البلد

من اجتماعات وادي العقيق إلى فتح أبواب الأقصى.. 91 عاما تحكي مواقف السعودية لدعم القضية الفلسطينية

u0641u0644u0633u0637u064au0646u064au0648u0646 u064au062du062au0641u0644u0648u0646 u0623u0645u0633 u0628u0625u0632u0627u0644u0629 u0627u0644u062du0648u0627u062cu0632 (u0631u0648u064au062au0631u0632)
مواقف سياسية متسلسلة للسعودية سجلها التاريخ في 91 عاما من الدعم السياسي والمالي والاجتماعي للشعب الفلسطيني وقضيته، بدأت منذ عهد المؤسس في عام 1926 عندما رفض الملك عبدالعزيز وعد بلفور والاعتراف للبريطانيين بشرعية وجودهم في فلسطين خلال اجتماعات وادي العقيق، وامتد الدعم حتى الجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لإعادة فتح أبواب المسجد الأقصى، والتي تكللت بالنجاح في 2017. وأكد الباحث السياسي فهد الشقيران أن تدخل الملك سلمان ينسجم مع سياسة السعودية الممتدة منذ عهد المؤسس لدعم فلسطين شعبا وقضية دون شعارات أو مزايدات، بل هي مواقف واقعية ذات أهداف سامية تتعلق بأخلاق الدولة والشعب، رغم محاولات من وصفهم بالأيديولوجيين إنقاص وبخس دور المملكة في دعم فلسطين، مشيرا إلى أن المملكة أثبتت أن دورها راسخ وشامخ في هذا الجانب، ولا يمكن أن ننسى أنها أسهمت حتى برجالها تجاه الاعتداءات الإسرائيلية. عهد المؤسس بدأت مواقف السعودية الداعمة للقضية الفلسطينية منذ عهد الملك عبدالعزيز عام 1926 عندما رفض وعد بلفور والاعتراف للبريطانيين بشرعية وجودهم في فلسطين خلال اجتماعات وادي العقيق، فيما قرر بعد ذلك إرسال ولي عهده الأمير سعود إلى فلسطين للوقوف على أحوال الشعب الفلسطيني والتعبير له عن تضامن السعودية معه لنيل حقوقه، وفي مؤتمر لندن عام 1935، المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، سجلت السعودية آنذاك دعما ومساندة للقضية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي عام 1937 رفض الملك عبدالعزيز قرار تقسيم فلسطين، وحذر الإنجليز من المضي في تنفيذ القرار، وكلف نجله الأمير فيصل بن عبدالعزيز بالإشراف على لجان شعبية في أنحاء السعودية لجمع التبرعات للفلسطينيين، ليختتم دعمه للشعب الفلسطيني عندما أمر عام 1939 بتقديم الدعم العسكري للفلسطينيين وإرسال الأسلحة إليهم. عهد الملك فيصل وفي عام 1967 التقى الملك فيصل الرئيس الفرنسي ديجول في قصر الإليزية بباريس، وقال له «إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمرا واقعا، وانسحب جيشكم، وبقيت أنت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبتم عليه، فإن الفلسطينيين سيظلون يقاومون ونحن معهم حتى نتغلب على الأمر الواقع»، وبعد هذا اللقاء أوقفت باريس إرسال السلاح الفرنسي لإسرائيل. وتواصلت مواقف الفيصل على مستوى العالم حتى تكللت بإقامة الجبهة العربية الموحدة التي وقفت أمام زحف الصهيونية العالمية وتمددها في أرجاء العالمين العربي والإسلامي، وصولا إلى التضامن العربي والإسلامي، وانتهاء بحظر البترول الذي فرضته السعودية على القوى الدولية، والذي تزامن مع حرب أكتوبر 1973، وسجل على أنه الموقف العربي غير المسبوق لمواجهة الاستعمار والهجمة الصهيونية على فلسطين. وقلصت السعودية إنتاج النفط إلى 10%، وهدد وزير النفط بأن المملكة لن تزيد إنتاجها الحالي من النفط حتى تبدل واشنطن موقفها المؤيد لإسرائيل. عهد الملك فهد أطلق الملك فهد بن عبدالعزيز مشروع السلام في مؤتمر القمة العربية بمدينة فاس المغربية 1982، ووافقت عليه الدول، وأصبح أساسا للمشروع العربي للسلام، ولمؤتمر السلام في مدريد 1991، ويتضمن انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، وإزالة المستعمرات التي أقامتها في الأراضي العربية بعد عام 1967، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. عهد الملك عبدالله أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت مارس 2002 عن المبادرة العربية للسلام، وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد لحل النزاع العربي الفلسطيني، والتي تهدف لإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب الاحتلال من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. وتجاوزت مواقف السعودية إلى رأب الصدع داخل البيت الفلسطيني، عبر المصالحة التي قادها الملك عبدالله للاتفاق بين حماس وفتح في مكة، لتوقعا اتفاق المصالحة في فبراير 2007، وتنجح الجهود السعودية في لم شمل الفرقاء، والتأكيد على حرمة الدم الفلسطيني واتخاذ كل الإجراءات والترتيبات التي تحول دون ذلك، والمضي قدما في إجراءات تطوير وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية. عهد الملك سلمان كان الملك سلمان بن عبدالعزيز في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية ولحق الشعب في نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في أن تكون له دولة مستقلة عاصمتها القدس، مع التأكيد على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، واعتبارها شرطا لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة في وطنه. وأكد الملك سلمان في أكثر من محفل دولي على وقوف المملكة الكامل مع الشعب الفلسطيني لتحقيق مطالبه المشروعة، والتصدي للتوسع الاستيطاني الذي تمارسه إسرائيل، مشددا على تكثيف الجهود لإيجاد موقف دولي موحد لممارسة الضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني كل أراضيه المحتلة بما فيها القدس، وأن مخططات إسرائيل تشكل عائقا أمام السلام وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى ما تشكله من اعتداء سافر على الحقوق الشرعية الثابتة للشعب الفلسطيني. ولعب الملك سلمان دورا أساسيا ومحوريا في قضية إغلاق أبواب المسجد الأقصى الذي مارسته إسرائيل ضد الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية، وأجرى اتصالات بقادة وزعماء العالم لوقف الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك الأعراف والقوانين الدولية، لتتكلل جهوده بإعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام الزوار والمصلين.