ضحكة بوتين النادرة
الخميس / 15 / محرم / 1439 هـ - 22:30 - الخميس 5 أكتوبر 2017 22:30
في ثقافة العمل الروسية، يجب أن يكون وجهك جامد الملامح، صلب السيمياء، لا يستطيع أحد أن يعرف ماذا يخفي خلفه من شعور. هكذا تقول الدراسات الاجتماعية المختصة بتحليل السلوك في المجتمع الروسي.
ولأن الابتسامة مفتاح الشخصية والانطباع، فإن المسؤول الروسي تدرب لعشرات السنين على أن يبتلع ذلك المفتاح، ويشرب عليه لترا من الصمت، وبالطبع فإن الأمر يصبح أكثر حساسية والتزاما إن كان المسؤول هو الرئيس الروسي، وكيف إن كان الرئيس هو فلاديمير بوتين، الضابط العتيد السابق في جهاز المخابرات الروسية (كي جي بي) بكل ما يعنيه هذا العمل من إدمان للغموض. أو بطل الجودو، تلك الرياضة الجادة في طرح الخصوم أرضا، والأصدقاء أحيانا!
من بين آلاف الصور في محركات البحث العالمية عن الرئيس بوتين، من النادر أن تلتقطه الكاميرا وهو يبتسم، ومن شبه المستحيل أن تجد له صورة وهو يضحك. لكنه أمس في الكرملين، خلال حديث ودي مع ضيفه الكبير، أضاف لأرشيف الضحكة الروسية صورا خالدة، أثناء الاستقبال الرسمي للملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يتواجد في روسيا هذه الأيام، كأول ملك سعودي يزور موسكو منذ بدء العلاقات بين البلدين قبل نحو 90 عاما.
عن أسرار الابتسامة الروسية، نشرت دراسة ضمن مشروع «السلوك التواصلي» بجامعة ولاية فورونيج الروسية للفترة من 2000 إلى 2004 لرئيس قسم اللسانيات العامة والبلاغة بالجامعة الدكتور يوسف ستيرنين، يذكر خلالها «أن عدم وجود الابتسامة الروسية في الحياة العادية، يعد من خصائص الطبع الروسي، وأن الآخرين يتحدثون دائما عن الروس بأنهم الشعب الذي لا يحب الابتسامة، حتى إن ذلك يكتب في الأدلة والمواقع السياحية».
ويضيف «بالفعل، يبتسم الروس أقل من الجنسيات الأخرى، ولكن توجد لذلك أسباب خاصة، لأنه من غير الشائع لدى الروس الابتسام أثناء تأدية العمل الرسمي، أو لدى تأدية أي عمل مسؤول، حتى الأطفال خلال الدراسة ليس شائعا أن يبتسموا، فالروس يعلمون أطفالهم: لا تبتسم، كن جديا في المدرسة».
ويقول الدكتور ستيرنين «في الوعي الاجتماعي الروسي يجب أن تكون الابتسامة تعبيرا صادقا عن المزاج الجيد والعلاقة الجيدة».
وتتابع الدراسة: كثير من الحكم في التراث الروسي ضد الضحك والابتسام، منها «يؤدي الضحك إلى العيب»، «لا تؤدي الضحكة إلى الخير»، «يثير الضحك البكاء».
ويحمل البحث العلمي الرشيق جملة في غاية الأهمية: إذا ابتسم أجنبي لكم، فإن ذلك لا يعني شيئا، لأنه تربى على أن يبتسم لكل شخص، لكن، إذا ابتسم الروسي لكم، فذلك يعني أنه أراد عمل ذلك بالفعل!
ولأن الابتسامة مفتاح الشخصية والانطباع، فإن المسؤول الروسي تدرب لعشرات السنين على أن يبتلع ذلك المفتاح، ويشرب عليه لترا من الصمت، وبالطبع فإن الأمر يصبح أكثر حساسية والتزاما إن كان المسؤول هو الرئيس الروسي، وكيف إن كان الرئيس هو فلاديمير بوتين، الضابط العتيد السابق في جهاز المخابرات الروسية (كي جي بي) بكل ما يعنيه هذا العمل من إدمان للغموض. أو بطل الجودو، تلك الرياضة الجادة في طرح الخصوم أرضا، والأصدقاء أحيانا!
من بين آلاف الصور في محركات البحث العالمية عن الرئيس بوتين، من النادر أن تلتقطه الكاميرا وهو يبتسم، ومن شبه المستحيل أن تجد له صورة وهو يضحك. لكنه أمس في الكرملين، خلال حديث ودي مع ضيفه الكبير، أضاف لأرشيف الضحكة الروسية صورا خالدة، أثناء الاستقبال الرسمي للملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يتواجد في روسيا هذه الأيام، كأول ملك سعودي يزور موسكو منذ بدء العلاقات بين البلدين قبل نحو 90 عاما.
عن أسرار الابتسامة الروسية، نشرت دراسة ضمن مشروع «السلوك التواصلي» بجامعة ولاية فورونيج الروسية للفترة من 2000 إلى 2004 لرئيس قسم اللسانيات العامة والبلاغة بالجامعة الدكتور يوسف ستيرنين، يذكر خلالها «أن عدم وجود الابتسامة الروسية في الحياة العادية، يعد من خصائص الطبع الروسي، وأن الآخرين يتحدثون دائما عن الروس بأنهم الشعب الذي لا يحب الابتسامة، حتى إن ذلك يكتب في الأدلة والمواقع السياحية».
ويضيف «بالفعل، يبتسم الروس أقل من الجنسيات الأخرى، ولكن توجد لذلك أسباب خاصة، لأنه من غير الشائع لدى الروس الابتسام أثناء تأدية العمل الرسمي، أو لدى تأدية أي عمل مسؤول، حتى الأطفال خلال الدراسة ليس شائعا أن يبتسموا، فالروس يعلمون أطفالهم: لا تبتسم، كن جديا في المدرسة».
ويقول الدكتور ستيرنين «في الوعي الاجتماعي الروسي يجب أن تكون الابتسامة تعبيرا صادقا عن المزاج الجيد والعلاقة الجيدة».
وتتابع الدراسة: كثير من الحكم في التراث الروسي ضد الضحك والابتسام، منها «يؤدي الضحك إلى العيب»، «لا تؤدي الضحكة إلى الخير»، «يثير الضحك البكاء».
ويحمل البحث العلمي الرشيق جملة في غاية الأهمية: إذا ابتسم أجنبي لكم، فإن ذلك لا يعني شيئا، لأنه تربى على أن يبتسم لكل شخص، لكن، إذا ابتسم الروسي لكم، فذلك يعني أنه أراد عمل ذلك بالفعل!