العالم

اقتراب تعليق عضوية قطر خليجيا وعربيا وإسلاميا

رئيس خارجية الشورى: سياسة «حب الخشوم» ولت.. والحل في التزام الدوحة بالاتفاقيات والتعهدات روحا ونصا

بات من غير المستبعد أن تواجه قطر العديد من الإجراءات العقابية؛ نتيجة سياستها العدائية تجاه جاراتها من جهة، ودعمها للمنظمات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي من جهة ثانية، وخصوصا في أعقاب حالة التأييد الواسعة التي شهدتها قرارات قطع العلاقات معها من قبل دول خليجية وعربية وإسلامية. وغداة الحراك الخليجي الذي بدأه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من السعودية أمس، وترقب وصول العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى جدة اليوم، لا يتوقع الكثير أن ينم ذلك الحراك عن حالة تسوية مرتقبة مع الدوحة. ومن وجهة نظر رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي فإن الكرة الآن باتت في ملعب القيادة القطرية وحدها، وأن الدول التي قطعت علاقتها مع الدوحة لم تتخذ تلك الإجراءات وهي تفكر أن تعود عن رأيها بهذه السرعة، متوقعا أن تواجه الدوحة العديد من الإجراءات العقابية، والتي قد تصل إلى تعليق عضويتها في مجلس التعاون الخليجي ومجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ويرى الحارثي في تصريحات لـ»مكة» أن الفرصة الوحيدة المتاحة أمام قطر هي بتصويب علاقاتها مع محيطها الخليجي أولا والعربي ثانيا، والالتزام بالاتفاقيات والتعهدات التي وقعتها روحا ونصا. وأضاف «سياسة حب الخشوم لم تعد تجدي نفعا، ولا يمكن القبول بأي نوع من أنواع المصالحة إلا بالتزام قطر التزاما دقيقا بالاتفاقيات التي وقعت عليها». وبدا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الشورى آسفا لبلوغ الأزمة في العلاقات مع قطر إلى هذا الحد. وقال «لا أحد يرغب في شرخ العلاقات الخليجية، وطبعا نحن نشعر أن هذه قرارات صعبة ولكن دول الخليج اضطرت أن تتخذ هذه القرارات بعد أن طفح الكيل»، لافتا إلى أن تلك القرارات لم تأت كردة فعل على تصريحات أمير قطر الأخيرة فقط، بل نتيجة تبعات السياسة القطرية وتراكماتها، إذ إنه منذ عام 1995، والسياسة القطرية نهجت نهجا مختلفا تميز بالتفرد بالرأي والمكابرة وسياسة التمرد، وهذه هي التي أدت إلى هذا الخلاف والبون الشاسع بين دول الخليج وقطر». وانتقد الدكتور زهير الحارثي القراءات الخاطئة التي ترى في خطوة قطع العلاقات مع قطر بأنها محاولات للتأثير على قراراتها الوطنية السيادية. وقال «من حق الدوحة أن تبحث عن مصالحها، ولكن الإشكالية بأنها تبحث عن حضور ودور إقليمي عبر المساس بأمن واستقرار الدول الخليجية، وهنا تكمن الإشكالية». وأضاف الحارثي في سياق تشخيصه للممارسات القطرية، بالقول «عندما تكون قطر ضمن تحالف وتكتل وتوافق وتوقع على بيانات في قضايا مصيرية فالمتوقع أن تنفذ تلك الالتزامات، الملاحظ أن قطر لم تكن متحمسة لهذه المشتركات المتعلقة بأمن الخليج والتحديات والمخاطر، وهي التي دفعت دول الخليج أن تتخذ مثل هذا الموقف، من المستحيل أن تصدر قرارات جماعية لعدة دول بقطع علاقات دبلوماسية مع قطر لمجرد أن لديها موقفا، ولكن يبدو أن هناك خللا في السياسة القطرية وإلا لما اتخذت الدول تلك القرارات بهذا المستوى.. لا يمكن أن تكون كل هذه الدول مخطئة». وفي سياق شرحه للبيان السعودي، لفت رئيس خارجية الشورى إلى أنه تضمن معلومات خطيرة تعلن للمرة الأولى، تشكل في مجملها تهديدا للأمن الجماعي الخليجي، وليس فقط أمن السعودية، لافتا إلى أن الدوحة تكرس موضوع التناقض ما بين أقوالها وأفعالها، فهي تلعب مع الجميع عبر إعلان شيء وإضمار شيء آخر، وعبر إدانتها للإرهاب، ودعمه سرا. وأبدى زهير الحارثي قناعة كاملة بنجاعة القرارات الصادرة عن الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر، مبينا بأنها ستؤدي نتائج إيجابية، وقد تدفع الدوحة لمراجعة حساباتها من جديد، وخصوصا في أعقاب تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول موضوع الأزمة، وإعلانه أن بلاده تدعم التوجه ضد مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن قطر تواجه 5 عوامل ضغط قد تدفعها لتعديل مسارها، والمتمثلة بـ»قطع العلاقات، والعزلة الاقتصادية، والموقف الأمريكي، والتوجه الشعبي القطري، والإصرار الخليجي الرامي إلى حملها على تعديل سلوكها». مآخذ على السياسة القطرية 1 التفرد بالرأي 2 المكابرة 3 التمرد 4 مناقضة الأفعال للأقوال عبر إعلانها شيئا، وإضمارها شيئا آخر، وإدانتها للإرهاب، ودعمه بالخفاء 5 البحث عن دور إقليمي عبر المساس بأمن واستقرار الدول الخليجية عوامل ضغط على الدوحة 1 قطع العلاقات 2 العزلة الاقتصادية 3 الموقف الأمريكي الداعم لإجراءات الدول التي قطعت علاقاتها معها 4 التوجه الشعبي القطري الرافض لسياسات حكومته 5 الإصرار الخليجي الرامي على حمل الدوحة لتعديل سلوكها