أعمال

الريال القطري إلى أدنى مستوى منذ 11 عاما

أكد مختصون اقتصاديون وماليون أن انخفاض الريال القطري إلى أدنى مستوى منذ 11 عاما يأتي نتيجة تراجع ثقة المستثمرين بقوة الاقتصاد القطري وقوة الريال في المستقبل المنظور، لانخفاض الطلب على الريال، وامتناع دول عدة عن التعامل به، لافتين إلى أن بعض المستثمرين الآنيين والمتحفظين رأوا أنهم من الأفضل أن يخرجوا بأقل الخسائر. وأوضحوا أن قطر فقدت عمقها ضمن التكتل الخليجي القوي، مضيفين أن عزلة قطر تضعف قوة عملتها في الأجل الحالي والمتوسط. وسجل الريال القطري أدنى مستوى له في 11 عاما بالسوق الفورية أواخر معاملات أمس بسبب القلق من تأثر اقتصاد قطر في المدى الطويل بأزمة دبلوماسية مع دول عربية. وبلغ سعر شراء الدولار 3.6517 ريالات، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2005 وفقا لبيانات تومسون رويترز. ويربط مصرف قطر المركزي سعر الريال عند 3.64 للدولار، ولا يسمح إلا بتذبذبات محدودة حول ذلك المستوى. تخوف المستثمرين وأشار المستشار الاقتصادي ثامر السعيد إلى أن المستثمرين يتخوفون من طول الخلاف مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية، حيث إن القوة الشرائية للريال ستضعف، وقد تعامل المضاربون على هذا الأساس، مشيرا إلى أن وكالة ستاندرد أند بورز العالمية خفضت التصنيف لقطر من AA إلى AA-، وهو يحدث لأول مرة منذ سنوات عدة، كما أن موديز هي الأخرى أشارت إلى أنها ستعاود تصنيف القروض السيادية وقيم التأمين على القروض كخطوة إجرائية. الأيام حبلى بالأحداث وقال الخبير المالي محمد الشميمري إن العقود الآجلة فقدت منذ بداية الأزمة 180 نقطة أساس، وستكون الأيام المقبلة حبلى بالأحداث إذا لم تحل الأزمة، مشيرا إلى أن من يدير الحركة على العملة والسندات القطرية هم المضاربون الذين يستفيدون كثيرا من تأخر الحل، وهو ما يجب أن تأخذه الحكومة القطرية بعين الاعتبار. تراجع الثقة وذكر المستشار المالي محمد العمرو أن تراجع الريال متوقع تبعا لتراجع ثقة المستثمرين بالقدرة الاقتصادية للاقتصاد القطري وقوة الريال في المستقبل المنظور. وأشار العمرو إلى أن ما يجري من تأثير على الريال القطري يجري أيضا على السندات والصكوك القطرية التي تراجعت هي الأخرى في العقود الآجلة رغم عدم وجود عجز فعلي عن سداد الديون. القوة الجيوسياسية وأوضح المحلل الاقتصادي عبدالله البراك أن العملة مرتبطة بقوة البلد الجيوسياسية ومدى ارتباطه بتكتلات سياسية وأمنية واقتصادية، مبينا أن قطر فقدت عمقها ووجودها ضمن تكتل قوي هو مجلس التعاون بعد مقاطعتها، وبالتالي فإن عزلة قطر تضعف قوة عملتها في الأجل الحالي والمتوسط ، كما أن المستثمرين الدوليين لديهم خطط بديلة، فيما سيتضرر المستثمرون من أصحاب الاستثمارات بعيدة المدى في الأجل المنظور. وأشار إلى النقل البحري سترتفع تكاليفه بشكل كبير بعد إعلان شركات حاويات عدة صعوبة التعامل مع قطر.