في الآونة الأخيرة لاحظت كثيرا مناقشة البعض لأمور مقضي فيها كأمور الدين مثلا، وتمضية أغلب الأوقات بشد وجذب فيها، مما نتج عن ذلك تصنيفات عدة ومشاكل لا حصر لها!

وأظن أن من أحد أسباب الخلط بين الأمور الدنيوية والدينية المغفل عنها هو استبدال المصطلحات الدينية بمصطلحات اجتماعية مثل مصطلح «المعاونة» استبدل بمصطلح «المصلحة»، وغيرها مما شوه كثيرا من المعاني السامية حتى صرنا نستنكرها!

أما بالنسبة لما يتعلق بالأشياء التي ازدوجت ببعضها فهي كثيرة، ويمكن ملاحظتها بوضوح في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة «تويتر» وسأذكر منها اثنين على سبيل المثال لا الحصر:

التمسك بالعادات أكثر من الدين أدى لتداخلهما ببعضهما، مما نتج عنه التساهل بالأمور الدينية وعدم التمييز بين الدين والأعراف، حتى إن البعض كره التشدد ويظن أنه من الدين. وبهذا لم نعد نميز بين العادات والتقاليد وأحكام الدين، من شدة تعظيم العادات.

وأيضا مناقشة ما حرم وأحل الله، إذ ستسمح للعقل بالتهاون بها وبالتالي سيعاكسها، فمن كثرة تحليلها لاكتشاف الحكمة منها التي لا يعرفها إلا الله، لن يقتنع بها وسيتركها! فقد قيل: لو أن الدين بالعقل لما قرأنا الفاتحة مرات عدة بالصلاة الواحدة.

ومضة:

قال الله (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد (3) كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير (4) يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم ...} الآية سورة الحج.

ويقول المثل الشعبي «الكلام بالماضي نقصان بالعقل».