استنفار في الوقت الضائع
الاحد / 8 / شوال / 1438 هـ - 01:30 - الاحد 2 يوليو 2017 01:30
أم سالم سيدة في العقد الثالث يحضر بها الإسعاف للطوارئ في حالة إغماء اتضح فيما بعد أنها بسبب حالة سكر متقدمة لم تعلم عنها وهي تنخر في جسدها الهش منذ سنوات.
هي سيدة تقليدية رزقها الله بنصف درزن من الأبناء أربعة ذكور وابنتين وزوج هو ابن عمها المقارب لها في السن، رمضان بالنسبة لها هو امتداد لأشهر السنة التي قضت معظمها في المطبخ في مشروع تدجين لا ينتهي، ما اختلف في رمضان هو فقط مواعيد العمل الذي لا ينتهي، ما بين تنظيف وطبخ وترتيب وتذكير بمواعيد مستشفيات واستقبال ضيوف وتوديع لأيام العمر والصحة.
ما حدث في ذلك اليوم أنها كانت بعد المغرب تقوم بتنظيف مطبخها الذي أشبه ما يكون بأرض جرت عليها معركة، وبجوارها ابنتها الصغرى المتمسكة بثيابها طلبا لرضاعة حليب، وأبناؤها في الصالة المجاورة مع والدهم يشاهدون مسلسل ما بعد الإفطار، تنادي ابنتها الكبرى فلم تجبها فقد أغلقت كعادتها اليومية باب الحجرة بعد المغرب وهربت للنوم لتصحو كما هي العادة على الحلقة الأخيرة من مسلسل البيت المثالي.
تنادي ابنها الأكبر ليمسك بأخته فيضع سماعة جواله في أذنه كأن لم يسمع بأنانية ومزاجية مراهق ورثها من الأب اللامسؤول، الأب يشير إلى الابن التالي بالاستجابة لنداء الأم التي تداخل صوتها مع صوت التلفزيون، فيذهب لباب المطبخ ويقول عبارته الشهيرة (مافي غيري، كل يوم أنا، بس أنا..) دون أن يعرف حتى المطلوب، عوضا عن عرض المساعدة.
تؤثر الأم الاعتماد على نفسها بدل من استجداء هذه العائلة المزاجية الأنانية، فتحمل ابنتها ذات العامين، وفجأة تظلم الدنيا في عينيها وتسقط على امتداد جسدها المنهك، فيما تسقط الطفلة على صنبور المجلى ليصيب عينها بتلف.
يسمع الأب دوي السقوط فيطلب من أبنائه استكشاف الوضع في المطبخ، فلم يجبه أحد، فالجميع عيونهم مسمرة على التلفاز، يسارع للمطبخ ليفاجأ بالأم الممددة والطفلة بجوارها وعينها تفيض بالدماء وأرضية المطبخ مليئة بالماء.
يسارع للاتصال بالهلال الأحمر وحالة استنفار في البيت في الوقت الضائع.
إن مزاجية وأنانية واتكالية الأبناء أشبه ما تكون بخنجر في قلوب الآباء والأمهات يغرس فيهم خيبة أمل في الوقت الضائع، وهم يشاهدون ما زرعوه سنابل فارغة من الأهداف والهمة والمسؤولية.
والسبب الرئيس - وليس عذرا لمن عقل من الأبناء أن يتداركه - هو قيام الوالدين بكل الأدوار والمسؤوليات حماية لأبنائهم من التعب، وخوفا عليهم من الأخطار، والثاني الحرص على إتقان العمل وعدم تحمل تلوي وتلكك الأبناء قبل القيام بالمهام.
من المهم جدا توزيع الأدوار والمهام وإشراك الأبناء في المسؤوليات، وتعويدهم العمل والانضباط، فهو يغرس فيهم مهارات حياتية ضرورية كتحمل المسؤولية والمبادرة والتعاون وتقدير دور الآباء.
هي سيدة تقليدية رزقها الله بنصف درزن من الأبناء أربعة ذكور وابنتين وزوج هو ابن عمها المقارب لها في السن، رمضان بالنسبة لها هو امتداد لأشهر السنة التي قضت معظمها في المطبخ في مشروع تدجين لا ينتهي، ما اختلف في رمضان هو فقط مواعيد العمل الذي لا ينتهي، ما بين تنظيف وطبخ وترتيب وتذكير بمواعيد مستشفيات واستقبال ضيوف وتوديع لأيام العمر والصحة.
ما حدث في ذلك اليوم أنها كانت بعد المغرب تقوم بتنظيف مطبخها الذي أشبه ما يكون بأرض جرت عليها معركة، وبجوارها ابنتها الصغرى المتمسكة بثيابها طلبا لرضاعة حليب، وأبناؤها في الصالة المجاورة مع والدهم يشاهدون مسلسل ما بعد الإفطار، تنادي ابنتها الكبرى فلم تجبها فقد أغلقت كعادتها اليومية باب الحجرة بعد المغرب وهربت للنوم لتصحو كما هي العادة على الحلقة الأخيرة من مسلسل البيت المثالي.
تنادي ابنها الأكبر ليمسك بأخته فيضع سماعة جواله في أذنه كأن لم يسمع بأنانية ومزاجية مراهق ورثها من الأب اللامسؤول، الأب يشير إلى الابن التالي بالاستجابة لنداء الأم التي تداخل صوتها مع صوت التلفزيون، فيذهب لباب المطبخ ويقول عبارته الشهيرة (مافي غيري، كل يوم أنا، بس أنا..) دون أن يعرف حتى المطلوب، عوضا عن عرض المساعدة.
تؤثر الأم الاعتماد على نفسها بدل من استجداء هذه العائلة المزاجية الأنانية، فتحمل ابنتها ذات العامين، وفجأة تظلم الدنيا في عينيها وتسقط على امتداد جسدها المنهك، فيما تسقط الطفلة على صنبور المجلى ليصيب عينها بتلف.
يسمع الأب دوي السقوط فيطلب من أبنائه استكشاف الوضع في المطبخ، فلم يجبه أحد، فالجميع عيونهم مسمرة على التلفاز، يسارع للمطبخ ليفاجأ بالأم الممددة والطفلة بجوارها وعينها تفيض بالدماء وأرضية المطبخ مليئة بالماء.
يسارع للاتصال بالهلال الأحمر وحالة استنفار في البيت في الوقت الضائع.
إن مزاجية وأنانية واتكالية الأبناء أشبه ما تكون بخنجر في قلوب الآباء والأمهات يغرس فيهم خيبة أمل في الوقت الضائع، وهم يشاهدون ما زرعوه سنابل فارغة من الأهداف والهمة والمسؤولية.
والسبب الرئيس - وليس عذرا لمن عقل من الأبناء أن يتداركه - هو قيام الوالدين بكل الأدوار والمسؤوليات حماية لأبنائهم من التعب، وخوفا عليهم من الأخطار، والثاني الحرص على إتقان العمل وعدم تحمل تلوي وتلكك الأبناء قبل القيام بالمهام.
من المهم جدا توزيع الأدوار والمهام وإشراك الأبناء في المسؤوليات، وتعويدهم العمل والانضباط، فهو يغرس فيهم مهارات حياتية ضرورية كتحمل المسؤولية والمبادرة والتعاون وتقدير دور الآباء.