الرأي

عالم التطبيقات

فارس هاني التركي
عالم التطبيقات عالم ضخم واقتصادياته مهولة، عالم جديد بدأ قبل أقل من 10 سنوات والآن أصبحت قيمته بالمليارات، وهو أساس في حياة كل إنسان تقريبا.

أطلقت أبل هذا العالم في عام 2008 عندما افتتحت متجرها الالكتروني الذي احتوى يومها على 500 تطبيق فقط، بينما يوجد اليوم فيApp Store أكثر من 2.2 مليون تطبيق. أما المنافس الرئيس لمتجر أبل وهو Google Play والذي بدأ في نهاية 2009 أصبح لديه اليوم أكثر من 3 ملايين تطبيق.

الصغير قبل الكبير أصبح يحمل هذه التطبيقات حتى وصل عدد التطبيقات التي تم تحميلها من متجر أبل أكثر من 130 مليار تحميل، فيما كانت أكثر التطبيقات المجانية تحميلا لعام 2016 على الترتيب سناب شات، فيس بوك ماسنجر، بوكيمون جو، انستقرام. بينما حصل تطبيق لعبة MineCraft على المركز الأول لأكثر التطبيقات المدفوعة تحميلا.

هناك طرق عديدة لجني المال من هذه التطبيقات فحوالي 60% من دخلها يكون عن طريق سعرها عند شرائها، وقرابة 30% من الدخل يكون عن طريق المبالغ التي تدفع على التطبيقات المجانية عند شراء مزايا وخدمات إضافية لاحقا بعد شراء التطبيق بالمجان، فيما يمثل الدخل من الإعلانات داخل التطبيقات 10% من إجمالي دخل التطبيقات بشكل عام. دخل مهول يجب أن نفتح أعيننا عليه فدخل تطبيقات متجر أبل لعام 2016 بلغ 34 مليار دولار ومن المتوقع أن يبلغ 40 مليار دولار في عام 2017، ودخل متجر Google Play لعام 2016 بلغ 17 مليار دولار ومن المتوقع أن يبلغ 21 مليار دولار في عام 2017.

فلك أن تتخيل تطبيق لعبة Pokemon Go بلغ دخلها 1,7 مليون دولار في يوم واحد وتطبيق لعبة Clash Royal بلغ دخلها في اليوم الواحد مليوني دولار أي ما يعادل 7.5 ملايين ريال سعودي في يوم واحد فقط. أما بالنسبة للتطبيق الذي حقق الرقم القياسي في الدخل لليوم الواحد فهو تطبيق لعبة Mobile Strike حيث حقق 2.2 مليون دولار في يوم واحد.

مبالغ ضخمة وتغير كبير في طريقة التفكير مما دعا العديد من الطلاب للتخصص في البرمجيات، فحسب دراسة تمت مؤخرا، فإن دخل المبرمجين الذين برمجوا التطبيقات في السنوات الأخيرة بلغ 70 مليار دولار.

وتغير كذلك في الكلام وعلوم اللغة فبسبب كثرة استخدام الناس لكلمة app فقد فازت هذه الكلمة بجائزة كلمة العام «Word of The Year» لسنة 2011.

التطبيقات أحيانا لا تكون بذاتها مصدر دخل، بل تكون مساعدا للشركات القائمة في تسهيل أعمالها ورفع دخلها وهذه بعض الأمثلة:

- البنك الأهلي لديه تطبيق يوفر عليه الملايين التي ينفقها لبناء الفروع التي سينشئها لخدمة عملائه، فالتطبيق يمكن العميل من إنجاز جميع الأعمال البنكية تقريبا دون الحاجة لزيارة الفرع. حتى أصبح يمكنه من سحب النقود من أي صراف آلي دون الحاجة لبطاقة البنك.

- تطبيق مايسترو بيتزا يمكن العميل من الطلب عن طريق التطبيق دون الحاجة للاتصال مما يوفر مبالغ ضخمة تنفق على مراكز الاتصال التقليدية.

- تطبيق #فطور_فارس يمكن العميل من وضع اسمه في قائمة الانتظار ومعرفة الوقت المتوقع للانتظار وحالة الزحمة في كل فرع مما يسهل للعميل ويوفر عليه وقت الانتظار.

سهل جدا أن تكون مستهلكا في عالم التطبيقات فذلك لا يكلفك سوى ضغطة زر لتحميل أي تطبيق يعجبك، ولكن هناك بعض التحديات لدخول هذا العالم كصاحب تطبيق ناجح. فتويتر وانستقرام وواتس اب وسناب شات وكريم ليست مجرد تطبيقات على الجوال فخلفها العديد من التقنيات والخطط اللوجستية والتحديات القانونية والتشريعية ومن ثم الخطط التوسعية وجذب المستثمرين دون إهمال المنافسين والحفاظ على العملاء، وغيرها من التحديات التي تواجه الشركات الناشئة.

العالم مليء بالأفكار الإبداعية، ولكن الحقيقة المؤلمة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن الأفكار لا تساوي شيئا بدون تنفيذ، ولا يوجد من يشتري أو يستثمر في مجرد فكرة، فلا بد للشباب من البدء في تنفيذ أفكارهم وتطبيقها ومن ثم سوف تجد المستثمر الذي يساعدك في التوسع والنمو.

جميع القطاعات مهمة فلا غنى عن الصناعة والتجارة والسياحة ومختلف الخدمات التقليدية ولكن لا بد في نفس الوقت من لفت انتباه الشباب لهذا العالم الضخم الذي يحتوي العديد من الفرص التي تنتظر من يقتنصها.

farooi@