يوم الحساب
الجغرافيا السياسية تثبت أن الدوحة الحلقة الأضعف في الإقليم والمال لا يكفي وحده لكي تكون قائدة للمنطقة
الثلاثاء / 11 / رمضان / 1438 هـ - 04:30 - الثلاثاء 6 يونيو 2017 04:30
عزلة خليجية وعربية وإقليمية، وجدت قطر فيها نفسها مع فجر الاثنين، بعد أن قررت 8 دول تتقدمها السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع علاقاتها مع الدوحة وإغلاق مجالها الجوي أمام طائراتها، وإمهال البعثات الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة أراضيها.
حكاية الـ 22 عاما
ومن نقطة البداية وصولا إلى العزلة، هناك حكاية عمرها 22 عاما من المماحكات القطرية، وتاريخ طويل من الممارسات غير المتسقة مع مبادئ حسن الجوار وسلامة الأمن الإقليمي والدولي، عبر دعم الدوحة عددا من التنظيمات الإرهابية، تارة عن طريق التساهل مع الممولين، وتارة أخرى عبر الدعم المباشر، وتارة ثالثة عبر دعم الحركات الانفصالية والطائفية وتلك التي ترتدي رداء الإسلام السياسي.
فشل الدور
ويعتقد نائب رئيس البرلمان العربي الأسبق سعود الشمري أن الدوحة هي التي عزلت نفسها بنفسها من خلال سياساتها تجاه جيرانها، ومحاولة لعبها لدور أكبر من حجمها، داعيا الشعب القطري لتوجيه اللوم في ذلك للجهات التي تسببت بمثل هذه الظروف.
وقال في سياق تحليله للمسببات التي آلت إلى عزل قطر «لم يعرف التاريخ أن دولة حاولت أن تلعب دورا يفوق حجمها وإمكاناتها إلا وتعرضت للمشاكل والقلاقل، وانتهى بها الحال إلى الفشل، وذلك لأن أي دور سياسي واقتصادي مرتبط بالقدرات، وحينما لا تملك دولة أدوات تعينها على ذلك، يكون مآلها إلى الفشل».
الحلقة الأضعف
وبدا الشمري الذي كان عضوا سابقا في مجلس الشورى السعودي متعجبا من انتهاج قطر للسياسات العدائية تجاه جيرانها، على الرغم من أن الجغرافيا السياسية تقول إنها الأضعف في الإقليم.
وقال في حديثه لـ«مكة»: قطر لا تملك سوى المال. نعم هو سلاح نافذ، ولكن قدرته بسيطة في التأثير على مجريات الأمور، فالدوحة لا تملك موقعا استراتيجيا، ولا قوة عسكرية أو قوة شعبية ولا تاريخا يشفع لها للعب دور كبير في المنطقة.
ولعلها المرة الأولى التي تشير فيها دولة مثل السعودية إلى أن قطر لعبت أدوارا سيئة في دعم المجموعات الإرهابية في بلدة العوامية المدعومة من قبل إيران.
طموحات سياسية
وأمام ذلك فسر نائب الرئيس الأسبق للبرلمان العربي التحركات القطرية العدائية تجاه أمن السعودية والبحرين وغيرهما من الدول التي قطعت علاقاتها معها، بأنها محاولة من الدوحة للعب لعبة سياسية أكبر من حجمها، إما بهدف تحقيق طموحات سياسية فارغة، أو بسبب أحقاد شخصية تحاول القيادة القطرية إفراغها في مثل تلك المشاغبات التي لا تؤثر في العلاقات الثنائية لها فقط، بل في الأمة العربية ككل.
ممارسات قطرية
وأضاف قائلا «من المعروف أن قطر تلعب دورا كبيرا في زعزعة البحرين على كل الأصعدة، كما تلعب دورا كبيرا في دعم معارضين سعوديين تافهين، وبناء خطاب سياسي معارض للداخل السياسي السعودي، ومحاولة تأليب الداخل السعودي على قيادته، ومحاولة خلق فراغ وزعزعة الأمن والاستقرار، متناسية أن الجبهة الداخلية السعودية أقوى مما يؤثر عليها بمثل تلك التصرفات».
وعزا نائب رئيس البرلمان العربي الأسبق دعم قطر للتنظيمات الإرهابية لما وصفه بـ»الطموح السياسي غير المبرر من الدوحة، واعتقادها أن إدخال المنطقة في الفوضى مع ارتباطها مع تنظيمات الإسلام السياسي سيجعل منها المتحكم الرئيس في المنطقة».
قرار تاريخي
ووصف سعود الشمري قرار قطع العلاقات مع قطر الذي اتخذته السعودية والدول الثماني الأخريات، بأنه يأتي انسجاما مع مقتضيات القانون الدولي، بهدف حماية أراضي البلاد وجبهتها الداخلية وسمائها، ومنع استفادة الطرف الثاني منها، ما دام ذلك الطرف لا يحترم السيادة الوطنية، معتبرا أن القرار المتخذ هو قرار تاريخي ويجب أن يدعم بشكل مطلق، ويجب أن يكون موقفا يشار له حتى في علاقات السعودية الدولية مع الآخرين.
عهد جديد
وأضاف بالقول «السعودية تحملت ولـ22 سنة مراهقات ومحاولات لعب أدوار من قبل القيادة القطرية على حساب الدور السعودي، ومع ذلك فقد تحملت رغبة في الحفاظ على وشائج القربى والعلاقات مع الشعب القطري على وجه الخصوص»، مفيدا بأن الساسة في قطر فسروا الحلم السعودي على نحو خاطئ وأخطؤوا في قراءة العهد الجديد الذي بدأ بكلمة الحزم وسيستمر في ذلك، متناسين أن الرياض بحكم الظروف السياسية والإقليمية أصبحت قائدة المشروع العربي، وأن التحدي الإيراني فرض عليها كذلك أن تكون في موقع القيادة، وأنه لا يمكنها السماح للدوحة أو غيرها بأن تلعب في ساحة أمنها القومي والوطني، أو على المستوى الداخلي.
رسالة واضحة
وأجمل العضو السابق في مجلس الشورى ملخص ما حصل فجر الاثنين بأنه كان عبارة عن رسالة واضحة من السعودية وشقيقاتها بأن جميع الحلول السابقة مع قطر قد استهلكت، داعيا الدوحة لأن تعي الموقف والظرف، وأن تتخذ ما يصب في مصلحة شعبها وإقليمها ونظامها السياسي.
قطر القناة
1 كان مشروع قناة الجزيرة موجها منذ البداية وتسبب سلوكها في إحراج قيادة الدوحة أكثر من مرة مع قيادات الدول الخليجية.
2 تبنت الجزيرة في سياق خطابها الإعلامي بث رسائل قيادات تنظيم القاعدة ومقاطع من عملياته القتالية.
3 نشرت قناة الجزيرة مقطعا لعملية تفجير مجمع المحيا السكني كواحد من أهم الأدلة التي تربط بينها وبين تنظيم القاعدة بالسعودية.
4 باتت القناة منبرا محرضا على أمن الخليج باستضافتها لأصوات المعارضين والمتطرفين والإرهابيين.
5 دعمت القناة مشروع ما يسمى بالربيع العربي في إطار تمكين الإخوان من السيطرة على مفاصل الحكم.
قطر الدولة
• عرف عن السياسة القطرية خروجها عن النص في كثير من الملفات التي تحظى بالإجماع العربي.
• شكلت أراضيها ملاذا لاحتواء الفارين من العدالة ببلدانهم وقيادات العمل الإرهابي.
• تتهم الدوحة بتساهلها مع ممولي الجماعات الإرهابية حتى باتت ملاذا آمنا لهم.
• تقف السياسة القطرية خلف مشروع الإخوان التخريبي الذي يسعى لتقويض الدولة والانقضاض على مفاصل الحكم.
• دعم قطر عددا من الجماعات الإرهابية، مثل القاعدة وداعش والحوثيين وحزب الله وغيرهم.
«قطر لا تملك موقعا استراتيجيا، ولا قوة عسكرية ولا تاريخا يشفع لها للعب دور كبير في المنطقة».
«تلعب قطر دورا كبيرا في دعم معارضين سعوديين تافهين، وبناء خطاب سياسي معارض للداخل السياسي السعودي».
سعود الشمري
من فضاء الجزيرة لفجر العزلة.. 21 عاما من المراهقات القطرية
منذ إطلاق مشروعها الإعلامي المتمثل في قناة الجزيرة في الأول من نوفمبر 1996، والسلطات القطرية تمارس أدوارا عبر تلك الذراع الإعلامية، لا تتسق مع مبادئ حسن الجوار، بل وتتعدى ذلك لمحاولة الإضرار بالأمن الوطني والقومي للدول الخليجية والعربية، عبر عدد من الممارسات، ليس أولها الحملات الإعلامية الممنهجة، وليس آخرها دعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية على الأرض.