مفتاحك ضائع؟.. اتصل عليه!
الثلاثاء / 23 / ذو القعدة / 1438 هـ - 19:45 - الثلاثاء 15 أغسطس 2017 19:45
لا يكاد يمر بنا يوم إلا وقد سمعنا أحدهم يجاهر بأسى ويشتكي من ذاكرته القصيرة ويصف نفسه بالزهايمر من باب الدعابة! في محاولة لتضييع لحظة الحرج التي وقعت بسبب عجزه عن تذكر شيء ما كان يحاول الاستشهاد به في سياق الحديث.
ترى ما الذي حدث لتضيع أسماء الوجوه التي نقابلها في دهاليز الذاكرة، ما السبب خلف المواعيد التي نسيناها، ولم الكوارث التي تحصل عند ضياع مفتاح البيت أو السيارة والمكتب؟ شيء من تلك الحوادث المتكررة والتي أصبحت جزءا من روتين حياة الناس اليومي ألهم صناع التقنية ابتكار حلول تجارية وعملية كسلسلة مفاتيح ذكية مرتبطة بتطبيق على الجوال يخبرك بمكان المفتاح على الخريطة، ويصدر صوت منبه لتسهيل عملية البحث عنه! أنا شخصيا اقتنيته ولجأت إليه في مرات عديدة، وكان مفيدا حيث أعاد لم شملي مع مفاتيحي من جديد _ كتر خيره.
أصبحنا مشتتين لا مفر من الاعتراف بذلك!
ضغوط الحياة والمهام المتشعبة بسبب سرعة الحياة وصعوبتها والتي لا نكاد ننجز أحدها حتى نتعرض للتشتت والمقاطعة عدة مرات، إما برسالة أو اتصال أو تنبيه لأحد حسابات التواصل الاجتماعي، مما يفقدنا القدرة على التركيز والإنجاز، ونجد أنفسنا أحيانا ننتقل من مهمة لأخرى دون إتمام الأولى بالشكل المطلوب، والشعور بتراكم لائحة المسؤوليات والعبء المترتب على عدم إنجازها يثقل كاهلنا أكثر.
ولا ننسى الأحداث السلبية السياسية والاجتماعية المتراكمة في مخازن اللا شعور التي تم كبتها وتخزينها دون وعي لتبعاتها النفسية على صحتنا، الحزن والصدمات العاطفية، جميع هذه الأمور ساهمت في تكوين نظام حياتنا بشكل عام مقلوب رأسا على عقب تحول لطوق خانق يضغط على عقولنا ويعوقها عن أداء وظيفتها بالشكل الصحيح.
نتج عن ذلك مجموعة من ردود الأفعال التي تظهر بأشكال مرضية كالنسيان والأرق والشعور بالإحباط والاكتئاب مع فقدان المتعة لممارسات الحياة الطبيعية مع تفضيل العزلة والبعد عن الناس والاكتفاء بالحد الأدنى من العلاقات الاجتماعية.
بالخط الأحمر العريض أدركنا اليوم أن هناك خللا، فذهننا مشتت، ونحن في حالة طوارئ أقحمنا أنفسنا فيها أو وقعنا ضحية سلوك جمعي ونظام حياة شائع، مهما يكن لا بد من التوقف لمعرفة الأسباب الحقيقية لفقداننا التركيز وإيجاد حلول عملية لإعادة القدرة الفطرية الهائلة لأدمغتنا التي ولدنا بها ورزقنا إياها المولى عز وجل.
يلقي البعض باللوم على التقنية الرقمية وتغلغلها في مسامات حياتنا بالشكل الذي جعلنا نعتمد عليها ونعطل قدراتنا حتى يخبو ضوؤها شيئا فشيئا كأي آلة تصدأ ولا تعود تعمل بالشكل المعتاد عندما نهملها.
صحيح، فمن منا اليوم يحفظ أرقام هواتف أفراد عائلته أو منزله كالسابق، بعد أن أصبح الهاتف الذكي يقوم بمهام تخزين الأرقام واسترجاعها وألف مهمة أخرى كنا نستخدم فيها ذاكرتنا وأدمغتنا.
ولكن على الرغم من ذلك يفترض أن تسخر التقنية لتسهيل حياتنا وخدمتنا وليس لإصابتنا بالخرف المبكر وتعطيل حواسنا!
علينا أن نكون نحن من يتحكم في مساحة الخدمة المستفادة منها وتقنينها والوعي المتجدد بنفعها وأضرارها والتوازن فيما بينهما.
كل ما يلزم الآن هو نفس عميق، إرادة وضمير، صحو لتشرق شمس عقولنا وتزهر حياتنا من جديد.
ممارسة الرياضة، الاستمتاع بالوقت، القراءة، قسط النوم الكافي، تنظيم الوقت، الذكاء العاطفي والسيطرة على المشاعر، بالإضافة للغذاء المتوازن ومكافأة الذات وتقديرها، كل هذه الأمور من شأنها إعادة التوازن لأجسادنا وحمايتها من التشتت وفقدان التركيز، ولكل إنسان خريطته السحرية التي تسوقه لكنز ذاته السعيدة والمستقرة، وعليه أن يجدها.
@Reham_rf
ترى ما الذي حدث لتضيع أسماء الوجوه التي نقابلها في دهاليز الذاكرة، ما السبب خلف المواعيد التي نسيناها، ولم الكوارث التي تحصل عند ضياع مفتاح البيت أو السيارة والمكتب؟ شيء من تلك الحوادث المتكررة والتي أصبحت جزءا من روتين حياة الناس اليومي ألهم صناع التقنية ابتكار حلول تجارية وعملية كسلسلة مفاتيح ذكية مرتبطة بتطبيق على الجوال يخبرك بمكان المفتاح على الخريطة، ويصدر صوت منبه لتسهيل عملية البحث عنه! أنا شخصيا اقتنيته ولجأت إليه في مرات عديدة، وكان مفيدا حيث أعاد لم شملي مع مفاتيحي من جديد _ كتر خيره.
أصبحنا مشتتين لا مفر من الاعتراف بذلك!
ضغوط الحياة والمهام المتشعبة بسبب سرعة الحياة وصعوبتها والتي لا نكاد ننجز أحدها حتى نتعرض للتشتت والمقاطعة عدة مرات، إما برسالة أو اتصال أو تنبيه لأحد حسابات التواصل الاجتماعي، مما يفقدنا القدرة على التركيز والإنجاز، ونجد أنفسنا أحيانا ننتقل من مهمة لأخرى دون إتمام الأولى بالشكل المطلوب، والشعور بتراكم لائحة المسؤوليات والعبء المترتب على عدم إنجازها يثقل كاهلنا أكثر.
ولا ننسى الأحداث السلبية السياسية والاجتماعية المتراكمة في مخازن اللا شعور التي تم كبتها وتخزينها دون وعي لتبعاتها النفسية على صحتنا، الحزن والصدمات العاطفية، جميع هذه الأمور ساهمت في تكوين نظام حياتنا بشكل عام مقلوب رأسا على عقب تحول لطوق خانق يضغط على عقولنا ويعوقها عن أداء وظيفتها بالشكل الصحيح.
نتج عن ذلك مجموعة من ردود الأفعال التي تظهر بأشكال مرضية كالنسيان والأرق والشعور بالإحباط والاكتئاب مع فقدان المتعة لممارسات الحياة الطبيعية مع تفضيل العزلة والبعد عن الناس والاكتفاء بالحد الأدنى من العلاقات الاجتماعية.
بالخط الأحمر العريض أدركنا اليوم أن هناك خللا، فذهننا مشتت، ونحن في حالة طوارئ أقحمنا أنفسنا فيها أو وقعنا ضحية سلوك جمعي ونظام حياة شائع، مهما يكن لا بد من التوقف لمعرفة الأسباب الحقيقية لفقداننا التركيز وإيجاد حلول عملية لإعادة القدرة الفطرية الهائلة لأدمغتنا التي ولدنا بها ورزقنا إياها المولى عز وجل.
يلقي البعض باللوم على التقنية الرقمية وتغلغلها في مسامات حياتنا بالشكل الذي جعلنا نعتمد عليها ونعطل قدراتنا حتى يخبو ضوؤها شيئا فشيئا كأي آلة تصدأ ولا تعود تعمل بالشكل المعتاد عندما نهملها.
صحيح، فمن منا اليوم يحفظ أرقام هواتف أفراد عائلته أو منزله كالسابق، بعد أن أصبح الهاتف الذكي يقوم بمهام تخزين الأرقام واسترجاعها وألف مهمة أخرى كنا نستخدم فيها ذاكرتنا وأدمغتنا.
ولكن على الرغم من ذلك يفترض أن تسخر التقنية لتسهيل حياتنا وخدمتنا وليس لإصابتنا بالخرف المبكر وتعطيل حواسنا!
علينا أن نكون نحن من يتحكم في مساحة الخدمة المستفادة منها وتقنينها والوعي المتجدد بنفعها وأضرارها والتوازن فيما بينهما.
كل ما يلزم الآن هو نفس عميق، إرادة وضمير، صحو لتشرق شمس عقولنا وتزهر حياتنا من جديد.
ممارسة الرياضة، الاستمتاع بالوقت، القراءة، قسط النوم الكافي، تنظيم الوقت، الذكاء العاطفي والسيطرة على المشاعر، بالإضافة للغذاء المتوازن ومكافأة الذات وتقديرها، كل هذه الأمور من شأنها إعادة التوازن لأجسادنا وحمايتها من التشتت وفقدان التركيز، ولكل إنسان خريطته السحرية التي تسوقه لكنز ذاته السعيدة والمستقرة، وعليه أن يجدها.
@Reham_rf