إنفوجرافيك

فن الرواية

كولن ولسون في كتابه (فن الرواية) الصادر عن الدار العربية للعلوم في 260 صفحة، يتحول المؤلف والأديب كولن ولسون إلى ناقد من طراز خاص، متجولا بين عشرات الروايات عبر الزمن ومتوقفا - ليس فقط عند سماتها الفنية - بل كذلك عند شخصيات أصحابها وتجاربهم الأدبية، ليشاغب الصور النمطية الخاصة بعدد من كبار روائيي العالم، ويلفت نظر القارئ إلى أن التاريخ عرف الكثير من الروايات الشهيرة التي لم تخل من أخطاء فنية، والكثير من مبدعي الكتابة الذين لم يكن لديهم ما يقولونه حين كتبوا! من فصول الكتاب - صنعة الإبداع - صانعو الأفكار - الانهيار والسقوط - وصفة للنجاح - أنواع تحقيق الرغبة - التكنيك والبناء - الفنتازيا والاتجاهات الجديدة كيف ينظر ولسون إلى الرواية؟ • عندما يجلس كاتب أمام حزمة من الأوراق وقلمه بيده فإن أول سؤال يواجهه ليس ببساطة (ماذا أكتب؟)، وإنما (من أنا؟ ومن أريد أن أكون؟). • أوراق اعتماد الروائي سلطته في الطلب من القارئ أن يعيره اهتمامه، أما هدفه الحقيقي فهو أن يفهم نفسه ويدرك غرضه. • الهدف من الكتابة مرتبط بالإحساس بالذات، وما لم يتوفر هذا الإحساس فسيبقى الكاتب عاجزا عن إحداث أي شيء يذكر، وستصبح قصصه مجرد فقرات خالية من الهدف. • نحتاج إلى التجربة من أجل النضج، والكتب تستطيع أن تزودنا بتجربة بديلة، بل تزودنا بتجربة أوسع من تلك التي يمكن أن تحدث لنا في الواقع. • الرواية هي الواسطة القادرة على استغوار الأزمنة وتجاوز حدود الخيال، وربما كان أعظم منجزاتها أنها حررت الإنسان من نفسه، ومنحته إمكانية الارتقاء. • ليس الغرض من الرواية تقديم المتعة للقارئ فحسب، بل كذلك مساعدة الكاتب على استيعاب تجربته، وابتكار وعي يتجاوز الوعي اليومي الضيق. • الروايات الفاشلة هي روايات تجارب فكرية أخفقت في الظهور بشكل صحيح، مثل عملية حسابية لم تأت بنتيجة صائبة، أو كتجربة مختبر ارتكب صانعها خطأ جسيما. • لقد تطلب الأمر أكثر من 2500 عام بعد الإلياذة لتطوير سرد المغامرات على شكل رواية، بعدها حلق الخيال الإنساني عاليا، قبل أن تقع الرواية ضحية لقصور الوعي ذاته الذي جاءت لمعالجته. كيف يرى ولسون هؤلاء الروائيين؟ - برنارد شو لم يكن يملك صورة ذاتية واضحة، بل كان لديه فهم خاص أنه أقوى وأكثر ذكاء وبصيرة من معظم الناس، ولكن لم تكن لديه أي فكرة عما سيفعله بهذه المؤهلات! - رشادرسن كان منجزه أكبر من فهم معجبيه له، وما جعله رجلا عظيما إلى هذا الحد ليس توسيعه معرفتنا بالطبيعة البشرية، بل إطلاقه لعنان التخيل الإنساني. -غوته لم يكن يسأل ما إذا كانت الحياة مأساوية بالضرورة، ولكنه ظل يؤكد على الشعور القائل بأن الإنسان لا يحتاج إلى المجتمع، لقد كانت الجبال والأشجار تعني له أكثر مما يعنيه له البشر. - بلزاك لقد عده البعض أعظم روائي في التاريخ بسبب ما تميزت به أعماله من واقعية تامة، إنه قادر على أن يروي قصة كاملة من الميلودراما بأسلوب يجعلها تبدو كتقرير صحفي حقيقي. - ديكنز يجعل من شخصياته أوغادا أو فاضلين إلى حد غير طبيعي، وغوغول يحمل شخصياته نصيبا أكبر من الإخفاقات البشرية، فيما تورط أبطال هاردي في النحس، عكس أبطال شارلي ليفز. - تولستوي ودوستويفسكي هما أعظم روائيي الأدب العالمي ..اهتمام الأول بحل مشكلة الوجود الأخلاقي جعله مهووسا بالأخلاق طيلة عمره، أما الثاني فقد كان أكثر هوسا منه بجميع المقاييس! - دارون وماركس وفرويد غيروا وجه الثقافة الغربية، لكن تأثير الرواية كان أعظم من تأثير الثلاثة مجتمعين.