الرأي

صدام والكويت.. القصة التي لم تحدث!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
في الثاني من أغسطس عام 1990 لم يعمل المنبه، ولم يستيقظ صدام حسين من نومه صباح ذلك اليوم ولم يدخل الكويت. استمرت المناوشات الإعلامية بين البلدين عشر سنوات ترتفع وتيرتها تارة وتنخفض أخرى دون أن يتغير شيء على الأرض. بعد عشر سنوات يبرز اسم قصي بن صدام على الساحة كخليفة محتمل لوالده.

ويتم إعداده لهذه المهمة ويتولى الكثير من المناصب الهامة ويقل تدريجيا ظهور صدام في العشر السنوات التالية. ومع دخول العقد الثالث منذ العطل الذي أصاب المنبه وفي عام 2011 وبينما يستعد قصي لتولي زمام الأمور تبدأ موجة الربيع العربي في الظهور في بغداد. مظاهرات حاشدة في الموصل والبصرة وتكريت مسقط رأس الرئيس. لا أحد في العراق يتحدث عن مذهب أو ملة. لكنهم يواجهون جميعا آلة القتل التي أنزلها صدام للشوارع لقتل المتظاهرين وسحقهم.

تحت هذا الضغط الذي يتعرض له حزب البعث في بغداد يتم اللقاء الأول بين فرعي الحزب منذ عقود، فيلتقي صدام حسين بشار الأسد في بغداد، ويوقعان اتفاقية دفاع مشترك، والإيرانيون يبدون استياءهم من هذا التحرك الذي يضر بمصالحهم في دمشق.

ينهار هذا التحالف سريعا وتغزو إيران الكويت، وصدام يعدم الشخص الذي اشترى منه المنبه لتسببه في هذا الخطأ التاريخي الشنيع.

أوباما يحذر الغزاة الإيرانيين في الكويت، ويشدد على أنه لا مستقبل لصدام في العراق الذي يوشك نظامه على الانهيار، لكن الروس يتدخلون ويسيطرون على القرار في بغداد، وأمريكا تستمر في تحذيراتها.

قناة الجزيرة تستضيف صدام حسين الذي يعلن أن إرادة الشعب هي التي أبقته زعيما، وأنه سيفتك بكل معارضيه في العراق حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وفي لقاء متلفز على قناة العالم يقول قائد الحرس الثوري إنه لن يخرج من الكويت قبل تحرير القدس. ستمر سنوات وآلة القتل البعثية تفتك بالمتظاهرين في بغداد، والحرس الثوري يفتك بالمقاومين في الكويت، وتعقد العديد من المؤتمرات التي تدعو الجميع إلى الهدوء، وكل القرارات التي تدين الغزو يتم إحباطها في الأمم المتحدة وبعض الدول العربية تصوت ضدها.

يعتاد الناس على الأمر وتصبح الكويت ماضيا ويصنف المقاومون الكويتيون على قوائم الإرهاب العالمية ويمنعون من دخول أغلب دول العالم.

ثم أما بعد:

لو تغير الزمن في المعادلة فسيتغير كل شيء، لأنه أهم معطيات كل معادلات الحياة، وأي تغيير فيه يؤدي حتما إلى تغيير النتائج!

agrni@