بلغ المنتخب السعودي واحدا من أزهى العصور في تاريخه الكروي بالتأهل لنهائيات كأس العالم لأربع مرات متتالية، حيث ظل «عملاق آسيا» موجودا في أعلى الهرم القاري، كيف لا وهو الذي بات أحد فرسانها والذي تصدى لحمل المشعل وتمثيل القارة الأكبر في العرس العالمي خلال الحقبة التي امتدت من 1994 وحتى 2008.

بعدها انقلب الموقف تماما، وعاش الأخضر ما يمكن وصفه بـ»السنوات العجاف»، بدأت بخسارة فرصة التأهل لنهائيات جنوب أفريقيا، ليبدأ المؤشر الفني بالانخفاض، حيث خرج الفريق من الدور الأول لكأس آسيا 2011، ثم فشل في التأهل للدور الحاسم من تصفيات البرازيل 2014، ليكتمل المشهد بتكرار الخروج من الدور الأول لكأس آسيا.

استدعى الأمر تغييرا شبه متواصل في القيادة الفنية، لينجح الاتحاد السعودي في جذب أحد 4 مدربين وصلوا لنهائي كأس العالم في آخر نسختين، إذ أتى الهولندي بيرت فان مارفيك وأخذ مكانه في 26 أغسطس 2015، في وقت صعب بكل تأكيد، حيث انطلقت للتو تصفيات الدور الثاني المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

فلسفة هولندية

كان المنتخب قد حقق انتصاره الأول في التصفيات بصعوبة بالغة، على منتخب فلسطين. حضر فان مارفيك رفقة جهازه المساعد، ولأن الموسم الجديد بالكاد انطلق، كان لزاما عليه الاعتماد على ما يملك من أوراق، عاد الفريق لاستكمال مشواره ودشن الهولندي مباراته الأولى بفوز ساحق على تيمور الشرقية 7-0.

واصل المدرب ابن المدرسة الهولندية الشاملة مسيرته بالفوز على ماليزيا ومن ثم الإمارات، مما أدخل كثيرا من الثقة، وخلال الجولات السبع في التصفيات أنهى السعوديون المجموعة الأولى بالمركز الأول برصيد 20 نقطة وبأهداف بلغت (28-4).