مشاورات روسية تركية بشأن سوريا وهدنة في الجنوب تبدأ اليوم
الاحد / 15 / شوال / 1438 هـ - 08:15 - الاحد 9 يوليو 2017 08:15
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره رجب طيب إردوغان القضية السورية على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورج استغرقت نحو ساعة صباح أمس.
وأعرب بوتين عن شكره لتركيا على اهتمامها بالقضية السورية، ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن بوتين قوله، إن هذا الاهتمام أسهم في تكبيد «جماعات إرهابية» خسائر فادحة في سوريا وتحسين الأوضاع هناك.
وكان بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترمب اتفقا مساء أمس الأول على نحو مفاجئ على إقامة هدنة في جنوب غربي سوريا بمشاركة الأردن.
ومن المقرر أن تدخل هذه الهدنة حيز التنفيذ اليوم. ولم يتطرق الاتفاق إلى إشراك تركيا فيه.
واتفقت تركيا وروسيا وإيران نهاية 2016 بصفتها قوى ضامنة، على إقامة هدنة في سوريا، إلا أن هذه الهدنة تشهد خروقات حتى الآن.
وكانت قوات تركية توغلت في أغسطس الماضي في شمال سوريا لمحاربة تنظيم داعش والميليشيات الكردية أيضا وتم إنهاء العملية المسماة بـ «درع الفرات» رسميا، إلا أن الجنود الأتراك لا يزالون في شمال سوريا.
ويوجه إردوغان انتقادات مستمرة للولايات المتحدة لتعاونها مع الميليشيات الكردية في مكافحة داعش شمالي سوريا.
خفض التصعيد
وقالت موسكو وواشنطن مساء أمس الأول إن الولايات المتحدة وروسيا والأردن توصلت إلى وقف لإطلاق النار و»اتفاق لخفض التصعيد» في جنوب غرب سوريا إحدى مناطق القتال في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.
وقال مسؤولون أمريكيون وروس إن وقف إطلاق النار سيبدأ سريانه ظهر الأحد بتوقيت دمشق.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن المنطقة التي يشملها وقف إطلاق النار تؤثر على أمن الأردن و»جزء معقد جدا من ساحة المعارك السورية».
وروسيا وإيران هما الداعمان الدوليان الرئيسيان للرئيس السوري بشار الأسد في حين تدعم الولايات المتحدة بعض جماعات المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل للإطاحة به.
إشارة للعمل معا
وقال تيلرسون «أعتقد أن هذه هي أول إشارة إلى أن الولايات المتحدة وروسيا بمقدورهما العمل معا في سوريا، ونتيجة لذلك أجرينا مناقشة مطولة جدا فيما يتعلق بمناطق أخرى في سوريا يمكننا أن نواصل فيها العمل معا لتخفيف التصعيد».
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره لندن، فإن الحرب في سوريا أودت بحياة حوالي نصف مليون شخص وأجبرت ملايين آخرين على الفرار من البلاد.
ويبدو أن الاتفاق بشأن سوريا كان نقطة الاتفاق الرئيسية في أول اجتماع بين ترمب وبوتين اللذين ناقشا أيضا تدخل موسكو المزعوم في انتخابات الرئاسة الأمريكية لـ 2016 والطموحات النووية لكوريا الشمالية.
أهداف في سوريا
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الاتفاق يتضمن «تأمين وصول المساعدات الإنسانية وإقامة اتصالات بين المعارضة في المنطقة ومركز مراقبة يجري إنشاؤه في العاصمة الأردنية».
وقال تيلرسون إن أهداف الولايات المتحدة وروسيا في سوريا «متطابقة تماما».
لكن واشنطن وموسكو على خلاف منذ وقت طويل بشأن سوريا. وكثيرا ما دعت الولايات المتحدة إلى إبعاد الأسد فيما تسانده روسيا وإيران بقوة.
لا دور لعائلة الأسد
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار قال تيلرسون إن الولايات المتحدة ما زالت «لا ترى أي دور في الأجل الطويل لعائلة الأسد أو نظام الأسد. وقد أوضحنا هذا للجميع. بالتأكيد نحن أوضحناه في مناقشاتنا مع روسيا».
وقال فصيل من المعارضة السورية المسلحة شارك في محادثات السلام الأخيرة التي عقدت في كازاخستان الشهر الماضي في بيان إنه لديه قلقا كبيرا بشأن «الاجتماعات السرية بين روسيا والأردن وأمريكا لإبرام اتفاق منفرد لجنوب سوريا بمعزل عن الشمال» والذي وصفه بأنه حدث غير مسبوق «يقسم سوريا والمعارضة».
نتائج على الأرض
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إنه في حين يرحب بأي وقف لإطلاق النار في سوريا، فإنه يريد أن يرى نتائج على الأرض.
وأضاف «التاريخ الحديث للحرب السورية به الكثير من إعلانات الهدنة وسيكون من الجيد وجود وقف إطلاق النار في يوم ما».
وتابع «لم تكن أي منها وقف لإطلاق النار وقد انتهكت باستمرار، انتهكها النظام وفي الحقيقة انتهكها النشاط الروسي ذاته. لذلك نرحب بأي وقف لإطلاق النار لكن دعونا نرى. دعونا نرى النتائج على الأرض».