مسامير الفتن تنثني على جدار التلاحم
الجمعة / 2 / محرم / 1439 هـ - 20:00 - الجمعة 22 سبتمبر 2017 20:00
مرارا تحاول مطرقة التحديات دق مسامير الفتنة في جدار المجد الوطني، وطيلة مسيرة عامرة بالإنجازات وزاخرة بالنجاحات تمكن التلاحم الشعبي من ثني مسامير الفتنة كل مرة مجددا الخيبة لتحديات غلفها الفشل والكلل.
على طريق المجد والاستقرار وقف الشعب بجوار حكومته في أحلك الليالي وفي أوسع الأيام نورا ورخاء.
87 عاما والوطن يستند على قلوب آمنت بوحدته فاستند عليها قاهرا الحدود الساخنة وشامخا بتنميته.
قصة عملتها الولاء والتلاحم يحكيها ضيوف «مكة».
واحة سلام
ويروي المستشار الأمني والتربوي الدكتور سعود المصيبيح حكاية التلاحم الشعبي منذ مبتدأ الدولة السعودية حين انطلق الملك عبدالعزيز في رحلته من الكويت إلى الرياض لاستعادة ملك آبائه وأجداده ثم تأسيس المملكة ومعه مجموعة من أبناء السعودية الذين آمنوا بالله ثم بالملك عبدالعزيز قائدا وموحدا؛ فتم فتح الرياض ثم بدأ الملك عبدالعزيز بدعم ومساندة أهالي المناطق أنفسهم بفتح باقي المناطق وضمها.
وأشار إلى أن الفتن والتحديات بدأت منذ بداية الدولة حين تعرضت في عهد مؤسسها إلى فتنة الإخوان بأشكال وصور متعددة؛ مطالبين بالتشدد والغلو ورفض التقنيات المختلفة منذ مبتدئها غير أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تمكن من استقطاب السياسيين والمفكرين وسخرهم لخدمة السعودية؛ فأصبحت الجزيرة العربية بعد السلب والنهب وانعدام الأمن واحة من الأمن والسلام وتستقطب 12 مليون وافد من جميع أنحاء العالم؛ من يأتيها لا يريد مغادرتها. ويحاول أن يتسلل إليها 600 ألف شخص سنويا رغبة في العيش فيها.
من جهيمان إلى الجامعات
ويتابع الدكتور المصيبيح سرد الذاكرة عن أزمة جهيمان التي أربكت العالم، إذ عاشت هذه المجموعة بفكر مخالف ورغبات تنحرف عن الواقع وغارقة في الروايات والأوهام فاقتحمت الحرم المكي والمصلين وتمكن الأمن السعودي من التعامل مع المسألة بسرعة وحزم؛ إذ كلف بالأمر آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله.
ويقول المصيبيح، إن الأمير نايف ظل يروي مواقف عن هذه الحادثة وكيف انعكست بالتفاف شعبي كبير بعد نجاح وأد فكرة جهيمان التي تبعها التوجه إلى التنمية وتطوير الحضارة وافتتاح الجامعات، مضيفا أن تصريحات الأمير نايف - رحمه الله - عن تلك الحادثة لا تزال قابعة في ذاكرة السعوديين يستشهدون بها باعتزاز.
نحن الحجاز ونحن نجد
ولم تكن حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت إلا فرصة يجدد فيها الشعب ولاءه وتلاحمه، فعجزت رموز الفتنة من القلة الباقية على خط الإخوان أن تكسر الصورة الخالدة للتلاحم، وباءت أشرطتهم التي سجلوها للتحذير من دخول القوات الأجنبية ليست إلا وقتا ضائعا تلاشى سرابا أمام ثقة المواطنين بقرارات القادة التي فاضت عزا فشمرت عن ساعدها وأغاثت جوارها، وهنا سجل العلماء والشعب موقفا زادت في اللحمة وصدحت غناء وشعرا. فقال الوزير الشاعر غازي القصيبي، رحمه الله «أجل نحن الحجاز ونحن نجد.. هنا مجد لنا وهناك مجد» في رد مباشر على كل افتراءات التلفزيون العراقي وما يبثه وقتها.
وعي المواطن
ويضيف الدكتور المصيبيح مستعرضا الموقف الشعبي خلال أزمة الإرهاب «رأينا الإرهاب، إذ حدث أول تفجير في حي الجزيرة عام 1423 واستمرت الأحداث وصاحبت تلك الفترة الكثير من المشاكل بتفجير مبنى الأمن العام واستشهاد المئات من رجال الأمن وغيرها من الأحداث؛ فكانت وزارة الداخلية تحارب الإرهاب مستندة إلى المواطن الذي كان حريصا مبادرا عن التبليغ عن كل ما يثير الريبة. وتم إبطال عدد من عمليات الإرهاب الخطيرة واستمرت هذه المنظومة إلى أن تمكنت السعودية أن تقضي على الإرهاب وتحجمه، وأدى وعي المواطن والتفافه حول الوطن والقادة إلى المزيد من الاستقرار والتلاحم».
استخبارات معادية
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظنت كل قوى معادية أنها وجدت ضالتها وفرصتها القاضية، فتمادت بغرورها ظنا منها أنها قادرة على اختراق التلاحم الشعبي عبر تظاهرها بالنطق بلسانه، ومرة تلو الأخرى حاولت أن تجتذب حولها من تتمكن من غسل دماغه. لكنها عادت بخفي حنين في 2011. بل إن تكرار المحاولة في كل مرة ومحاولة إثارة الفتن باتت تنقلب إلى فرصة جديدة لإثبات الولاء والسخرية من الدعوات المضللة. وهو ما حدث أخيرا في دعوات 15 سبتمبر التي انقلبت على رأس مخططيها.
ويقول الدكتور المصيبيح «نحن أمام منظومة متكاملة من النهضة والتنمية والتلاحم والاستقرار تثبت للعالم أن السعودي محب وموال لوطنه؛ وحريص على الاستقرار والخير والأمن ولهذا نرى العالم حولنا يعج بالفتن والحرب بينما أرضنا الطاهرة تستوعب أبناءها ويعيش فيها الوافدون ويعاملون معاملة محترمة».
منطق الدولة
وليس من السهل أن يتبلور منطق الدولة وينغرس في الوجدان؛ مع ذلك نجحت السعودية في النفاذ بهذا المنطق، فيقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور عبد السلام الوايل، إن مفهوم الدولة الوطنية ليس سهلا غرسه في وجدان، خاصة أن الناس لم يتعودوا على الممارسات الحديثة في شكل الدولة؛ وهذا ينطبق على السعودية التي تعرضت لعدة تحديات منذ بدأت تستهدف بناء الدولة نفسه. ففي تحدي الإخوان والتقدم حول التحديث والخلاف حول البرقية والسفر للخارج والتعامل مع الدول غير المسلمة انحسمت الحكاية في معركة السبلة لمصلحة منطق الدولة الحديثة. وتغلب منطق الدولة الحديثة على منطق الانجرار نحو ما قبل التحديث أو الممانعة وهذه الآلية تنطبق على مختلف التحديات التي واجهت السعودية.
الدولة وجه الرخاء والأمن
ويقول الوايل إن حركة جهيمان ادعت أن لديها دعوة رؤيوية ولكن قوبلت بالموقف الشعبي الملتف حول منطق الدولة لأن الشعب يؤمن أن الدولة تحمي مصالحهم. وأمام التحديات الشعب يلتف حول الدولة لأنه يعرف أن هذه مصلحته؛ فالدولة أوجدت الرخاء والأمان.
وفي حرب الخليج ابتلعت دولة كاملة؛ فشعر الناس أن كيانهم مهدد فالتفوا أكثر حول قيادتهم. وهذا الكيان إذا هدد فهو تهديد للرخاء والأمن وفي هذه اللحظات العصيبة كان الخيار الالتفاف حول القيادة السياسية لتأتي القوات الأجنبية.
الإرهاب التحدي الداخلي
ويصف الوايل الأحداث الإرهابية بأنها الأخطر على صعيد التحديات؛ فالإرهاب خطير لأنه تحد داخلي ومبني على تصور أيديولوجي يتقاطع في بعض الأمور غير المستنكرة أحيانا، ومع تقدم العمليات الإرهابية وكلما زادت تلك العمليات كلما تبلور مفهوم الدولة الوطنية في وجدان الناس وحاضرها أكثر فأكثر. في البداية لما ضرب الإرهاب بدأ خارج السعودية وتعاطف الناس أحيانا مع العمليات تحت شعار الجهاد، ولكن لما ضرب في الداخل أصبح ناس الشارع يحيطون بالقوات الأمنية وهي تداهم الإرهابيين كنوع من الدعم النفسي لهم في العمليات.
ويضيف «كان الإرهاب المباراة الأخطر بين منطق الدولة الوطنية وبين الإرهاب والتشدد؛ وعندما بدأت هذه المباراة في عملية المحيا فإن التقدم والمضي قدما في الحرب على الإرهاب تبين عدم عملية ادعاءات التصورات الوردية الأممية التي يستند إليها منفذو العمليات الإرهابية؛ ويتقدم منطق الدولة الذي يقدم الرخاء والأمن والاستقرار، وبالتالي فإن المواطنين تميزوا بوعي شديد للمحافظة على مكاسبهم فوقفوا إلى جانب دولتهم».
محاولات فارغة
أما ما يثار بين الفينة والأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي فهي بحسب الوايل لا ترقى لأن تكون تحديات، فهي ليست إلا محاولات فارغة ودعوات لا تجد أي استجابة. ويرى الوايل أن هذه المحاولات لن تجدي بل إنها تتحول إلى حالة هزلية وفرصة لإثبات الولاء»هناك فوضى في المنطقة وهذا يعزز انتماءنا للدولة الوطنية حتى لا ننجرف إلى ما تعاني منه الدول المجاورة».
ذكريات المجد
وبحسب اللواء المتقاعد محمد القبيبان فإن كل ما تتعرض له السعودية لا يعدو كونه هجمات عرضية تشكل فرصة لاستعادة ذكريات المجد التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز «رحمه الله» الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار؛ متمسكا بعقيدته ثابتا على دينه.
ويقول القبيبان «تتعرض المملكة باستمرار لهجمات إرهابية هدفها العبث بأمن ومقدرات الوطن؛ وضرب اللحمة الوطنية التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك البررة من بعده، وحاضر زاه لوطن يستند في كل توجهاته على القرآن والسنة، فلم تكن نوايا تلك الهجمات العرضية وليدة اليوم بل كانت وما زالت مستمرة في محاولاتها الفاشلة لضرب النسيج الاجتماعي وتفكيك الوحدة الوطنيةبين أبناءالمجتمع».
متانة لحمة المساواة
ويقول اللواء القبيبان إن الحوادث العرضية التي تريد ضرب الوحدة الوطنية لن تؤثر على ترابط وتماسك أبناء المجتمع بكل شرائحه؛ لأن تلك اللحمة منطلقة من مبادئ راسخة وأسس سليمة في ظل قيادة لا تفرق بين مواطن وآخر؛ وهو ما أكده خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخير بأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بين مواطن وآخر، وقد قامت دعائم هذه الدولة على التمسك بالشريعة الإسلامية التي دعت لحفظ حقوق الإنسان وحمايتها، وعلى أساس العدل والشورى والمساواة.
جبهة الكترونية
وبحسب القبيبان فإن السعوديين استبقوا الاحتفال باليوم الوطني، ووجهوا صفعة جديدة لأعداء المملكة، بقيادة ثلاثي الشر والفتن المتمثل في «تنظيم الحمدين بقطر، والجماعات الإرهابية «داعش، والقاعدة»، وإرهابيي الثورة الخمينية في طهران، بعدما أفشل الشعب الوفي لوطنه وقادته مخططات الفتنة وضرب اللحمة الوطنية، لتذهب الملايين التي مول بها المرتزقة في الخارج هباء ودون تحقيق أي هدف. وقد تحولت منصات ووسائل التواصل الاجتماعي إلى جبهة الكترونية مشرفة للوطن، حيث وقفت في وجه النداءات المغرضة وكشفت تآمر المفسدين وألجمت الأعداء من خلال التغريدات والكلمات الوطنية التي أفشلت هذا المخطط.
وتحولت تلك الدعوات الخاسرة إلى سخرية و«نكتة» بين المغردين، بل أطلق الشعب السعودي عشرات الهاشتاقات الوطنية التي وصلت للترند العالمي لتثبت تلاحم الشعب السعودي مع قيادته، وتصدرت الهاشتاقات الوطنية الترند، كما أمطر تويتر بملايين التغريدات الوطنية التي تؤكد للعالم بأسره الحب والإخلاص من الشعب السعودي للقيادة والوطن، حيث تصدر هاشتاق #هنا-المملكة-العربية- السعودية قائمة التداول على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، والذي أكد فيه الشعب السعودي على وقوفه خلف قيادته في حماية الوطن والذود عنه ضد كل المخططات المغرضة التي تستهدف أمنه واستقرارها.
على طريق المجد والاستقرار وقف الشعب بجوار حكومته في أحلك الليالي وفي أوسع الأيام نورا ورخاء.
87 عاما والوطن يستند على قلوب آمنت بوحدته فاستند عليها قاهرا الحدود الساخنة وشامخا بتنميته.
قصة عملتها الولاء والتلاحم يحكيها ضيوف «مكة».
واحة سلام
ويروي المستشار الأمني والتربوي الدكتور سعود المصيبيح حكاية التلاحم الشعبي منذ مبتدأ الدولة السعودية حين انطلق الملك عبدالعزيز في رحلته من الكويت إلى الرياض لاستعادة ملك آبائه وأجداده ثم تأسيس المملكة ومعه مجموعة من أبناء السعودية الذين آمنوا بالله ثم بالملك عبدالعزيز قائدا وموحدا؛ فتم فتح الرياض ثم بدأ الملك عبدالعزيز بدعم ومساندة أهالي المناطق أنفسهم بفتح باقي المناطق وضمها.
وأشار إلى أن الفتن والتحديات بدأت منذ بداية الدولة حين تعرضت في عهد مؤسسها إلى فتنة الإخوان بأشكال وصور متعددة؛ مطالبين بالتشدد والغلو ورفض التقنيات المختلفة منذ مبتدئها غير أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - تمكن من استقطاب السياسيين والمفكرين وسخرهم لخدمة السعودية؛ فأصبحت الجزيرة العربية بعد السلب والنهب وانعدام الأمن واحة من الأمن والسلام وتستقطب 12 مليون وافد من جميع أنحاء العالم؛ من يأتيها لا يريد مغادرتها. ويحاول أن يتسلل إليها 600 ألف شخص سنويا رغبة في العيش فيها.
من جهيمان إلى الجامعات
ويتابع الدكتور المصيبيح سرد الذاكرة عن أزمة جهيمان التي أربكت العالم، إذ عاشت هذه المجموعة بفكر مخالف ورغبات تنحرف عن الواقع وغارقة في الروايات والأوهام فاقتحمت الحرم المكي والمصلين وتمكن الأمن السعودي من التعامل مع المسألة بسرعة وحزم؛ إذ كلف بالأمر آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله.
ويقول المصيبيح، إن الأمير نايف ظل يروي مواقف عن هذه الحادثة وكيف انعكست بالتفاف شعبي كبير بعد نجاح وأد فكرة جهيمان التي تبعها التوجه إلى التنمية وتطوير الحضارة وافتتاح الجامعات، مضيفا أن تصريحات الأمير نايف - رحمه الله - عن تلك الحادثة لا تزال قابعة في ذاكرة السعوديين يستشهدون بها باعتزاز.
نحن الحجاز ونحن نجد
ولم تكن حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت إلا فرصة يجدد فيها الشعب ولاءه وتلاحمه، فعجزت رموز الفتنة من القلة الباقية على خط الإخوان أن تكسر الصورة الخالدة للتلاحم، وباءت أشرطتهم التي سجلوها للتحذير من دخول القوات الأجنبية ليست إلا وقتا ضائعا تلاشى سرابا أمام ثقة المواطنين بقرارات القادة التي فاضت عزا فشمرت عن ساعدها وأغاثت جوارها، وهنا سجل العلماء والشعب موقفا زادت في اللحمة وصدحت غناء وشعرا. فقال الوزير الشاعر غازي القصيبي، رحمه الله «أجل نحن الحجاز ونحن نجد.. هنا مجد لنا وهناك مجد» في رد مباشر على كل افتراءات التلفزيون العراقي وما يبثه وقتها.
وعي المواطن
ويضيف الدكتور المصيبيح مستعرضا الموقف الشعبي خلال أزمة الإرهاب «رأينا الإرهاب، إذ حدث أول تفجير في حي الجزيرة عام 1423 واستمرت الأحداث وصاحبت تلك الفترة الكثير من المشاكل بتفجير مبنى الأمن العام واستشهاد المئات من رجال الأمن وغيرها من الأحداث؛ فكانت وزارة الداخلية تحارب الإرهاب مستندة إلى المواطن الذي كان حريصا مبادرا عن التبليغ عن كل ما يثير الريبة. وتم إبطال عدد من عمليات الإرهاب الخطيرة واستمرت هذه المنظومة إلى أن تمكنت السعودية أن تقضي على الإرهاب وتحجمه، وأدى وعي المواطن والتفافه حول الوطن والقادة إلى المزيد من الاستقرار والتلاحم».
استخبارات معادية
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ظنت كل قوى معادية أنها وجدت ضالتها وفرصتها القاضية، فتمادت بغرورها ظنا منها أنها قادرة على اختراق التلاحم الشعبي عبر تظاهرها بالنطق بلسانه، ومرة تلو الأخرى حاولت أن تجتذب حولها من تتمكن من غسل دماغه. لكنها عادت بخفي حنين في 2011. بل إن تكرار المحاولة في كل مرة ومحاولة إثارة الفتن باتت تنقلب إلى فرصة جديدة لإثبات الولاء والسخرية من الدعوات المضللة. وهو ما حدث أخيرا في دعوات 15 سبتمبر التي انقلبت على رأس مخططيها.
ويقول الدكتور المصيبيح «نحن أمام منظومة متكاملة من النهضة والتنمية والتلاحم والاستقرار تثبت للعالم أن السعودي محب وموال لوطنه؛ وحريص على الاستقرار والخير والأمن ولهذا نرى العالم حولنا يعج بالفتن والحرب بينما أرضنا الطاهرة تستوعب أبناءها ويعيش فيها الوافدون ويعاملون معاملة محترمة».
منطق الدولة
وليس من السهل أن يتبلور منطق الدولة وينغرس في الوجدان؛ مع ذلك نجحت السعودية في النفاذ بهذا المنطق، فيقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور عبد السلام الوايل، إن مفهوم الدولة الوطنية ليس سهلا غرسه في وجدان، خاصة أن الناس لم يتعودوا على الممارسات الحديثة في شكل الدولة؛ وهذا ينطبق على السعودية التي تعرضت لعدة تحديات منذ بدأت تستهدف بناء الدولة نفسه. ففي تحدي الإخوان والتقدم حول التحديث والخلاف حول البرقية والسفر للخارج والتعامل مع الدول غير المسلمة انحسمت الحكاية في معركة السبلة لمصلحة منطق الدولة الحديثة. وتغلب منطق الدولة الحديثة على منطق الانجرار نحو ما قبل التحديث أو الممانعة وهذه الآلية تنطبق على مختلف التحديات التي واجهت السعودية.
الدولة وجه الرخاء والأمن
ويقول الوايل إن حركة جهيمان ادعت أن لديها دعوة رؤيوية ولكن قوبلت بالموقف الشعبي الملتف حول منطق الدولة لأن الشعب يؤمن أن الدولة تحمي مصالحهم. وأمام التحديات الشعب يلتف حول الدولة لأنه يعرف أن هذه مصلحته؛ فالدولة أوجدت الرخاء والأمان.
وفي حرب الخليج ابتلعت دولة كاملة؛ فشعر الناس أن كيانهم مهدد فالتفوا أكثر حول قيادتهم. وهذا الكيان إذا هدد فهو تهديد للرخاء والأمن وفي هذه اللحظات العصيبة كان الخيار الالتفاف حول القيادة السياسية لتأتي القوات الأجنبية.
الإرهاب التحدي الداخلي
ويصف الوايل الأحداث الإرهابية بأنها الأخطر على صعيد التحديات؛ فالإرهاب خطير لأنه تحد داخلي ومبني على تصور أيديولوجي يتقاطع في بعض الأمور غير المستنكرة أحيانا، ومع تقدم العمليات الإرهابية وكلما زادت تلك العمليات كلما تبلور مفهوم الدولة الوطنية في وجدان الناس وحاضرها أكثر فأكثر. في البداية لما ضرب الإرهاب بدأ خارج السعودية وتعاطف الناس أحيانا مع العمليات تحت شعار الجهاد، ولكن لما ضرب في الداخل أصبح ناس الشارع يحيطون بالقوات الأمنية وهي تداهم الإرهابيين كنوع من الدعم النفسي لهم في العمليات.
ويضيف «كان الإرهاب المباراة الأخطر بين منطق الدولة الوطنية وبين الإرهاب والتشدد؛ وعندما بدأت هذه المباراة في عملية المحيا فإن التقدم والمضي قدما في الحرب على الإرهاب تبين عدم عملية ادعاءات التصورات الوردية الأممية التي يستند إليها منفذو العمليات الإرهابية؛ ويتقدم منطق الدولة الذي يقدم الرخاء والأمن والاستقرار، وبالتالي فإن المواطنين تميزوا بوعي شديد للمحافظة على مكاسبهم فوقفوا إلى جانب دولتهم».
محاولات فارغة
أما ما يثار بين الفينة والأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي فهي بحسب الوايل لا ترقى لأن تكون تحديات، فهي ليست إلا محاولات فارغة ودعوات لا تجد أي استجابة. ويرى الوايل أن هذه المحاولات لن تجدي بل إنها تتحول إلى حالة هزلية وفرصة لإثبات الولاء»هناك فوضى في المنطقة وهذا يعزز انتماءنا للدولة الوطنية حتى لا ننجرف إلى ما تعاني منه الدول المجاورة».
ذكريات المجد
وبحسب اللواء المتقاعد محمد القبيبان فإن كل ما تتعرض له السعودية لا يعدو كونه هجمات عرضية تشكل فرصة لاستعادة ذكريات المجد التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز «رحمه الله» الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار؛ متمسكا بعقيدته ثابتا على دينه.
ويقول القبيبان «تتعرض المملكة باستمرار لهجمات إرهابية هدفها العبث بأمن ومقدرات الوطن؛ وضرب اللحمة الوطنية التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك البررة من بعده، وحاضر زاه لوطن يستند في كل توجهاته على القرآن والسنة، فلم تكن نوايا تلك الهجمات العرضية وليدة اليوم بل كانت وما زالت مستمرة في محاولاتها الفاشلة لضرب النسيج الاجتماعي وتفكيك الوحدة الوطنيةبين أبناءالمجتمع».
متانة لحمة المساواة
ويقول اللواء القبيبان إن الحوادث العرضية التي تريد ضرب الوحدة الوطنية لن تؤثر على ترابط وتماسك أبناء المجتمع بكل شرائحه؛ لأن تلك اللحمة منطلقة من مبادئ راسخة وأسس سليمة في ظل قيادة لا تفرق بين مواطن وآخر؛ وهو ما أكده خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخير بأن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات ولا فرق بين مواطن وآخر، وقد قامت دعائم هذه الدولة على التمسك بالشريعة الإسلامية التي دعت لحفظ حقوق الإنسان وحمايتها، وعلى أساس العدل والشورى والمساواة.
جبهة الكترونية
وبحسب القبيبان فإن السعوديين استبقوا الاحتفال باليوم الوطني، ووجهوا صفعة جديدة لأعداء المملكة، بقيادة ثلاثي الشر والفتن المتمثل في «تنظيم الحمدين بقطر، والجماعات الإرهابية «داعش، والقاعدة»، وإرهابيي الثورة الخمينية في طهران، بعدما أفشل الشعب الوفي لوطنه وقادته مخططات الفتنة وضرب اللحمة الوطنية، لتذهب الملايين التي مول بها المرتزقة في الخارج هباء ودون تحقيق أي هدف. وقد تحولت منصات ووسائل التواصل الاجتماعي إلى جبهة الكترونية مشرفة للوطن، حيث وقفت في وجه النداءات المغرضة وكشفت تآمر المفسدين وألجمت الأعداء من خلال التغريدات والكلمات الوطنية التي أفشلت هذا المخطط.
وتحولت تلك الدعوات الخاسرة إلى سخرية و«نكتة» بين المغردين، بل أطلق الشعب السعودي عشرات الهاشتاقات الوطنية التي وصلت للترند العالمي لتثبت تلاحم الشعب السعودي مع قيادته، وتصدرت الهاشتاقات الوطنية الترند، كما أمطر تويتر بملايين التغريدات الوطنية التي تؤكد للعالم بأسره الحب والإخلاص من الشعب السعودي للقيادة والوطن، حيث تصدر هاشتاق #هنا-المملكة-العربية- السعودية قائمة التداول على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، والذي أكد فيه الشعب السعودي على وقوفه خلف قيادته في حماية الوطن والذود عنه ضد كل المخططات المغرضة التي تستهدف أمنه واستقرارها.