تفاعل

لا تعد لأزمنة الجهل

منذ قديم الزمان وحتى الآن، لم يحل التعصب القبلي بمجتمع إلا أفسده، فالعصر الجاهلي أعظم مثال بين أيدينا؛ عنصريتهم لقبائلهم وتعصبهم جعلا الجهل كلمة تصف زمنهم. خلقنا الله تعالى شعوبا وقبائل لنتعارف، وذكر لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن أكرمنا عند الله أتقانا، فلو ننصب هذين النصين قدوة لنا في تعاملنا مع غيرنا لما انتشر التعصب القبلي بمجتمعنا.

لا شك أن قبيلتك هي سندك ومحط فخرك تشاركك أفراحك وأحزانك، ولكن هذا لا يعطيك الحق للتبجح بها أمام الناس واستصغار كل من لم يشاركك نهاية اسمك. حكمك على الآخرين يجب أن يكون على شخصهم لا على اسمهم، فأي منا لم يختر قبيلته، ولكنه اختار كيف يهذب نفسه ويحسن تعاملها مع الناس. هناك من يطلق أحكاما مرتجلة على الآخرين قبل أن يقابلهم لمجرد أنه علم لأي قبيلة ينتمون. وفي مجال العمل كم من شخص حرم فرصة عمل جاهد ليستحقها فقط لأن شخصا آخر غير مؤهل تطابق اسم قبيلته مع اسم المدير فكانت الفرصة له.

هنا تنتقل العنصرية القبلية من مجرد فكر بين الناس يهيمن على تعاملهم مع بعضهم إلى فساد يمكن أن يفتك بمؤسسات الدولة، فتقليد المناصب لمن لا يستحقونها أمر جلل يجب التعامل معه بكل حزم وموضوعية.

لو اطلعنا على تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وكونها من أعظم الدول سنجد أن شعبها تكون من خلفيات عرقية مختلفة حول العالم تضامنت فشكلت مجتمعا أخرج للعالم دولة عظمى.

في وسائل التواصل الاجتماعي يوجد الكثير من الحسابات التي يديرها شرذمة خبيثة من خارج دولتنا ممن تروج للتعصب القبلي والأفكار العنصرية، هدفها فقط تمزيق وحدتنا وبث سموم هذه الاعتقادات بين أعيان المجتمع حتى يصيب تكاتفنا سقم هذه المواضيع فنكون فريسة سهلة لهم. فالواجب إنكار هذه الأفكار وعدم الانسياق وراء كل من يروج لها.

هناك زمرة من الحلول للتخلص من هذا الوباء الذي استعمر عقول شرائح كبيرة من مجتمعنا فالتوعية في هذا الأمر واجبة خصوصا للشباب فهم أساس أي مجتمع. وإضافة مواد تعليمية ممنهجة تثقف أبناءنا في مدارسهم حول التصدي للاعتقادات والأفكار العنصرية باتت أمرا لا بد منه.