تفاعل

رمضانيات

تتوالى الرسائل مع دخول شهر الخير تسأل عن: ماذا قدمت وماذا أخرت؟ وهج مستمر وشاشات الأجهزة الذكية لا تهدأ بين مبارك وبين مهنئ وبين داع إلى الخير.. كم لك وكم عليك..

انقضى من رمضان الثلث وبقي ما بقي.. فكم جزءا ختمت وكم جزءا تبقى؟ أمور حياتية متنوعة بعضها دخيل كـ»تصوير الموائد»، وبعضه قديم كراديو جدي رحمه الله (عندما احترق جوربه بالمدفأة وهو لم يشعر بذلك، حين كان منسجما على أنغام إحدى الإذاعات)، لا تعجب.. إنها البادية وخشونة الأقدام، ولو أني معارض للتصوير فبسبب تصوير سفر الطعام! فكم فقير سيتألم عند رؤيتها، وكم صاحب حاجة سيعجز عن نيل مبتغاه ومشتهاه!

ضجيج أجراس الأجهزة قبيل الإفطار، قبيل رفع الأذان: أشهد أن محمدا رسول الله.. لا تنس أخاك بدعوة، قلوب واجفة وأبصار خاشعة، وأيد مرتفعة، ونفوس ترجو رحمة ربها وتخشى عذابه! هنالك ربة منزل «أطال الله عمرها» على قدم وساق لخدمة الأسرة!

فوانيس المساء وأجواء السواحل وكذلك هواء الصحراء.. ما أروع الحياة الرمضانية بين ماض تليد وحاضر مجيد، وأمر فريد هو ما نعيشه الآن! نعم كثيرة وآلاء عظيمة وتحديات عصيبة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

سفر الأطعمة تغشاها فوانيسها وألوانها وأهلتها وتعبق النكهة، مهما اختلفت طرق إعدادها وتنوعت وصفاتها وكثرت أنواعها، فأمسك إليك «جوالك» عزيزي، فتصويرك قد يجرح إنسانا فقيرا، وكونوا أحبتي شاكرين عابدين زاهدين لله عائدين، فالدنيا دار ممر لا دار مقر.. اللهم لا تستدرجنا بالنعم، ولا تجعلنا عبرة للأمم.