تفاعل

هل هذا معقول؟

من السهل جدا ادعاء المهارات والقدرات، ولكن من المدهش حقا أن ترى من يمارسها فعلا، هناك أمر علينا أن نقر به، الفعل هو الحد الفاصل ما بين الحقيقة والكذب، يعجز الناس عن استيعاب قدرتك على القيام بأدوار متعددة في الحياة، فمعظم الناس لا يحسنون أكثر من دور أو دورين في الحياة ظاهريا، أما أن يتجاوز أحدهم خمسة أو عشرة أدوار ظاهرة للعيان، فسيكون هذا ادعاء كاذبا من وجهة نظر العامة.

لا يفطن الناس لقدراتهم الكامنة، ومعتقداتهم تحد من قدراتهم، وعليك ألا تغتر بالكثير من المسلمات في الحياة الاجتماعية، إذ ليس لمعظمها أي سند علمي، وعادة ما يتناقل الناس الأغاليط على أنها قوانين كونية ثابتة، وسرعان ما يظهر خلاف ذلك عند التجربة الفعلية.

معظم الناس لا يدركون دور السياقات في الحياة، ولا دور العلم والمعرفة والممارسة في بناء شخصيات تبدو أكثر قدرة على النجاح المتعدد أو المتكامل، ومع ندرته لأسباب كثيرة، يبقى الأمر حقيقة واقعة قابلة للتكرار والنمذجة في شعوب وبلدان مختلفة، أمر يمكن تكراره ما بين الأشخاص دون شك.

ولكي يكون الأمر واقعيا من وجهة نظرك أنت، فإنه يمكنك أن تتعلم أكثر من فرع من فروع العلم دفعة واحدة إن امتلكت العزيمة، كما يمكنك أن تمارس التجارة في عدة أنشطة في زمن واحد، كأن تمارس السمسرة العقارية، وتكون مالكا لمطعم، ومستثمرا في شركة مساهمة لتجارة التجزئة وشريكا في شركة للمقاولات العامة وعضو مجلس بلدي، ومؤلفا وكاتبا صحفيا ومدربا في مجال الأعمال، هذا لن يتعارض مع كونك ممارسا لهواية الصيد وطيارا شراعيا في العطلات، وإن كنت ستمارس الدعوة ضمن ذلك كله، فلا أشك في أنك ستكون مميزا كداعية يعايش الواقع بكافة تفاصيله.

لا يبدو الأمر لمتعددي المواهب والقدرات معقدا، فالسياق يحدد نمط الشخصية في حينها، وشيء من الوعي والتنظيم، كفيل بتحقيق أهدافك في كل مهارة، بغض النظر عن تميزك في جميعها أو بعضها، ولن يتعارض هذا مع كونك متخصصا في أحد تلك الفنون وبارزا فيه.

من لا يمتلكون المعرفة والمهارة والأهداف، يكتفون بكونهم جزءا من خطط الآخرين ومنفذين للأوامر، شخصيات تقوم بدور محدد ومحدود ضمن نجاحات قيادات تمتلك مهارات ونجاحات أكبر، هذه الفئة من الناس، هي من تظن بأنك شخصية افتراضية، لأن الأمر يفوق تصور معظم الناس، حيث تأطرت عقولهم وتعلمت، بأن تقوم باختيار دور وحيد في الحياة، دون النظر إلى ما يمتلكون من موارد شخصية لتوسيع دائرة منجزاتهم، وإدارتها بشكل فاعل.. والسر هنا يكمن في كلمة واحدة (إدارة) فإن أدرت حياتك وفق منهج صحيح فستأتي بما لم تستطعه الأوائل.

أنت أقدر مما قد أخبروك به!