تفاعل

أهمية لقاء يوم مع والدي

إسماعيل محمد التركستاني
بداية، لا بد أن أتوجه إلى مقام وزارة الصحة وخصوصا إلى مقام وزير الصحة بكل الشكر والعرفان لهذا النشاط الاجتماعي والذي لم يكن له وجود منذ أنشئت الوزارة والذي حمل عنوان (يوم مع والدي).

في مفهوم علم الأنفس والاجتماعيات، يعتبر اللقاء العائلي من ضروريات الروابط الأسرية والتي لها مدلولات كبيرة، ومن تلك المدلولات دلالة الألفة والمحبة التي تربط أعضاء الأسرة مع بعضها، ويعتبر الحرص على ذلك الاجتماع بين أعضاء الأسرة وخاصة في مناسبات معينة مثل عيدي الفطر والأضحى، إلى جانب مناسبات أسرية سعيدة مثل حفلات عقد النكاح أو الزواج أو النجاح الدراسي، أو في مناسبات حزينة مثل الوفاة.

نعم، إن مثل تلك اللقاءات، قد تكون سببا رئيسا للم الشمل بين الأعضاء وسببا في المصافحة والعناق بين الأطراف الذين أبعدتهم المسافات ومشاغل الحياة. طبعا، جميعنا يدرك تماما أن الاجتماعات الأسرية لها من الفوائد الشيء الكثير والتي لا أستطيع أن أزايد في الكلام عنها مع من هو أفضل مني في مجال علم النفس وعلم الاجتماع، ناهيك عن أجرها وثوابها الكبير عند الله عز وجل، ولقد ذكر في فضل الاجتماع: إن الحرص على الاجتماع الأسرى عبادة إن أريد بها وجه الله، فكم من ابتسامة أطلقتها في وجه أخيك المسلم فلك أجرها، وكم من يد صافحتها، والمسلمان إذا التقيا وسلما وتصافحا تساقطت ذنوبهما، ولقد وجد أن الحرص على حضور الاجتماعات العائلية فرصة عظيمة لا تتكرر لإزالة الشحناء والبغضاء والحسد والكراهية، قال تعالى: {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.

نعم، كم كانت هي مبادرة جميلة أطلقتها وزارة الصحة وكانت بعنوان (يوم مع والدي) وخاصة أنها أتت قبل بداية شهر رمضان الكريم، وكم كان هو أكبر أيضا، ذلك التفاعل الجميل من قبل صحة المناطق، حيث كانت تلك الصور الجميلة من فعاليات إيجابية سببا في إدخال البهجة والسرور إلى نفوس أبناء منسوبيها والتي تمثلت بتقديم الهدايا إلى جانب بعض الفقرات الترفيهية.

نعم، كان هناك العديد من المنسوبين الذين كانوا في انتظار مثل تلك الأنشطة، وذلك لكي يقدموا لأبنائهم صورة عما يقوم به الأب في حياته العملية والتي هي صورة مشرقة وجميلة والتي ستنطبع في أذهانهم.

باختصار.. في المقابل، كان تفاعل بعض المناطق (دون ذكر الأسماء) وخاصة من قبل قياداتها مع هذا الحدث الجميل ضعيفا جدا ولم يرتق إلى مستوى يليق بعنوان اللقاء، وذلك لأسباب عديدة، فهناك من كان منهم مشغولا بفترة الاختبارات، ومنهم من تغير جدوله اليومي وخاصة لمن انتهى من فترة الاختبارات الدراسية، أو لانشغال بعضهم بأعمال أخرى.

أخيرا، أتمنى ألا يكون هذا النشاط الرائع الذي قامت به وزارة الصحة هو النشاط الأول والأخير، حيث تعتبر مثل تلك البرامج واحدة من البرامج الترفيهية للمجتمع الصحي، وقد تؤتي ثمارها الإيجابية على المدى البعيد بين العاملين في المهن الصحية على مختلف مستوياتهم.

ialturkestany@moh.gov.sa