يعمل الفنان الشاب محمد المقبل منذ 10 سنوات على مشروع بناء تجربة فنية تخلق مساحتها التنافسية الخاصة ضمن إيمانه بأن الفن ما زال قابلا للاكتشاف وللاختلاف عن كل شيء طبق سابقا، وتأكيده المستمر «لا أسعى أبدا إلى الشهرة. أريد أن أطور نفسي وألهم الآخرين فقط». وفيما يفكر أدباء وتشكيليون من وقت لآخر في تجريب تقنيات إبداعية جديدة وابتكار أفكار خارج الصندوق يرى المقبل أنه لا داعي لوجود صندوق من الأساس. مسيرة المقبل التي انطلقت بالفن التشكيلي سرعان ما اتجهت إلى تصميم ديكورات المسرح ومن ثم التمثيل، ولم يكن هذا يحدث بمعزل عن موهبة الكتابة التي يظهرها من وقت لآخر، قبل أن يقرر الشاب الذي يعمل مهندسا معماريا أن يبني كل هذه العناصر ضمن تصور واحد، حيث اختار العروض التفاعلية الحية أمام الجمهور، والتي يرسم خلالها على مساحات كبيرة تمثل ما يشبه السينوجرافيا، مؤديا في أثناء ذلك مشهدا مسرحيا يتضمن إلقاء الشعر أحيانا. يقول محمد، وهو نجل الفنان التشكيلي سليمان المقبل، «لم آخذ جينات والدي التشكيلية، ولكنني أخذت منه الثقافة الفنية التي استفدت منها في العروض. أبحث دائما عن التواصل البصري مع الجمهور، وأحاول أن أكسر الهاجس النفسي لدى الكثير من الأطفال والشباب الذين يرغبون في اكتشاف مواهبهم ولكنهم يتوارون تحت طائلة الخوف من الفشل، أو خشية الرفض الاجتماعي». يمكن استخدام أي شيء في صنع عمل فني، هذا ما يؤمن به محمد المقبل الذي لا تخلو حقيبة الرسم الخاصة به من أدوات منزلية بسيطة تبدأ بسكين المطبخ ولا تنتهي بتوصيلة الكهرباء، فهو يعتقد أن الفكرة المختلفة هي الرهان الأساسي، وأن الموهبة وحدها قادرة على الخروج بمنتج نهائي جيد بغض النظر عن كيفية حدوث ذلك، ومن هنا قدم مجموعة من اللوحات التفاعلية التي تجمع أفكارا فلسفية كرسم سيرة حياة الإنسان في مخطط، وتجسيد الانتماء للوطن بصريا.