بيت القصيد

بيت القصيد اصطلاح عربيّ قديم يجمع في تركيبه الإضافيّ بين مصطلحين مركزيّين عتيدين من مصطلحات الشعر العربيّ هما البيت والقصيدة معًا

بيت القصيد اصطلاح عربيّ قديم يجمع في تركيبه الإضافيّ بين مصطلحين مركزيّين عتيدين من مصطلحات الشعر العربيّ هما البيت والقصيدة معًا. فبيت الشِعر - المتّصل ببيت الشَعر؛ الذي جاء على قياسه لدى العرب مبنًى ومعنًى – هو كلام موزون مؤلَّف عادة من شطرين، (صدْر وعَجُز)، وقد يكون شطرًا واحِدًا، وقد كان مشتملاً على عناصر الوحدة العضويّة اللازمة لفنّ يعتمد الحافظة لدورانه على الألسن، أو الذاكرة لسيرورته في مدى الروح، في سياق ثقافة شفويّة لشعب مُغرِقٍ في البداوة، وعاشقٍ للتنقّل في الصحراء، ضمن حياة أملتها ضرورة العيش، فعبّر البيت فيها عن هوًى إنسانيّ ملتهب، وشغف وجوديّ حارق. غدا بيت الشِعر القديم حاملاً لمفهوم الشعر كلّه ووفيًّا له بأجمعه، حتّى طغت على قراءة النّقاد القدماء النظرة المقتصرة على البيت المفرد أو المتفرّد أو الفرد أو الأغر أو المحجَّل أو المطرِب أو المُرقِص أو العين أو الفذّ أو النادر أو الآبد أو الشارد. في لحظة حضاريّة تالية من زمن الفنّ العربيّ صارت الأبيات من الشعر قصيدة أو قصيدًا، وأصل القصيد في اللغة العظم ذو المخّ، ولعلّه يكون بذلك هيكلاً حيًّا لقوامٍ يكسوه اللحم الحيّ، فغدا في اصطلاحهم هو الشعر المجوّد المنقّح يطلق على سبعة أبيات فأكثر على نمط واحد من الوزن والقافية والرويّ، أي نحا الشعر منحًى ما من السرد طال فيه عدد أبياته، وصارت له تقاليد بحسب الموضوعات والأغراض والمعاني. أمّا بيت القصيد، فما زال هو أحسن أبيات القصيدة وأنفسها، وليس أدلّ على هذا المعنى من كثرة كتب المختارات الشعريّة لدى العرب التي لم تأبه لجماع القصائد، وإنّما عنيت في أغلبها بالأبيات المتفرّدة، وجعلتها في باب تفضيل بعض الشيْء على كلّه كما يقصد العرب من عموم قولهم بيت القصيد، وهو الذي صار يعني كذلك الأمر المهم وخلاصة الموضوع بإطلاق في الشعر وفي غيره من الكلام، ومن موضوعات الوجود.

moqabalah.j@makkahnp.com