وإذا قلتم فاعدلوا
الجمعة / 16 / محرم / 1439 هـ - 19:30 - الجمعة 6 أكتوبر 2017 19:30
جميل هو ذلك الطرح الذي يؤطر مبدأ التسامح بين البشر، والأجمل من ذلك كله أن نختلف في الأطروحات الفكرية وفي التخصصات العلمية دون أن يقصي بعضنا بعضا، وبدون أن نرفع من علم ونخفض من آخر، فالعلوم متداخلة ولا يوجد فصل بينها إلا عند المتطفل على العلم. كثير هي تلك المصطلحات الجغرافية التي شقت طريقها إلى التربية، وكثير تلك التي انتقلت من الفيزياء إلى اللغة وغيرها كثير. والأمر كذلك حينما يتغلغل العلم إلى الشرع والعكس صحيح، فكم طوعت وصهرت كثير من القضايا العلمية وفق أفران الفقه، وكم صقلت الكثير من القضايا الفقهية على سندان العلم، ولعل الإعجاز العلمي أكبر دليل.
وما ينبغي أن يطرح هنا هو: لماذا إذا أفتى عالم شرعي غير مختص بالعلم - مثلا - في قضية علمية بحتة كقانون الجذب أو دوران الأرض، فإن الأرض لا تقف وقانون الجذب لا يتعطل، ولا يفسق ولا يخرج من الملة، لكن إذا ما أفتى الطبيب أو عالم الاجتماع في قضية فقهية – مثلا – كاستئجار الأرحام أو غيرها، فإن الكون يتوقف، وتطول فترة الظلام أكثر مما يجب، بل ومن السهل إخراج الشخص من الملة ويرمى بأنه رويبضة – المفردة التي يعشقها مجتمعنا ومعظمهم لا يفهم كنهها. والأمر ليس في أن - نتقاتل على بقايا تمرة – كما قيل حينما تصدر القضايا وخصوصا ممن يدعون أنفسهم بأنهم أهل فكر وعلم، ومن يقرأ في كل يوم (وإذا قلتم فاعدلوا..)، ولكنه يبعد كل البعد عن العدل فيما يقول، وفيما يصف به المخالف فكريا ودينيا. ما الضير في نقاش الفكر بالفكر، وقرع الحجة بالحجة ومن ثم نجعل المجتمع من يحكم، دون أن نتصدر القضاء في طرح الآراء وفق ما نريد وليس وفق الأدلة. لماذا نتسامح كثيرا مع المشرك ومع الملحد عندما نتجه لبلدانهما، لكن لا نتسامح مع الجار والزميل والأخ والقريب إذا ما اختلف معنا في قضية فقهية أو دينية أو فكرية. أين القول بالعدل في حياة كثير من المسلمين، نختلف ونتقاطع بسبب رأي عن لاعب معين، ومغن معين، وشيخ معين، ونتقاطع لسنوات من أجل رأي عابر لن يغير مجرى الكون، إنه الجدل الذي جر كثيرا من الناس للتقاطع دون الرجوع لقوله تعالى (وإذا قلتم فاعدلوا)، العدل هنا يتحتم بأنه حتى وإن شعرت بألم الهزيمة في الجدل، وفي وهن الدليل الذي تستند إليه، وفي ضعف المكانة أمام المجتمع، فإنك لا تتجرأ بإنكار ما قاله الآخر جملة وتفصيلا، وألا تتجاوز حدود الخلاف الفكري لكي تصب الكيد والمكر والتشهير كنوع من الانتصار للنفس وللذات وليس للمعرفة.
أين واقعنا المعاصر من (وإذا قلتم فاعدلوا)؟
وما ينبغي أن يطرح هنا هو: لماذا إذا أفتى عالم شرعي غير مختص بالعلم - مثلا - في قضية علمية بحتة كقانون الجذب أو دوران الأرض، فإن الأرض لا تقف وقانون الجذب لا يتعطل، ولا يفسق ولا يخرج من الملة، لكن إذا ما أفتى الطبيب أو عالم الاجتماع في قضية فقهية – مثلا – كاستئجار الأرحام أو غيرها، فإن الكون يتوقف، وتطول فترة الظلام أكثر مما يجب، بل ومن السهل إخراج الشخص من الملة ويرمى بأنه رويبضة – المفردة التي يعشقها مجتمعنا ومعظمهم لا يفهم كنهها. والأمر ليس في أن - نتقاتل على بقايا تمرة – كما قيل حينما تصدر القضايا وخصوصا ممن يدعون أنفسهم بأنهم أهل فكر وعلم، ومن يقرأ في كل يوم (وإذا قلتم فاعدلوا..)، ولكنه يبعد كل البعد عن العدل فيما يقول، وفيما يصف به المخالف فكريا ودينيا. ما الضير في نقاش الفكر بالفكر، وقرع الحجة بالحجة ومن ثم نجعل المجتمع من يحكم، دون أن نتصدر القضاء في طرح الآراء وفق ما نريد وليس وفق الأدلة. لماذا نتسامح كثيرا مع المشرك ومع الملحد عندما نتجه لبلدانهما، لكن لا نتسامح مع الجار والزميل والأخ والقريب إذا ما اختلف معنا في قضية فقهية أو دينية أو فكرية. أين القول بالعدل في حياة كثير من المسلمين، نختلف ونتقاطع بسبب رأي عن لاعب معين، ومغن معين، وشيخ معين، ونتقاطع لسنوات من أجل رأي عابر لن يغير مجرى الكون، إنه الجدل الذي جر كثيرا من الناس للتقاطع دون الرجوع لقوله تعالى (وإذا قلتم فاعدلوا)، العدل هنا يتحتم بأنه حتى وإن شعرت بألم الهزيمة في الجدل، وفي وهن الدليل الذي تستند إليه، وفي ضعف المكانة أمام المجتمع، فإنك لا تتجرأ بإنكار ما قاله الآخر جملة وتفصيلا، وألا تتجاوز حدود الخلاف الفكري لكي تصب الكيد والمكر والتشهير كنوع من الانتصار للنفس وللذات وليس للمعرفة.
أين واقعنا المعاصر من (وإذا قلتم فاعدلوا)؟