الرأي

قطر ومسامير جحا

شاهر النهاري
يعلم الله أننا نحب قطر وشعبها، ونعتبرهم جزءا لا يتجزأ من جدراننا السعودية والخليجية والعربية، وأننا نحرص عليهم حرصنا على أنفسنا، وعلى ذرات ثرى بلداننا، التي نتمنى لها البقاء والعزة وعدم الانجرار لما أجبرت عليه بلدان عربية، سبق فيها السيف العذل. وعمليات المضاربة العقارية المحيطة بالبيت القطري، دخلها أكثر من جحا وكل جحا منهم يخادع ويتلبس، رغبة منه في الغنيمة والسيطرة، وكم سيكون من الصعب التخلص منه مستقبلا، طالما أن مسماره العزيز متغلغلا في جدران بيت الشعب القطري. وأول هذه المسامير مسمار (قاعدة العديد)، والتي تعتبر ضخمة، إذا ما قورنت بالحجم الطبيعي لأرض قطر، وربما يكون من الصعب نزع مسمارها باختيار الشعب القطري. والمسمار الثاني، هم من أتوا للعمل في قناة الجزيرة، مثل عزمي بشارة وخنفر وعدد كبير من المثقفين والإعلاميين المختلطين، وممن مسحوا معالم الثقافة القطرية الشعبية، لتنحصر فقط في كرة القدم، بينما سيطروا هم على الكلمة والصورة والقرار الاجتماعي والسياسي. والمسمار الثالث الثابت بين أحجار جدران قطر، هم قوى القاعدة والذين لن يرضوا بالخروج السلس بدون مسمارهم، وربما يفجرون البيت بأكمله، لكيلا يحرمون مما علقوه عليه. والمسمار الرابع، ليس إلا وتدا ضخما، تسبب في تصدع وزعزعة الجدار، ومحاولات لإخفاء الشقوق التي تنذر بهدم البيت على من فيه، وهو فلول الإخوان المسلمين، وعروتهم. ولو نظرنا للمسمار الخامس، لوجدناه مطامع الدولة التركية وجيشها الذي تم طلب العون منه ليسارع بدق مسماره، والذي لم يستخدم «الدرل»، بل جعل يطرق الجدار بكل جسارة، ليخرج من الجانب الآخر، ويتم ثنيه لكيلا يخرج. ونأتي على مسمار جحا السادس، وهو إيران، التي برعت في صناعة أضخم المسامير الصدئة، والتي إن بقيت في الجدار سببت سقوط الأسقف، وإن لامسها أحد أصيب بالسرطان، وإن طال مكوثها في مكانها تغشى البيت اللون الأسود، الملطخ بالدماء. صدقوني يا شعب قطرنا العزيزة، أن خروج المسامير، ليس بمثل دخولها، فما يدق بالرضا، لا ينزع إلا بعد طلوع الروح. كل مسمار دق في جدران جزيرتكم العربية الأصيلة، لم يكن لكم يد في تثبيته، ولن يكون لكم يد بمنع صاحبه من الدخول بحماره، كلما أراد أن يطمئن على مسماره، وحينما تطالبونه بالخروج من جدران حياتكم، فإنه سيتحجج ويعاند، ويحطم الأساسات، ويزرع فيها جذور تجسسه، ويسلب منها النفيس، والأنيق، كتذكار على امتلاكه لهذا الجزء العزيز من تاريخكم. كل صاحب مسمار يؤمن بأنه شريك لكم في مساحات حرية حجركم، وفي أوقات راحتكم، وفي وجباتكم، التي لن يدق بابكم إلا وأنتم مجتمعون حولها، لينال حصته، الطازجة، حتى لا تعود تكفيه، باعتبار أنه يطعم جزءا كبيرا منها لحماره. مسمار روسيا أيضا ينتظر، ومسامير دول أخرى تتمنى، فلعلكم أن تستنجدوا بهم، لإخراج أحد المسامير العنيدة، الصلبة، حتى وإن كانت دخلت بطريق الصدفة، أو بحجة العلاقات التجارية، مثلما يحدث مع مسمار إسرائيل. كارثة مسمار تجر كوارث، وحالة من التشتت يرثى لها، وتساهل وجنون في طلب المسامير، واستمراء للتجنيس، حتى على مستويات التراث، والرياضة، والأصول. ومهما تختلف أوجه جحا، إلا أن أضرار المسامير تظل واحدة. @Shaheralnahari