تفاعل

دول الخليج كروت رابحة للاعبين

في ظل الأوضاع الجديدة التي تمر بها المنطقة فإن الوحدة الخليجية لم تعد فقط مسألة توحيد للعملة أو جواز السفر، بل أبعد من ذلك بكثير، وخاصة في ظل صراعات القوة العالمية التي تبحث عن كل منفذ يساهم في توسعها وتحقيق أطماعها في منطقة الخليج، تلك المنطقة التي أصبحت جاذبة ومغرية بشكل أدق للقوى الاستعمارية الجديدة والقديمة لما تمتلكه من ثروات اقتصادية هائلة كالنفط والغاز الطبيعي وغيره من الثروات الطبيعية، ناهيك عن المنافذ المائية المهمة التي تطل عليها والتي تشكل شريانا حيا للملاحة الدولية وداعما لحركة الاقتصاد العالمي بشكل عام مما يحتم على الخليجيين الحذر والحذر الشديد من كل محاولة للانفراد بإحدى هذه الدول وأخذها بعيدا عن شقيقاتها الأخرى في علاقات ظاهرة اقتصاديا وأمنيا. وقد تظن هذه الدولة أو تلك بأن هذه العلاقة في مصلحتها وذلك ظن خاطئ، فالحقيقة على العكس من ذلك، فهي ليست إلا محاولة لالتهام هذه الدول الخليجية واحدة تلو الأخرى (في مشهد درامي دام) يزيد من معاناة الأمة الإسلامية!

وهذه دلالة واضحة على مبدأ المكر والخديعة الذي يستخدمه أعداء الأمة الإسلامية بغرض استدراج (الفريسة) بعيدا وبعيدا جدا عن مجموعتها ليسهل (افتراسها)! .. وهذا تماما ما تقوم بها (دولة إيران الغدر والخيانة) والأطماع المجوسية التي أصبحت صريحة بما فيه الكفاية للقاصي والداني، ولم تعد مجرد (فتنة) هنا أو هناك بل هي مشروع توسعي يتم التخطيط له على (نار هادئة) وتنفيذه بشكل علني كما هو حاصل الآن في العراق.. اليمن.. سوريا.. لبنان.. كل هذه الفوضى التي أحدثتها إيران في العالم العربي ومحاولتها غرس مبدأ التفرقة بين دول الخليج والانفراد بإحداها بعيدا عن الوحدة الخليجية، كل ذلك يؤكد حقيقة نوايا إيران (العدائية) تجاه دول الجوار الخليجية! مما يجعل التعجيل بالوحدة الخليجية مطلبا وأمرا حتميا ملحا لا يحتمل التأجيل أو المساومة، فكل وقت يهدر خارج إطار الوحدة لن يكون في صالح أمن واستقرار دول الخليج.. وهذه الوحدة لن تحرم أي دولة من دول الخليج سيادتها المحلية، بحيث إن الوحدة تكون على الأمور التي تكفل أمن الخليج وباتفاق قادته على كيفية الآلية لهذه الوحدة وفي ذات الوقت تكفل للقادة الخليجيين الاحتفاظ بالاستغلالية الداخلية لكل دولة في اتخاذ السياسة المناسبة لها داخليا لتكون هذه الوحدة درعا حاميا لهذه الاستغلالية الداخلية، وهذا هو القرار الذي يجدر بدول الخليج المسارعة باتخاذه فهو الوحيد القادر على بقاء هذه الدول على خريطة العالم، وبخاصة الصغيرة منها والتي أصبحت مطمعا (للغدر الصفوي المجوسي الإيراني)، فهل تسارع دول الخليج لهذه الوحدة أم تترك اللاعبين الآخرين وحيدين في (الملعب) وقد يؤدي ذلك اللعب إلى إحراق تلك الكروت الخليجية كرتا تلوى الآخر!

وشيء كهذا سيجعل دول الخليج كروتا رابحة لهذا اللاعب أو ذاك يحركها لمصلحته وبحسب سير اللعب، وقد يقرر فجأة أن يضحي بهذا الكرت أو ذاك لشعوره بانعدام فائدته، وفي هذه الحال سيكون الخاسر الأكبر هو دول الخليج، وخسارتها لن تخرج عن دائرة المثل القائل (غلطة الشاطر بعشرة).

آخر كلام:

خليج الدين والحكمة مناره تشرق الأنوار

تخلد سيرة القدوة رسول الخالق الديان

خليج العز في داره نبت تختاله الأشعار

سمو الطيب والهيبة يسولف عزة الأوطان

عسى الله يحفظه قادر عظيم الشأن والأقدار

على مر الزمن يبقى حديث الناس والأزمان.