معرفة

إجازات المعلمين والإشاعات التي أصدقها

سنابل موقوتة

u0639u0628u062fu0627u0644u0644u0647 u0627u0644u0645u0632u0647u0631
شاهدت مقطعا مصورا لطفل يبلغ الخامسة ـ على أعلى تقدير ـ وهو يسخر من طول إجازات المعلمين. وبغض النظر عن ظرافة هذا الطفل ـ حفظه الله لوالديه ـ إلا أن مسألة السخرية من المعلمين تجاوزت الحدود التي يمكن قبولها.

وأظن أن إحدى مشاكل التعليم الرئيسية هي قلة احترام المعلم مجتمعيا وقلة تقديره وظيفيا، وبالمناسبة فإن شيئا من هذا كان رأي وزير التعليم قبل أن يصبح وزيرا.

وليست مشكلة المعلم أن الإجازة المدرسية طويلة وأن التقويم الدراسي والخطط التعليمية قابلة للتغيير في غمضة عين، وأن الأمور تسير بالبركة في الجهات الأعلى من المؤسسة التعليمية، وليس مطلوبا من المعلمين أن ينظموا مسيرات احتجاج أمام المدارس للمطالبة بالعودة للدوام.

كان يمكن الاستفادة من الإجازة الطويلة في إقامة ورش عمل دورات تدريبية لمدة شهر على الأقل للمعلمين الجدد يقدمها المعلمون الأقدم والأكثر خبرة، وكان من الممكن أن تلزم المدارس بمراكز صيفية يستعان فيها بفنيين يعلمون الطلاب شيئا من الفنون والحرف تحت إشراف الوزارة المباشر. أمور كثيرة يمكن عملها في الإجازة الطويلة بطريقة حقيقية وليست شكلية لمجرد «رفع العتب» وصرف الميزانيات.

لكن كل هذه الأمور ليست مشكلة المعلم ولا مسؤوليته، هي مشكلة تتعلق بجهات أعلى منه. ولكن شيئا من هذا لم يحدث وبقي المعلم في إجازته الطويلة يتلقى الصفعات والسخرية بدلا عن أولئك الذين ليس لديهم برنامج واضح ولا خطط يمكن أن تدوم.

وبما أن الإجازة بالإجازة تذكر، فإن المشكلة ليست إجازة المعلمين في الوقت الذي لا يوجد فيه طلاب يمكن تعليمهم. لكنها في عمل بعض المعلمين الذي يشبه الإجازة أثناء تواجد الطلاب. وأيضا مرة أخرى فإن هذه ليست مشكلة المعلم، ولكنها مشكلة الجهات التي تشرف عليه. المعلم المتميز يكون متميزا بجهده الفردي الذي لا منة لأحد فيه. المعلمون المتميزون يشبهون إلى حد كبير اللاعبين المبدعين الذين يفوزون مع أن مدربهم لم يضع أي خطة للمباراة.

وعلى أي حال..

فالإنسان إذا لم يحاسب إذا أخطأ ويكافأ إذا أبدع، أو كان العقاب حاضرا والثواب غائبا، فإن اهتمامه سيقل سواء كان معلما أم شيئا آخر. ومجال التعليم مثل غيره، لن يكون الضمير وحده كافيا لنجاحه. تقول الإشاعات إنه لا بد من خطط وتدريب ومحاسبة ومكافأة وبرامج واضحة المعالم لبناء عملية تعلمية حقيقية، وأنا أصدق مثل هذه الإشاعات.