الرأي

تميم يستسلم للمرتزقة!

أحمد الهلالي
ورث سُما، وتشربت إسفنجة تاريخه عفن الحمدين، فصور ذاته في الذهنية العامة بالدمية الإسفنجية، فهو حقيقة لم يخطط لشيء مما حدث وما يحدث، ولم يتخذ موقفا تاريخيا يقطع دابر الظلام الذي أولجوه فيه، إنه تميم، قائد سياسة التوهان القطري اليوم، البريء المتهم، فهو بريء من التخطيط والتدبير لكل ما جرى في المنطقة، وهو متهم بالضلوع فيه بسبب ضعفه وقلة حيلته عن إيقاف المخططات السوداء قبل وأثناء وبعد عاصفة الحق التي حاولت تبصيره، لكن غشاوة على عينيه جعلته يرى الظلمات نورا.

قطر سفينة كان ربانها قرصانا ، حملها بالمجرمين والمرتزقة، وقادها وسط أمواج عاتية، وحين أحدقت به المخاطر، سلم الدفة لغر لا يملك شجاعة القرار العاقل، ولا بوصلة الاتجاه إلى المرافئ الآمنة، وكيف يملك كل ذلك والقرصان الكبير ومساعده، ومعاونوه يحيطون بالدفة، ويحجبون الأفق حوله، ويغذونه بعنتريات وأوهام لن يراها ما دام حيا.

من جرائم حمد الأب فوق جرائمه بحق الأمة العربية والخليج أنه قضى على مستقبل ابنه السياسي، فتاريخه الملطخ بالسواد منذ انقلابه على أبيه ورعونة مواقفه تجاه أشقائه الخليجيين، وضد أمته العربية، هو ذات التاريخ الذي يتمرغ فيه ابنه اليوم، ففي الوقت الذي تنافح فيه الأمة العربية، وتحاول استعادة توازن قوميتها أمام المد الفارسي، وفي الوقت الذي تتمزق فيه أربع دول عربية تحت سيطرة الفرس، وتنازع للخلاص، تهرول قطر إلى حضن المجرم الفارسي، وتسلمه قيادها، متناسين أن (درع الجزيرة) استنقذ البحرين من مخالب إيران بعد أن كادت تمزقها.

من يرى كل ما يحدث اليوم، يتساءل بحرقة، أليس حول تميم رجل رشيد؟ ألم يوقظه شبح الشعار الذي غذاه الحمدان في جل الأوطان العربية، وحاولوا تغذيته في الخليج، لنراه اليوم في قطر (ارحل يا تميم)؟ ألا يستشرف الأيام القادمة كيف سيكون شكلها ولونها وطعمها؟ فالحالة السورية أمامه، ومكابرة بشار ماثلة، ويرى اعتماده على (إيران) التي دمرت سوريا عن بكرة أبيها، حين أولجت مرتزقتها وحليفتها روسيا.

من كل قلبي أرجو أن يهتدي هذا الشاب للتفكير خارج الصندوق، فالموازنة بين المكاسب والخسائر هي عقيدة السياسي، والمكابرات الجوفاء والعنتريات لا تصنع مجدا، والعاقل لا يفر من خطأ إلى خطأ أكبر، فلن تدخل إيران وغيرها قطر من أجل سواد عينيك يا تميم، والعاقل من اعتبر.

ahmad_helali@