تفاعل

كيف تحيا معافى؟

عبدالعزيز سليمان سبهاني
في الحياة هنالك ما يسمى بفخ الثبات، والذي يقع فيه البعض، والمقصود به، أنا هكذا وسأبقى ثابتا لا أتغير!، لنفكر معا، ماذا سيحدث عندما تحول حياتك العادية إلى حياة رائعة؟، أنت بذلك تصنع لنفسك لحظات ذات معنى، فوضعك لأهداف سامية تضيف قيمة لك، وتسعى نحوها وتكون قابلة للتحقيق الآن أو مستقبلا، يغير فيك الكثير، أما عندما تجعل حياتك عادية اعتيادية، فإنك بذلك ستتوقف عن النمو لعدم وجود جديد بها، وكل ما ستفعله نحوها، هو مجاراتها بروتينها اليومي.

أحيانا هنالك ما لا يحتاج في حياتنا إلى التغيير الجذري، فقط مجرد تحسين بسيط لها، وأولها يبدأ مع تغيير العادات أو السلوكيات، فمن القصص الجميلة بهذا السياق، قصة عن سائق حافلة، يقود حافلته مبتهجا بعمله في يوم شديد الحرارة كثير الرطوبة، وهو مبتسم أمام كل من يصعد معه، فهو ليس متبلد الشعور كما يظن البعض، إنما يعي تماما أن إدخال السرور على من حوله واجب يؤديه نحوهم، فينقل بذلك الإيجابية بابتسامة بسيطة، تعم على عملائه داخل الحافلة، فهو أو هم لا يمتلكون القدرة على تغيير حالة الطقس، إنما يمتلكون القدرة على تغيير نظرتهم نحو اليوم، يقوم هذا السائق بالحديث عن جمال ما يتم مشاهدته من أشجار ومبان، وكأنه مرشد سياحي لزوار المدينة، لافتا نظرهم إلى الجمال، وبهذه التصرفات يغير نظرتهم ليومهم، ويحيا هو معافى، وهم أيضا.

مما سبق نجد أنه علينا الاهتمام بالتفكير بتصرفاتنا وبنتائجها نحونا ونحو الآخرين، فالوعي بأنفسنا، وتدارك جوانبنا الشخصية، وتحديد الاهتمامات، واكتشاف القدرات والمهارات مع تطويرها وتنميتها، من طرق السعادة، التي تجعلنا نبتعد عن الانشغال بأمراض القلوب، والتي منها الحسد، والحقد، وهما مما يبعدنا عن الشعور بالرفاهية النفسية، وخلاصتها في عبارة راحة البال، لذلك قيل أحسن العمل وأحسن الظن ترتح.

كيف تعيش معافى هي رسالة نحملها جميعا، عندما نفكر بإيجابية، ونتأمل بتفاؤل، ونستشعر السعادة من حولنا، نقدم العطاء على الأخذ، نقدم الحمد والامتنان والعرفان، فلدينا والحمد لله الكثير مما يستحق الشكر، ابتسم دوما وتذكر أن تحيا معافى.