هل تفعلها حماس وتترك السلطة؟
الاثنين / 22 / ذو القعدة / 1438 هـ - 20:30 - الاثنين 14 أغسطس 2017 20:30
منذ مدة وأنا متردد في كتابة هذا الموضوع؛ إذ إن الكتابة في الشأن الفلسطيني تثير حساسية مفرطة لدى طيف واسع من القراء، خاصة في ظل ظروف قاسية يعيشها الفلسطينيون جراء الاحتلال الإسرائيلي، لكن ما شجعني في الكتابة أني وجدت الجناح العسكري لحماس (كتائب القسام) دعا الجناح السياسي في حماس إلى التخلي عن السلطة، ووقف إدارة الشؤون المدنية في القطاع في ظل الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
لماذا على حماس أن تترك السلطة في القطاع؟
يجب أن نفرق بين حماس المقاومة لإسرائيل، فهي في حالة المقاومة تمثل الأمة كلها، وبين حماس الحاكمة في قطاع غزة، فهي في هذه الحالة حكومة سياسية مثلها مثل كل الحكومات التي تتولى الشأن العام تخضع لسلطة النقد والتقويم والتخطئة، ومن هنا فحديثي عن (حماس) الحاكمة لا المقاومة، وذلك أنها لم تنجح في إدارة القطاع - ولا أعتقد أنها ستنجح في يوم من الأيام - نظرا للموقف الدولي والإقليمي منها، ووفقا لعلم الاجتماع السياسي فإن من شروط إقامة دولة ناجحة توفر خمسة شروط، وهي: وجود زعيم يملك كاريزما وجماهيرية، ووجود فكرة واضحة يجتمع عليها الناس، ووجود أتباع كثر مستعدين للتضحية في سبيل إقامة الدولة التي تحقق الفكرة، ووجود موارد اقتصادية كافية لإقامة الدولة، ووجود ظروف دولية وإقليمية مواتية.
وبالنظر إلى حالة حماس نجد تخلف شرطين مهمين من شروط إقامة السلطة، وهما: وجود موارد اقتصادية كافية، ووجود ظروف إقليمية ودولية مواتية، وهذا ما جعل قطاع غزة يرزح تحت الحصار الخانق، وقد بلغ الفقر نسبة مخيفة بين سكانه، حيث يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر في ظل غياب توفر الكهرباء في غالب ساعات اليوم، وشح الأدوية، وتقليص السلطة الفلسطينية في رام الله من رواتب موظفي القطاع، وكل هذا حول القطاع الصغير البالغة مساحته 365 كلم مربعا بسكانه المليونين إلى ما يشبه السجن جراء الحصار والفقر، فأي مصلحة لحماس للتمسك بالسلطة فيه في ظل هذه الأوضاع البالغة الصعوبة، خاصة أنها سلطة ذاتية هزيلة نتجت عن اتفاق أوسلو الذي لم تعترف به حماس؟
فالواقعية السياسية والتنظير الديني يحتمان عليها ترك السلطة، فأما الواقعية السياسية فإن أي حزب سياسي ناجح يحرص على الاحتفاظ بمكانته الشعبية، ولهذا فهو يحجم عن الدخول في الانتخابات السياسية حين لا يرى بمقدوره إدارة شؤون السلطة، وإذا غامر ودخل الانتخابات، وفاز فيها، فهو يحرص على تشكيل حكومة مشاركة موسعة مع أحزاب أخرى؛ لتتحمل معه نتيجة الفشل في نظر الجمهور.
وأما التنظير الديني السياسي فإن حماس تنظيم حركي إسلامي، ولا ريب أنهم يدركون أن السلطة وفق منظور الإسلام وسيلة، وليست هدفا، فهي وسيلة لتحقيق العدل والأمن والرخاء والحرية، وبما أن حماس لم تستطع أن تحقق هذا، ولن تستطيع في ظل الواقع الدولي والإقليمي، فالأولى بها ترك السلطة، والرجوع للهدف الذي من أجله تأسست، وهو المقاومة، فتكون في هذه الظروف غير المشجعة على استلام السلطة حركة مقاومة وطنية، وتترك الآخرين يحملون ثقل مسؤولية السلطة، ويوم أن يتحقق تحرير كل أو بعض فلسطين يمكنها آنذاك أن تشارك في اللعبة السياسية.
Dohyyan_suliman@
لماذا على حماس أن تترك السلطة في القطاع؟
يجب أن نفرق بين حماس المقاومة لإسرائيل، فهي في حالة المقاومة تمثل الأمة كلها، وبين حماس الحاكمة في قطاع غزة، فهي في هذه الحالة حكومة سياسية مثلها مثل كل الحكومات التي تتولى الشأن العام تخضع لسلطة النقد والتقويم والتخطئة، ومن هنا فحديثي عن (حماس) الحاكمة لا المقاومة، وذلك أنها لم تنجح في إدارة القطاع - ولا أعتقد أنها ستنجح في يوم من الأيام - نظرا للموقف الدولي والإقليمي منها، ووفقا لعلم الاجتماع السياسي فإن من شروط إقامة دولة ناجحة توفر خمسة شروط، وهي: وجود زعيم يملك كاريزما وجماهيرية، ووجود فكرة واضحة يجتمع عليها الناس، ووجود أتباع كثر مستعدين للتضحية في سبيل إقامة الدولة التي تحقق الفكرة، ووجود موارد اقتصادية كافية لإقامة الدولة، ووجود ظروف دولية وإقليمية مواتية.
وبالنظر إلى حالة حماس نجد تخلف شرطين مهمين من شروط إقامة السلطة، وهما: وجود موارد اقتصادية كافية، ووجود ظروف إقليمية ودولية مواتية، وهذا ما جعل قطاع غزة يرزح تحت الحصار الخانق، وقد بلغ الفقر نسبة مخيفة بين سكانه، حيث يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر في ظل غياب توفر الكهرباء في غالب ساعات اليوم، وشح الأدوية، وتقليص السلطة الفلسطينية في رام الله من رواتب موظفي القطاع، وكل هذا حول القطاع الصغير البالغة مساحته 365 كلم مربعا بسكانه المليونين إلى ما يشبه السجن جراء الحصار والفقر، فأي مصلحة لحماس للتمسك بالسلطة فيه في ظل هذه الأوضاع البالغة الصعوبة، خاصة أنها سلطة ذاتية هزيلة نتجت عن اتفاق أوسلو الذي لم تعترف به حماس؟
فالواقعية السياسية والتنظير الديني يحتمان عليها ترك السلطة، فأما الواقعية السياسية فإن أي حزب سياسي ناجح يحرص على الاحتفاظ بمكانته الشعبية، ولهذا فهو يحجم عن الدخول في الانتخابات السياسية حين لا يرى بمقدوره إدارة شؤون السلطة، وإذا غامر ودخل الانتخابات، وفاز فيها، فهو يحرص على تشكيل حكومة مشاركة موسعة مع أحزاب أخرى؛ لتتحمل معه نتيجة الفشل في نظر الجمهور.
وأما التنظير الديني السياسي فإن حماس تنظيم حركي إسلامي، ولا ريب أنهم يدركون أن السلطة وفق منظور الإسلام وسيلة، وليست هدفا، فهي وسيلة لتحقيق العدل والأمن والرخاء والحرية، وبما أن حماس لم تستطع أن تحقق هذا، ولن تستطيع في ظل الواقع الدولي والإقليمي، فالأولى بها ترك السلطة، والرجوع للهدف الذي من أجله تأسست، وهو المقاومة، فتكون في هذه الظروف غير المشجعة على استلام السلطة حركة مقاومة وطنية، وتترك الآخرين يحملون ثقل مسؤولية السلطة، ويوم أن يتحقق تحرير كل أو بعض فلسطين يمكنها آنذاك أن تشارك في اللعبة السياسية.
Dohyyan_suliman@