كم سندباد عاد يا بغداد
الخميس / 2 / ذو الحجة / 1438 هـ - 20:15 - الخميس 24 أغسطس 2017 20:15
لا شك أن أسطورة سندباد، فتى حارات بغداد، قد حركت عقول ومشاعر الملايين على مدى العصور المنصرمة، ذلك الشخص الكريم الشغوف الصادق المسالم، المندهش من قصص عمه البحار المغامر (علي)، والذي أهداه الأميرة المسحورة في جسد طائر متكلم يدعى (ياسمينة)، ليقرر أن يكون بحارا مغامرا، وتاجرا معروفا يطوف بالعالم. ويحدث أن يتعرف في رحلاته على (علي بابا)، و(علاء الدين)، ليصبح ثلاثتهم رموزا لمغامرات ما زال التاريخ يذكرها.
وقد تشوهت معاني سندباد في العصر الحالي، فكثر من يدعون السندبادية، بدعوى أن نواياهم حميدة، وأنهم يمثلون المحبة للوطن العراقي، وكم تمثلوا بالخير والبركات، وادعوا الصلاح والإنسانية، ليثبت الواقع أن أفعالهم عكس ما كانوا يدعون.
لن نعود بالتاريخ السندبادي كثيرا، وسنبدأ من عند صدام، والذي فقد كل علاقة له بواقعه، واحتقر أصدقاءه، وزاد تعاليا وقسوة وظلما وتجبرا، ونتف ريش ياسمينة، ولم يعد يحده حد، فصال وجال وغزا دولة مجاورة، مما استلزم تجمع مردة الأرض، ليجهضوا سيل أحلامه الشريرة، بحبل علق عليه عنقه.
ويتقاطر بعده إلى بغداد ألف سندباد وسندباد كاذب، فمنهم من كان يتلبس بالديمقراطية المشوهة ليحكم، ومنهم الفارسي، الحالم بعودة إمبراطورتيه، ومنهم البعثي المتعالي، ومن ظل صدامي الفكر، ومن لا دين له ولا مبدأ إلا السرقة والنهب، ومنهم من نصر الشيعة وسحق السنة، ومنهم من سحق الشيعة، وعاث بمعابدهم، ومنهم من دخل بسيف محمد رسول الله، بثياب السواد ليفرض الدموية والجزية، ويقتل المخالف في الدين، ويسبي النساء والأطفال، ويذبح كل معاني الوطن، والمواطنة، بشفرة الدين، ومدفع المذهب، وقنبلة البغض، وحزام الحرق، وقانون الرمي من شاهق، والدهس والطمر والصعق والإغراق، وسحق ونهب كامل التراث العراقي العريق.
كل سندباد منهم ادعى بأنه البراءة والخير، وظن أن التاريخ سيذكره، ويبارك خطواته، ويلمعها له.
ولم تتوقف أشكال السندباد عن الظهور، فرأينا الحكومي من الجيش والشرطة الاتحادية ومن حشود شعبية تجتمع لتحرير العراق من سواد داعش، ولكنهم غالبا ما حادوا عن العقل، وأبدعوا في تشويه سيرة سندباد بظلم وظلام، ومضاعفة عمق الجروح، وقتل كل مخالف للمذهب الشيعي، وزرع الأرض بالمقابر الجماعية والسجون العنصرية، والتي تنتهك فيها كل معاني الإنسانية، بالانتقام، والوحشية المناقضة لكل سنن الإنسانية.
سندباد قام بتحرير الموصل، وآخر يسعى إلى فصلها كليا عن بغداد، وسندباد متحمس يهدد بعواقب حصول ذلك.
ويمر التحرير على نينوى بنفس القدر من البشاعة، والدور يأتي اليوم على (تلعفر)، وأنظار العالم تتجه إلى هناك، والعقول والأفئدة تتساءل، فهل سيكون التحرير إنسانيا هذه المرة، بحيث لا يزاول فيه مدعي السندبادية الانتقام الشرس، المنافي للقيم، فنرى تحريرا وطنيا حقيقيا مباركا بالأعمال الإنسانية، لا تحركه نوازع الشر والانتقام، وتصفية الخلافات القديمة.
سندباد بغداد الحقيقي هو من يضع يده في يد جميع الصالحين، والمحبين للثرى العراقي، بميزان عدالة لا يختل، ومهما كانت أديان ومذاهب وفرق وأعراق من يقابلهم، وأن يكون هدفه إعلاء كلمة الحب والحق، وعدم معاقبة أي وازرة بوزر وازرة أخرى.
السندباد الحقيقي، والذي نتمنى حضوره هو من ينظر لبغداد باعتبارها ملاذا ووطنا لجميع أبنائها، ودون تمييز ولا عنصرية.
Shaheralnahari@
وقد تشوهت معاني سندباد في العصر الحالي، فكثر من يدعون السندبادية، بدعوى أن نواياهم حميدة، وأنهم يمثلون المحبة للوطن العراقي، وكم تمثلوا بالخير والبركات، وادعوا الصلاح والإنسانية، ليثبت الواقع أن أفعالهم عكس ما كانوا يدعون.
لن نعود بالتاريخ السندبادي كثيرا، وسنبدأ من عند صدام، والذي فقد كل علاقة له بواقعه، واحتقر أصدقاءه، وزاد تعاليا وقسوة وظلما وتجبرا، ونتف ريش ياسمينة، ولم يعد يحده حد، فصال وجال وغزا دولة مجاورة، مما استلزم تجمع مردة الأرض، ليجهضوا سيل أحلامه الشريرة، بحبل علق عليه عنقه.
ويتقاطر بعده إلى بغداد ألف سندباد وسندباد كاذب، فمنهم من كان يتلبس بالديمقراطية المشوهة ليحكم، ومنهم الفارسي، الحالم بعودة إمبراطورتيه، ومنهم البعثي المتعالي، ومن ظل صدامي الفكر، ومن لا دين له ولا مبدأ إلا السرقة والنهب، ومنهم من نصر الشيعة وسحق السنة، ومنهم من سحق الشيعة، وعاث بمعابدهم، ومنهم من دخل بسيف محمد رسول الله، بثياب السواد ليفرض الدموية والجزية، ويقتل المخالف في الدين، ويسبي النساء والأطفال، ويذبح كل معاني الوطن، والمواطنة، بشفرة الدين، ومدفع المذهب، وقنبلة البغض، وحزام الحرق، وقانون الرمي من شاهق، والدهس والطمر والصعق والإغراق، وسحق ونهب كامل التراث العراقي العريق.
كل سندباد منهم ادعى بأنه البراءة والخير، وظن أن التاريخ سيذكره، ويبارك خطواته، ويلمعها له.
ولم تتوقف أشكال السندباد عن الظهور، فرأينا الحكومي من الجيش والشرطة الاتحادية ومن حشود شعبية تجتمع لتحرير العراق من سواد داعش، ولكنهم غالبا ما حادوا عن العقل، وأبدعوا في تشويه سيرة سندباد بظلم وظلام، ومضاعفة عمق الجروح، وقتل كل مخالف للمذهب الشيعي، وزرع الأرض بالمقابر الجماعية والسجون العنصرية، والتي تنتهك فيها كل معاني الإنسانية، بالانتقام، والوحشية المناقضة لكل سنن الإنسانية.
سندباد قام بتحرير الموصل، وآخر يسعى إلى فصلها كليا عن بغداد، وسندباد متحمس يهدد بعواقب حصول ذلك.
ويمر التحرير على نينوى بنفس القدر من البشاعة، والدور يأتي اليوم على (تلعفر)، وأنظار العالم تتجه إلى هناك، والعقول والأفئدة تتساءل، فهل سيكون التحرير إنسانيا هذه المرة، بحيث لا يزاول فيه مدعي السندبادية الانتقام الشرس، المنافي للقيم، فنرى تحريرا وطنيا حقيقيا مباركا بالأعمال الإنسانية، لا تحركه نوازع الشر والانتقام، وتصفية الخلافات القديمة.
سندباد بغداد الحقيقي هو من يضع يده في يد جميع الصالحين، والمحبين للثرى العراقي، بميزان عدالة لا يختل، ومهما كانت أديان ومذاهب وفرق وأعراق من يقابلهم، وأن يكون هدفه إعلاء كلمة الحب والحق، وعدم معاقبة أي وازرة بوزر وازرة أخرى.
السندباد الحقيقي، والذي نتمنى حضوره هو من ينظر لبغداد باعتبارها ملاذا ووطنا لجميع أبنائها، ودون تمييز ولا عنصرية.
Shaheralnahari@