أكد وزير المالية محمد الجدعان أهمية العمل على تعزيز اقتصاد عالمي للجميع من خلال الاستفادة من جميع الأدوات الاقتصادية المتاحة، لضمان استدامة وشمولية النمو، مشيرا إلى أهمية تعزيز المرونة الاقتصادية وبناء الاحتياطيات، وتكثيف الجهود لتعزيز التعاون الدولي، مبينا أن الاقتصاد العالمي في نمو وتحسن، ومستوى الثقة بالأسواق المالية العالمية في ارتفاع.

وأثنى الجدعان أمام اللجنة النقدية والمالية الدولية التابعة لصندوق النقد الدولي خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن ( 12 - 15 أكتوبر) على دور صندوق النقد الدولي في دعم السياسات التي يمكن أن تعزز الثقة، مرحبا بعمل الصندوق في تعزيز إدارة المالية العامة، والشفافية المالية، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وعقد وزير المالية على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين اجتماعا ثنائيا مع رئيس مجموعة البنك الدولي الدكتور جيم كيم، جرى خلاله بحث تعزيز التعاون بين المملكة والبنك الدولي، في مجال دعم التنمية المستدامة بالدول النامية. كما عقد اجتماعات ثنائية مع رؤساء وكالات التصنيف العالمية، والمصارف الدولية لمناقشة تطورات الاقتصاد العالمي.

تطورات الاقتصاد السعودي

واستعرض وزير المالية آخر تطورات الاقتصاد السعودي وجهود المملكة في تنفيذ رؤية المملكة 2030 وبرامجها التنفيذية، وتحديدا من خلال الدور الفعال للسياسات المالية والنقدية والإصلاحات الهيكلية في ضمان نمو القطاع غير النفطي وتعزيز متانته، مبرزا الجهود المبذولة في تحسين البيئة الاستثمارية ودعم القطاع الخاص وتعزيز ثقة المستثمرين، من خلال عدد من الإجراءات، بما فيها رفع مستوى الشفافية وتسهيل الإجراءات الحكومية، إلى جانب دور برامج الخصخصة في تحسين إطار المالية العامة، ورفع مستوى المساءلة وتحقيق أعلى مستويات الحوكمة.

وتطرق إلى الإجراءات المتخذة لضمان النمو الشامل، منوها في هذا الصدد بأهمية برنامج «حساب المواطن» الذي تبنته حكومة المملكة لمساعدة المستحقين من أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط على مواجهة التكاليف الإضافية الناجمة عن الارتفاع التدريجي لأسعار الطاقة.

رؤية البنك الدولي 2030

في السياق نفسه ناقشت لجنة التنمية التابعة لمجموعة البنك الدولي هذا العام رؤية مجموعة البنك الدولي لعام 2030، بما في ذلك تعظيم التمويل من أجل التنمية، بالإضافة إلى مناقشة تقرير التنمية العالمي بعنوان «تعزيز التعليم من أجل تحقيق أهداف التعلم»، وانعكاساته على أنشطة مجموعة البنك الدولي.

ورحب الجدعان في هذا الاجتماع بالتقدم المحرز في تنفيذ رؤية مجموعة البنك الدولي لعام 2030، ولا سيما سبل تعظيم التمويل من أجل التنمية بشكل استراتيجي لتلبية الاحتياجات التنموية الملحة، مؤكدا أهمية أن تسهم الرؤية في تحقيق الأهداف المؤسسية لمجموعة البنك الدولي المتمثلة في الحد من الفقر المدقع، وتعزيز الرخاء المشترك بالتركيز على الأولويات ذات الأثر التنموي العالي.

وأوضح الجدعان أن الاستثمار في رأس المال البشري أحد المحركات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدا أهمية تعزيز التعليم ليكون متوائما مع التطور التقني ومتطلبات سوق العمل. وحث مجموعة البنك الدولي على تعزيز استثماراتها في رأس المال البشري كأداة لتحقيق أهدافها المؤسسية.

التنسيق مع مجموعة العشرين

كما شارك وزير المالية ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي في اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين المنعقد على هامش هذه الاجتماعات.

واستعرض الاجتماع آخر تطورات الاقتصاد العالمي وإطار النمو القوي والمستدام والمتوازن، والتقدم المحرز في عدد من الموضوعات، من بينها الضرائب الدولية والتشريعات المالية والبنية المالية الدولية، بما في ذلك جهود مكافحة غسيل الأموال، إلى جانب استعراض أولويات المسار المالي للمجموعة خلال الرئاسة الأرجنتينية.

فرص للشركات الأمريكية

واستعرض الجدعان خلال مشاركته في اجتماع المائدة المستديرة لمجلس الغرف الأمريكية، في واشنطن على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين جهود حكومة المملكة لتحقيق رؤية 2030، مؤكدا أنها تسهم في دعم نمو القطاع الخاص، بما في ذلك تحفيز استثمارات الشركات الأجنبية بالمملكة. وبين أن رؤية 2030 تشتمل على مبادرات متنوعة تهدف إلى تطوير المنشآت المتوسطة والصغيرة، وتعزيز فرص العمل للمواطنين، ورفع مستوى الخدمات الحكومية، وتحسين البيئة الاستثمارية، وتطوير الأسواق المالية، وتنويع النشاط الاقتصادي للمملكة على المدى المتوسط. وتطرق إلى الفرص المتاحة والقطاعات الواعدة للشركات الأمريكية، مؤكدا أهمية مشاركة الشركات في تحقيق رؤية 2030.

البنك الدولي والدول العربية

من جهة أخرى شارك الجدعان والخليفي في الاجتماع المشترك بين محافظي الدول العربية في مجموعة البنك الدولي ورئيس مجموعة البنك الدولي، في مقر البنك الدولي، حيث ناقش الاجتماع الجهود والتحديات التنموية للدول العربية، بما في ذلك الدعم الذي تقدمه مجموعة البنك الدولي للإسهام في تعزيز الشراكة بين البنك الدولي والدول العربية.

ودعا الجدعان البنك الدولي إلى تكثيف الجهود وتوسيع نشاطاته في المنطقة، من خلال تقديم التمويل والاستشارات الفنية، بما يسهم في تنفيذ الإصلاحات اللازمة لدعم النمو والتنمية لدول المنطقة. كما دعاه إلى تعزيز دعمه بما يساعد على تطوير أسواق رأس المال، وتحسين أطر إدارة الديون، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص.