«بدر» القصيدة
الأربعاء / 18 / شوال / 1438 هـ - 20:45 - الأربعاء 12 يوليو 2017 20:45
من ابتكر شكلا جديدا وفريدا في كتابة النص الشعري وصنع طريقا مختلفا للأغنية، من اخترع نظرية أن كل الكلمات قادرة على الرقص، وأن الصورة في الأصل مجموعة من الحروف، مهندس الكلمة الأمير الشاعر «بدر بن عبدالمحسن».
العاشق حكاية الانتماء، إنه عندما يسخر ذاته للحب فإنه يحس بالأرض والتاريخ، يستمع للأصوات القادمة من الماضي، يتلمس الحياة في كل محيطه، لأنه يكافح الركود من خلال بث روحه في الأشياء الجامدة، لأنه يرسل مشاعره عبر المطر والنسيم والعطر. العاشق «بدر بن عبدالمحسن» انعكاس حالة من الحب والإنسانية على الشعر والدراما والمسرح، قصة حية في الصور والمشاهد واللحظات، وكل أغنية أو أوبريت أو مسرحية هي عناق بين القلب والمكان.
بعد أن كتب «عز الوطن»، «الله البادي»، «وقفة حق»، «فارس التوحيد»، «وطن الشموس»، في دورات مختلفة من مهرجان الجنادرية، وحول روايته «توق» إلى عمل درامي يدمج الفنتازيا بالتاريخ، حضر في سوق عكاظ لتكون مسرحية «تماضر» حلقة وصل بين الماضي الملهم والحاضر المدهش.
جاء اليوم ليعيد شجنه القديم، ويسرد الحكاية من بداية العشق، منذ أن قال:»حبيبتي.. ردي سلامي للهوى»، ليذكرها إن نسيت بأن «راعي الهوى مسكين»، وأن الحياة لحظة وموعد «لا تأخر دام لي في العمر ساعة، ولا تقدم لين أشوفك في انتظاري».
جاء مختصرا الحاجة ومعبرا عن الأمنيات الحادة «أبي الدفا.. لو تحترق كفي»، لها، للمتهمة والمنقذة «مثل الوسن إنتي، حبك سرقني.. وانتبهت»، لمن تحفظ المواثيق والعهود «ألا يا صاحبي الرفقة ترى ما هى ثياب جداد، تبدلها متى مليت وتلبس غيرها ثاني».
جاء يرتب الذكريات «إنتي احفظيني فم .. ولا تحفظيني حروف»، ويعرف بنفسه ومشاعره «أنا الحطاب في قاعٍ جرد ما به شجر وغصون، حداه البرد والليل الطويل وشب في فاسه»، يكشف عن أسراره، ويعترف «يا زين.. للعاشقين ذنوب، كثير واللي يحب يغفر».
جاء يؤثث معالم الذاكرة وخارطة العمر «لا خيمة .. لا طنب لا صوت شايب، لا صرخة ..لا طفل لا كحل وزمام»، يرسم الطريق من أول الاحتمالات وحتى نقطة القرار، عندما يكون الجميع مجرد شخص واحد «ودي أحكي يا حبيبي .. مع أحد، غيرك أحد»، وما من أحد.