات التفكير العليا (على هيئة برنامج تدريبي)، والتي تسهم بشكل مباشر في تعزيز المستوى العلمي للطلبة. إن الهدف من آلية استثمار البرنامج الشهري هو توطين التدريب بمفهومه الإجرائي لدى الطلبة.

5. البرنامج الأسبوعي والمكون من 4 ساعات بمعدل نصف يوم دراسي لتفعيل العديد من المناسبات الوطنية والعالمية والبيئية والتي يسبقها التحضير من خلال البرنامج اليومي للنشاط.

6. البرنامج اليومي يقسم بين أنشطة التوعية والإرشاد والنشاط للمشروعات المركزية لتوفير الوقت اللازم لتحقيق أهداف الإدارات المعنية وتعزيز الاتجاهات والقيم المخطط لها.

ما تم اقتراحه من آلية وفق المأمول ينصب في اتجاهين مهمين يلزم الوزارة بجميع مستوياتها التشريعية والإشرافية والتنفيذية مراعاة:

1. إن التعلم الناجح هو ما يستند على التقنية عبر شبكات التواصل الموجهة، والتقنية الثلاثية الأبعاد (3D)، والواقع الافتراضي (VR).

2. إن التعلم الاجتماعي المراد تعزيزه يكون عبر الحوارات الودية والمناقشات العلمية مع الطالب والمعلم والأقران.