الرأي

رسالة إلى وزير التعليم (ألا يكون قد مضى)

مانع اليامي
لا ينقطع الشك من بعض اللوائح والتعليمات التي يتسم ظاهرها عند العامة بالحرص، وعند أهل الفطنة بالتعرض للخطف وعرقلة السير في الاتجاه الصحيح، هذا رأي يعزز صوابه -على سبيل المثال لا الحصر- نظام القبول في الجامعات، وتحديدا شرط عدم أهلية من مضى على تخرجه أو تخرجها في الثانوية العامة خمس سنوات فأكثر للالتحاق بالدراسة الجامعية إلا في حدود الانتساب مثلا، وهو النظام التعليمي أي الانتساب الذي تواجه مخرجاته في وقتنا الحالي رغم عزيمة وإصرار اتباعه حد التميز كثير من الصعوبات، أبرزها يتجلى في عمليات التوظيف، حيث تبقى الأفضلية للغير، بمعنى الأفضلية لخريجي وخريجات الانتظام، وما تبقى فهو نصيب أهل الانتساب ذكورا أو إناثا، وقناعتي أن العدد كثير، وقد ضيقت اللوائح وتعليمات القبول الطريق في وجه الدراسة الجامعية بالانتظام، الأكيد أن الخطأ يولد الخطأ! والخير كل الخير في المعالجة.

الآن عدد الجامعات يغطي مناطق المملكة كافة، والصحيح أن في كل منطقة جامعة، وبعض المناطق فيها أكثر من واحدة، ومع هذا يصطدم كثير من الطلاب والطالبات بشرط سنة إتمام شهادة الثانوية العامة، ومفاد الشرط عدم مضي خمس سنوات على سنة التخرج، إذا كان المقصود بهذا الشرط الغريب تعرض الطالب أو الطالبة للترهل المعرفي، فما الداعي للسنة التحضيرية المعمول بها حاليا، وماذا لو افترضنا أن السبب يعود للظروف الأسرية أو الخاصة أو لذهاب الطالب أو الطالبة خارج الوطن للتزود بالمهارات اللغوية بغية دخول التخصصات الدقيقة.. الجادة مفتوحة للسؤال تلو الآخر.

معالي الوزير، أصدقك القول، في السابق كان عدد الجامعات محدودا، وكبير الظن أنه كان من الصعوبة بمكان مغادرة البعض مدنهم لمواصلة التعليم الجامعي في مدن أخرى، الحياة أسرار يا معالي الوزير.اليوم الوضع مختلف، الجامعات في كل مكان، وفي أحسن حال، بل وبكامل زينتها. صاحب المعالي، لا خلاف على إخلاصك ولا سبيل عند العقلاء لتجاهل جهودك أو انتقاصها، جمهورك عريض، والأمل فيك كبير، ويبقى أنك معني مثلك مثل غيرك من الوزراء بتوسيع فرحة الشارع السعودي، وتذليل العقبات في طريق الطموح الشعبي المنتهي إلى دفع عجلة التقدم إلى الأمام، وكل هذا متاح بطول يد الدولة وحرصها المشهود. لطفا لا تحيي في ذاكرة الشارع سؤال المراحل الماضية الثقيل: لماذا يفشل بعض الوزراء وكل الظروف مواتية؟ ختاما، الأمل أن تلغي الشروط المدسوسة مثل: «ألا يكون قد مضى»! اصنع الفرق مع إطلالة العام الجديد، ودشن نهاية عهد خطف التعليم ابتداء بشروط القبول، واجعل التعيين في الجامعات محل اهتمامكم.

أنتهي هنا.. وبكم يتجدد اللقاء.

alyamimanae@gmail.com