وللحرية أقساط إضافية لا بد أن تدفع!
سنابل موقوتة
الخميس / 8 / محرم / 1439 هـ - 21:30 - الخميس 28 سبتمبر 2017 21:30
كنت أحد المتحمسين لقرار قيادة المرأة ـ يبدو الآن أنه لم يكن أحد ضده من الأساس ـ ولكن حماسي هذا كان شيئا يمكن أن نسميه «حماس السعة»، شيء يشبه أن تتحمس لقضية الحفاظ على دببة الباندا من الانقراض، وأنا أستخدم الدببة كمثال فقط وأرجو ألا يفهم من هذا المثال أني أربط بين الموضوعين بأي شكل.
ما أعنيه أني كنت أتحمس وأتعاطف مع قضية أعتقد أنها لا تمسني بشكل مباشر، ولكن تبنيها يبدو شيئا جيدا.
لكني حين عدت إلى المنزل بعد إعلان قرار السماح للنساء بقيادة السيارة وجدت ابنتي تنتظرني وهي تضحك ضحكة شريرة، ثم تخبرني وكأن الموضوع قد حسم: أنا مترددة في الاختيار بين عدة سيارات، فهل يمكن أن تساعدني في الاختيار؟
حينها أدركت أنه لا يجب أن يدافع الإنسان عن أي قضية إلا بعد أن يتأكد يقينا أنه لن يدفع الثمن، وأن يكف عن الحماس والحديث عن الحقوق مع أبنائه، لأني ومن خلال تجربة مؤلمة اكتشفت أني من سيدفع ثمن حب المطالبة بالحريات والحقوق التي حاولت غرسها في أبنائي.
حاولت التملص من الأمر بالحديث عن التقشف، وأن الخطة «الخمسينية» التي أعمل عليها حاليا هي بناء منزل، فضحكت تلك الضحكة غير المطمئنة مرة أخرى، وقالت دعنا نتحدث عن الأشياء الممكنة، فالوقت ليس وقت الأحلام والخطط التي لا يمكن تحقيقها، ويجب أن تنظر إلى الجانب الإيجابي في الموضوع فأمي لا تحب فكرة أن تقود سيارة ولا تتمنى أن تفعل ذلك، ولذلك فأنت مطالب بسيارة واحدة فقط، ثم أضافت بنبرة تبدو غاضبة بعض الشيء: حتى الذين كانوا ضد قرار قيادة المرأة سيشترون سيارات لبناتهم وزوجاتهم، وليس من المنطق أن تكون مع القرار ثم حين يأتي وقت الإثبات بأنك صاحب مبدأ تبدأ في الحديث عن الأقساط والديون والرؤى المستقبلية.
انتهى النقاش على أني سأفعل، ولكني طلبت هدنة موقتة قبل تنفيذ القرار، ويبدو أنه لا خيار أمامي سوى الإذعان فقد فات الأوان على تصحيح طريقة تعاملي مع أبنائي والتراجع عن خطأ إعطائهم الحرية في نقاش أي شيء، وأن من حقهم التعبير عن آرائهم مهما كانت صادمة ومكلفة.
وعلى أي حال..
من خلال تجربتي الشخصية في هذا الأمر وفي غيره، فإني أتعاطف كثيرا مع الحكومات التي تمنع الشعوب من الحديث بحرية، وتجرم مطالباتهم بما يعتبرونه من حقوقهم، لا شك أنها حكومات سعيدة ولا تعاني من الصداع، فحين تعود أبناءك على حرية المطالبات فإنك دون شك من سيدفع ثمن مطالبهم.
@agrni
ما أعنيه أني كنت أتحمس وأتعاطف مع قضية أعتقد أنها لا تمسني بشكل مباشر، ولكن تبنيها يبدو شيئا جيدا.
لكني حين عدت إلى المنزل بعد إعلان قرار السماح للنساء بقيادة السيارة وجدت ابنتي تنتظرني وهي تضحك ضحكة شريرة، ثم تخبرني وكأن الموضوع قد حسم: أنا مترددة في الاختيار بين عدة سيارات، فهل يمكن أن تساعدني في الاختيار؟
حينها أدركت أنه لا يجب أن يدافع الإنسان عن أي قضية إلا بعد أن يتأكد يقينا أنه لن يدفع الثمن، وأن يكف عن الحماس والحديث عن الحقوق مع أبنائه، لأني ومن خلال تجربة مؤلمة اكتشفت أني من سيدفع ثمن حب المطالبة بالحريات والحقوق التي حاولت غرسها في أبنائي.
حاولت التملص من الأمر بالحديث عن التقشف، وأن الخطة «الخمسينية» التي أعمل عليها حاليا هي بناء منزل، فضحكت تلك الضحكة غير المطمئنة مرة أخرى، وقالت دعنا نتحدث عن الأشياء الممكنة، فالوقت ليس وقت الأحلام والخطط التي لا يمكن تحقيقها، ويجب أن تنظر إلى الجانب الإيجابي في الموضوع فأمي لا تحب فكرة أن تقود سيارة ولا تتمنى أن تفعل ذلك، ولذلك فأنت مطالب بسيارة واحدة فقط، ثم أضافت بنبرة تبدو غاضبة بعض الشيء: حتى الذين كانوا ضد قرار قيادة المرأة سيشترون سيارات لبناتهم وزوجاتهم، وليس من المنطق أن تكون مع القرار ثم حين يأتي وقت الإثبات بأنك صاحب مبدأ تبدأ في الحديث عن الأقساط والديون والرؤى المستقبلية.
انتهى النقاش على أني سأفعل، ولكني طلبت هدنة موقتة قبل تنفيذ القرار، ويبدو أنه لا خيار أمامي سوى الإذعان فقد فات الأوان على تصحيح طريقة تعاملي مع أبنائي والتراجع عن خطأ إعطائهم الحرية في نقاش أي شيء، وأن من حقهم التعبير عن آرائهم مهما كانت صادمة ومكلفة.
وعلى أي حال..
من خلال تجربتي الشخصية في هذا الأمر وفي غيره، فإني أتعاطف كثيرا مع الحكومات التي تمنع الشعوب من الحديث بحرية، وتجرم مطالباتهم بما يعتبرونه من حقوقهم، لا شك أنها حكومات سعيدة ولا تعاني من الصداع، فحين تعود أبناءك على حرية المطالبات فإنك دون شك من سيدفع ثمن مطالبهم.
@agrni